قال أ.د رمضان القطان - أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بـجامعة الأزهر: إن هناك فرقا بين النوازل والمستجدات من ناحية المصطلح، فالنوازل غالبا تكون عامة وملحة وتحتاج إلى حكم شرعي، أما المستجدات فهي خلاف ذلك تحتاج إلى تفسير وبيان وتوضيح للناس، مشيرا إلى أن المختص بالفتوى في النوازل والمستجدات هو مجمع الفقهاء والهيئات الدينية داخل الدولة وحكمها يكون ملزما.
رمضان القطان لأئمة لبنان: الفتوى في النوازل والمستجدات من اختصاص مجمع الفقهاء والهيئات الدينية
جاء ذلك خلال محاضرته تحت عنوان "فتاوى المستجدات في الحج" ضمن الدورة التدريبية المكثفة التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر لأئمة لبنان، عبر الفيديو كونفرانس بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
وأشار د.القطان إلى أن الفتوى في مستجدات العبادات تختلف عن الفتاوى في مستجدات المعاملات وغيرها، فلا يجوز التغيير في العبادات بالزيادة أو النقص أما غير ذلك فيجوز، مؤكدا على ضرورة مراعاة خصوصية كل عبادة في مستجداتها على أن تكون فتوى صحيحة سليمة.
وقال: إن فريضة الحج لها خصوصية تختلف عن غيرها من الفرائض الأخرى فيجب الأخذ في الاعتبار عند الفتوى تفاصيلها وتفاصيل مستجداتها الموزعة على مناسك متعددة وكل منسك له فتوى خاصة تختلف عن الفتوى في المناسك الأخرى، مشيرا إلى ضروره الالتزام بالقوانين التي تضعها الدولة القائمة على مناسك الحج.
وبين د.رمضان للمتدربين بعض المسائل المتعلقة بالاجتهاد المقاصدي في الحج مثل حكم شراء بطاقات الهدي، فقال: إن التعامل بهذه الصيغة جائز ولا إشكال فيه، وإن توكيل الجهات المختصة بشراء وذبح الهدي وتوزيعه عن طريق هذه البطاقات لا مانع فيه، كما أشار إلى أن من ارتكب محظورا من محظورات الحج قاصدا فهو آثم في ذلك ووجب عليه الهدي.
وفي ختام المحاضرة قام د.رمضان بالرد على كافة أسئلة واستفسارات المتدربين مشددا على أهمية العلم التام بالمستجدات وهذا واجب علماء الأئمة حتى لا يتركوا الناس للاجتهاد الشخصي بغير علم.