تنظر في المرآة لترى شخصًا يقف أمامك يشبهك، فلو لم تكن تثق في ذاتك وعقلك وتصرفاتك ويقينك بأنك هذا الشخص، فلن تصدق أنك هو.
هكذا نقف أمام الذكرى، ننصب المحكمة لأطرافها، ليحاسب كل طرف في مخيلته الطرف الآخر، ببراهين وأسباب يتركها لنفسه ويصنعها بنفسه، لكن الحقيقة مثل من يقف أمام المرآة، يرى الندبة التي على رأسه أو شعره غير المتساوي، فإن نكرها فسينكر حقيقة ذاته.
إن الذكرى هي أخطر ما يأتي على حياة الشخص في يومه، قد تصيبه بسبب اسم يشابه من تذكره، أو أغنية تلمس قلبه أو عقله، بل إن الذكرى تتشبث بالمرات الأولى عند اللقاء، فلا ينساها قلبك ولا حتى عقلك، فتجد أن الذكرى تخبط على باب صدرك لتتنفسها من جديد.
إنه الشتاء، ذلك الفصل الغريب، فصل من يعشقون القهوة ومنير وفيروز، وعندما يشتد تلتقي عمرو دياب في سيارة تجوب شوارع القاهرة الجميلة.
قد تسعى في الشتاء لتجوب وراء ذكرى أو مكان به الذكرى.
لكن يجب أن تقف أمامها بكل حزم دون ظلم أو محاباة، تحاكم أطرافها بصدق الوقائع، لا بافتراضات تمناها عقلك أو قلبك.
قد يكذب الإنسان على نفسه بخلق أحداث غير حقيقة أو افتراضية، لكن التراجع إلى الحقيقة واجب مفروض ليمتلئ القلب بالسكينة والأمان.
[[system-code:ad:autoads]]