الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم شعبان يكتب: صباح الخير ياغزة

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

من بين الكتب التي أعتز بها، الأشعار التي أهداني إياها شاعر العودة، الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل هارون هاشم رشيد، "صباح الخير ياغزة" رفقة إهداء رقيق منه رحمه الله.
عثرت على الديوان، وأنا أقلب في مكتبتي لأتذكر لقاءا مع شيخ شعراء فلسطين، هارون هاشم رشيد، كان في القاهرة بعام 2008، قبل خمسة عشر عاما، عندما كان المجلس الأعلى للثقافة يضج دومًا في ذلك الزمن، بأسماء ثقافية وشعرية كبيرة تحضر للقاهرة، وتحيي أمسياته وندواته. فيها شاهدت الشاعر الفلسطيني الكبير ذائع الصيت محمود درويش وكثيرون غيره، من شعراء المقاومة الفلسطينية الكبار.
كان من حظي في هذه الأيام، أن التقيت الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد، وكان حال غزة آنذاك مثلما هو اليوم تضج بالمقاومة والمعاناة والمأساة التي تتفجر يوميا على أرضها. 
هارون هاشم رشيد، هو شيخ شعراء فلسطين بالفعل، حقق صيتا واسعا وشهرة مدوية بقصائده التي خرجت من نبض الحياة والمعاناة والمقاومة في غزة، حيث ولد في حارة الزيتون في عام 1927، وتعد قضية العودة هى الأثيرة في مختلف دواوينه الشعرية التي تخطت الـ23 كتابا.
من يقرأ ديوان هاشم رشيد، صباح الخير ياغزة اليوم، والذي صدرت طبعته الأولى يونيو 2008، كأنه يرى الواقع الآن في عيون أطفال غزة وأهلها. فهارون هاشم رشيد، كان شديد الصدق في نقل تفاصيل الحياة في القطاع ومعاناته ودروبه وحكايات أهله، خصوصا وأنه ولد بغزة قبل النكبة بأكثر من 20 عاما، وشاهد مختلف فصول الصراع العربي الفلسطيني إلى أن توفاه الله قبل ثلاث سنوات في 2020.
من القصائد التي يضمها الديوان وقد أهداه الى حبيبته غزة، قصائد غزة فيتنام/ غزة لايغرقها البحر/  غزة المحاصرة/ أغلقوا غزة/ قاذفة الحجارة/ أطفال غزة/  حارة الزيتون/ صرخة الوطن المحتل وغيرها من الإبداعات والآلام التي سطرها هارون هاشم رشيد في هذا الديوان.
يقول في قصيدته غزة لايغرقها البحر، مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين الذى تمنى أن يصحوا من نومه يوما، ويرى غزة قد أغرقها البحر.
عروس البحر يارابين، لا يغرقها البحر/ ولا يغرقها الحقد الذي تحمل والشر/ فكم أيدٍ كسرت بها، وما ركّعها الكسر/ وكم أم بها رمّلت، وما أرهبها الغدر/
ويواصل في قصيدته:-
لنا غزة يا هذا، لنا ربواتها الخضر/ لنا الشطّان والساحات والأشجار والزهر/ لنا زيتونها المسروق والجميز والتمر/ لنا ليمونها وكرومها وعطاؤها البكر/ لنا الشمس التي تعلو نواحيها، لنا البدر/ فكيف البحر يغرقها ومنها الحب والخير/ وفيها يرفع التكبير عالٍ، ينهض الذكر/ ودقات النواقيس العذاب كأنها الشعر/ مدينتنا مقدسة التراب رداؤها الطهر.
ويقول في قصيدته التي تحمل عنوان الديوان صباح الخير ياغزة:-
صباح الخير ياغزة/ صباح المجد والعزة/ صباح الخير يا بوابة الأمل/ صباح الخير يا وردية الشعل/ صباح الخير، يصحو الطير/ يصحو الفأس والمقلاع/ وتنهض ألف أغنية/ من الطلاب والعمال والزراع/ هنا شجر/ هنا زهر/ هنا يتفجر الخبر/ فيا أحبابنا، انتشروا/ فها قد لعلع الحجر.
رحم الله هارون هاشم رشيد، وبقيت أشعاره شعلة غضب ومقاومة من قلب غزة، التي ولد بها تحكي أنين القطاع وأهله، على مدار 9 عقود كاملة، فيحكي عن حارة الزيتون التي ولد بها، ومعاناة شعب استيقظت عيونه على الاحتلال، ولا يزال يبحث عن وطنه المفقود.