دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها الـ 69، فيما واصل الجيش الإسرائيلي شن غارات وقصف مختلف المناطق في قطاع غزة، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة المصابين إلى أكثر من 50,594 شخص إضافة إلى مقتل 18608 شهيدا جراء الهجوم.
إسرائيل تتكبد أكبر خسائر
تواجه إسرائيل خسائر كبيرة على المستويين العسكري والدبلوماسي في معركتها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد مرور أكثر من شهرين على عدوانها الجوي والبري.
وأعلنت إسرائيل، أمس الأربعاء، تكبدها أكبر خسائر في أكثر من شهر بعد نصب كمين لقواتها بمدينة غزة في وقت تواجه فيه عزلة دبلوماسية متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى من المدنيين وتفاقم الوضع لكارثة إنسانية.
ومع قتال عنيف يدور في شمال وجنوب القطاع في وقت واحد بعد يوم من مطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القصف "العشوائي" للمدنيين ينال من الدعم الدولي لإسرائيل.
وقصفت طائرات مجددا قطاع غزة، وقال مسئولون في وكالات إغاثة إن حلول الطقس الشتوي الممطر يزيد من تدهور الوضع الذي تعانيه مئات الآلاف من الأسر بينما تنام في خيام بدائية والأغلبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة باتوا مشردين، وفقا لوكالة رويترز.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية للقضاء على حماس التي تدير القطاع، معتمدة على تعاطف دولي بعد هجوم عبر الحدود شنه مقاتلون من الحركة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، قالت إنه أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز 240 آخرين.
خسائر عسكرية ودبلوماسية
لكن منذ ذلك الحين حاصرت القوات الإسرائيلية القطاع وحولت أغلبه إلى ركام. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن حملة إسرائيل قتلت أكثر من 18 ألفا ويخشى أن آلافا لا يزالون تحت الأنقاض أو لا يتسنى لسيارات إسعاف الوصول إليهم.
وسعى مئات الآلاف من الأشخاص إلى العثور على مأوى في رفح عند الطرف الجنوبي للقطاع. وكانت جثث أفراد عائلة، من بينهم عدة أطفال صغار، قُتلوا في غارة جوية ليل الثلاثاء ملقاة تحت المطر في أكفان بيضاء ملطخة بالدماء بينما كانت جثة لطفل حديث الولادة ملفوفة ببطانية وردية اللون.
ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا في أول ديسمبر، وسعت القوات الإسرائيلية حملتها البرية من شمال قطاع غزة إلى الجنوب باقتحام مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية.
وفي تلك الأثناء، لم يهدأ القتال وسط الركام في شمال القطاع حيث أعلنت إسرائيل من قبل أنها حققت أغلب أهدافها العسكرية هناك.
وأعلنت إسرائيل أن عشرة من جنودها قُتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية من بينهم ضابط برتبة كولونيل في لواء جولاني للمشاة ولفتنانت كولونيل قائد كتيبة في لواء جولاني. وتلك هي أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ مقتل 15 في 31 أكتوبر.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن أغلب القتلى سقطوا في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع حيث نصب كمين للقوات وهي تحاول إنقاذ مجموعة أخرى من الجنود الذين هاجموا مقاتلين في أحد المباني.
ضغط حقيقي على حكومة الاحتلال
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إنه منذ اللحظة وجيش الاحتلال الإسرائيلي يتكبد خسائر ولكن كانت هذه الخسائر بالنسبة للداخل الإسرائيلي كانت مقبولة.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": ولكن بالأمس وبعد "حادثة الشجاعية" التي حدثت في شمال غزة والتي أودت بحياة أكثر من 10 جنود وأصبح هناك ضغط حقيقي على حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل تصاعد الخلاف ما بين نتنياهو وإدارة بايدن والتي ظهرت بشكل علني عندما رفضت حكومة وإدارة الرئيس الأمريكي ارسال أكثر من 20 ألف بندقية آلية لإسرائيل وأيضا انتقادات واضحة من ضرورة ان يكون هناك تغيير لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وهذا الذي أعلن عنه الرئيس بايدن شخصيا اول أمس.
وتابع: وكلها مؤشرات تدل على انتهاء الدعم الواضح لإسرائيل سواء عالميا او حتى أمريكاً خاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبموافقة أكثر من 153 دولة على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وهذه مؤشرات تدل على ان إسرائيل تسير في الاتجاه الخاطئ وتسير في تجاه تكبد أكبر الخسائر السياسية والعسكرية نتيجة ان إسرائيل بدأت تدخل غزة بالفعل.
وواصل: وهذا ظهر في تزايد قتلى أعداد الجنود في اخر ثلاثة أيام، معقبا: بعني انه منذ ثلاثة أيام مقتل أربع جنود ثم بعد ذلك أصبح 7 جنود ثم الوصول إلى 10 جنود وهذا دلالة على ارتفاع وتيرة أعداد القتلى في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعدم تحقيق الأهداف العسكرية حتى الان.
واختتم: وهذا دلالة واضحة على أن هذه الحرب ستكون وبالا على إسرائيل ولن تستطيع إسرائيل تحقيق أهدافها على حماس.