الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لتوفير لقمة عيش حلال..إرين سيدة تتحدى العادات بقيادة دراجة هوائية لتوصيل الطلبات لأهالى قنا|شاهد

إرين قديس
إرين قديس

رغبتها فى مساعدة زوجها فى ظل الأعباء المعيشية المتزايدة، دفعها للبحث عن أى فرصة عمل تمكنها من أداء رسالتها مع زوجها، فلم تجد "إرين قديس" إلا " الدراجة الهوائية" لتعمل من خلالها فى توصيل الطلبات من مكان لآخر بنطاق مدينة قنا ، لتصبح أول سيدة تعمل على "دراجة" بنطاق المحافظة التى تتحفظ على الكثير من الأمور المتعلقة بالمرأة.

قيادة فتاة أو سيدة لـ "دراجة هوائية" لم يكن متقبلاً من قبل المجتمع المحيط، ومازال يواجه العديد من التحديات والعقبات، مع مضايقات صبيانية، لكن " لقمة العيش" كما تردد صاحبة المبادرة، لا تعرف مثل هذه التفاهات أو السذاجات، فإيجاد الفرصة المتاحة للعمل، لن يجعل هناك وقت لدى الشخص، للتفكير فى اعتراض أو كلام الناس.

متاعب العمل تهون برسم السعادة على وجه أطفالها

فكرة العمل على دراجة لتوصيل الطلبات للأهالى، استدعت أن تخرج"إرين" بدراجتها من الصباح الباكر، لضمان الحصول على أكبر قدر من الطلبات يوفر لها عائد مناسب فى نهاية اليوم، وقد يستمر معها العمل لساعات متأخرة بالليل، حرصاً على عدم خسران أى عميل، ما يجعلها تعود لمنزلها منهكة، لكن كل ذلك يهون فى سبيل رسم السعادة على وجه أبنائها وزوجها.

تعتمد"إرين قديس" على سمعتها ومهارتها فى تلبية طلبات المتعاملين معها، فى عملية الدعاية لنفسها، حيث يحرص الكثير من المتعاملين معها على الاستعانة بها فى معظم طلباتهم، لما وجدوه فيها من أمانة فى توصيل الطلبات، وحرصها على أداء عملها على أكمل وجه، فضلاً عن كونها سيدة تسعى للحصول على رزقها بالحلال.

بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل

توصيل الطلبات عبر دراجة هوائية، لم يكن العمل الوحيد أو الأول لـ "إرين"، لكن سبقها محاولات عمل عديدة بعضها بالتزامن مع توصيل الطلبات، أبرزها بيع الذرة المشوية فى كورنيش النيل بمدينة قنا، برفقة زوجها قبل أن يغلق الكورنيش لتنفيذ أعمال تطوير، وهو ما جعلها تركز بشكل كبير فى الفترة الأخيرة على توصيل الطلبات بالدراجة.

قالت إرين قديس، والتى تشتهر بين الأهالى بـ" أم بولا"، بدأت العمل على دراجة هوائية منذ سنوات لمساعدة زوجى فى توفير أعباء المعيشة ولقمة عيش حلال لنا ولأبنائنا، ورغم الصعوبات والعراقيل التى واجهتها فى بداية عملى بتوصيل الطلبات، إلا أننى تحملت وصبرت حتى صار الأمر عادى بالنسبة لى ولمن يشاهدوننى أقود دراجتى فى الشارع، فقد عرفنى الكثير بأننى أقوم بتأدية عملى بالدراجة التى أجوب بها الشوارع والمناطق المختلفة، وليست للتنزه أو الترفيه.

أركز فى أسرتى ولا ألتفت للمضايقات

وتابعت قديس، ركوب الدراجة بالنسبة للبنات فى قنا مازال أمر غير مستحب لدى الكثير من الأهالى، فأى فتاة تغامر وتقود السيارة وسط الشوارع، تنهال عليها الاتهامات من ناحية بأنها لا تراعى ظروف وطبيعة المجتمع، أو يتعامل معها البعض بنوع من السخرية والتهكم، لكن كل هذه المضايقات، لم تكن تمثل لى أى عبء مع الوقت، خاصة أننى لا ألتفت لمثل هذه الأمور، وأركز فى عملى، من أجل أسرتي التى تنتظرني بعائد مالى يغنينا عن سؤال الناس.

وأشارت أم بولا، إلى أنها اختارت بمحض إرادتها مساعدة زوجها فى تحمل أعباء المعيشة وتكاليف الحياة، مضيفةً فقد كنت أساعده فى نقل الاثاثات والمتعلقات الثقيلة التى يعمل بها، كما عملنا سوياً لسنوات طويلة فى بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل، ومازلنا نتقاسم لحظات العمل والتعب مع لحظات الحب والود، التى بدأت بزواجنا منذ 12 عاماً، وأثمرت عن طفلين، نصطحبهما معنا أحياناً، خاصة خلال بيع الذرة المشوية.

وأضافت أم بولا، اشتهرت بين أهالى المنطقة بالعمل فى توصيل الطلبات المنزلية، ما جعل الأهالى أنفسهم مصدر دعاية غير مباشرة، إضافة إلى أننى أقوم بأداء بعض الأعمال المنزلية، حال عدم وجود طلبات للتوصيل، أو أعمل مع زوجى فى نقل البضائع، لتوفير مقابل مادى يساعدنا فى توفير احتياجاتنا المنزلية، كما أننى أسعى مع زوجى خلال الفترة القادمة لشراء تروسيكل أو عمل مشروع ثابت يخفف علينا أعباء التنقل طوال اليوم.

إرين قديس

IMG-20231126-WA0112
IMG-20231126-WA0112
IMG-20231126-WA0113
IMG-20231126-WA0113
IMG-20231126-WA0114
IMG-20231126-WA0114
IMG-20231126-WA0116
IMG-20231126-WA0116
IMG-20231126-WA0115
IMG-20231126-WA0115