الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطي أحمد يكتب: زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

مساء الثلاثاء 13 ديسمبر عام2016 رحلت فنانة شفافة جميلة كزهرة أمتعها الله سبحانه وتعالى بنعمة الابتسامة العذبة، إنها زبيدة ثروت التى سبق اسمها اسم عمر الشريف يوما ما، والتى أحببتها نعيمة عاكف فى السينما ومنحتها شادية قبلة الحياة الفنية، وقدمت عبر مشوارها نحو 30 فيلما بعضها يعد من كلاسيكيات السينما المصرية.

ولدت الراحلة فى مدينة الاسكندرية يوم 14 يونيو 1940 لأب ضابط بحرى, وفى طفولتها سميت بـ"أميرة البحر"، لأن والديها كانا قد ألبساها وهى فى الرابعة من عمرها رداء البحرية، وظهرت بهذا الرداء فى احتفال عيد الزهور , وكانت تقف فوق إحدى العربات وتلوح بيدها للجماهير التى كانت تحتشد على جانبى كورنيش الإسكندرية، وفى سن العاشرة بدت عليها موهبة الرسم، حيث رسمت لوحة بريشتها تعبر عن عاطفة الأمومة حصلت من خلالها على جائزة مهمة جعلتها تعشق فن الرسم.

ولم يكن حلم التمثيل يراودها على الاطلاق، وعندما كان أحد يسألها ماذا تريدين ان تكونى يا زبيدة عندما تكبرين؟ كانت تردد أمام زميلاتها وأفراد عائلتها:"أحب أن أكون صحفية"، وذات يوم اصطحبها والدها إلى السينما لأول مرة، وشاهدت فيلم"العيش والملح" بطولة نعيمة عاكف وسعد عبد الوهاب، فخرجت مسحورة بالفيلم، وبأداء نعيمة عاكف، ومن يومها تحولت أحلامها من الصحافة إلى الشاشة، وأصبحت تتمنى أن تكون نجمة سينمائية مثل نعيمة عاكف التى عشقتها ودأبت على حضور أفلامها.

وفى سن الخامسة عشرة أطلت على أهل السينما لأول مرة من خلال مسابقة أقامتها مجلة "الجيل" لانتخاب أجمل فتاة فى الشرق التى تقدمت للاشتراك فيها هى وشقيقتها التوأم" حكمت" والتى تكبرها بعشر دقائق فقط، وأجمعت اللجنة التى كان يرأسها الرسام المشهور بيكار على أن هناك مشتركتين فقط يجب أن يتم اختيار إحداهما ملكة لجمال الشرق هما: زبيدة ثروت وشقيقتها حكمت ثروت، وقال رئيس اللجنة: إن الآنسة زبيدة جميلة جدا حقا، ولكن جمالها غير شرقى، وأنا أقترح اختيار شقيقتها ملكة لجمال الشرق، وردت عليه زبيدة :" يا أستاذ بيكار اختار اللى عاوزها، لكن ماتقولش إن جمالى مش شرقى، تفضل حضرتك وبص فى عينى هترى انهما عينان شرقيتان مائة بالمائة"!

وأعجب بيكار بجرأة الفتاة، وقبل أن ينطق  بكلمة واحدة، فاجأته شقيقتها حكمت، وهو مع اللجنة التحكيمية بانسحابها من المسابقة وفازت زبيدة فعلا باللقب وظهرت صورها على غلاف مجلة الجيل، وكان هذا الغلاف هو مدخلها إلى عالم السينما، حيث لفت جمالها أنظار العاملين فى الوسط الفنى من منتجين ومخرجين.

والطريف أن حلوة العينين لم تنس لمجلة الجيل هذا الفضل، وعندما أصبحت نجمة سينمائية ملء السمع والبصر, أصرت عام 1959على اشتراك الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى رئيس تحرير المجلة فى فيلمها "شمس لا تغيب"، حيث لعب دوره فى الحياة، ولم تقتصر على هذا فقد استعانت أيضا بالمحرر الفنى بالمجلة الأستاذ ثروت فهمى ليلعب هو الآخر دورا مهما فى الفيلم.

وشاركت زبيدة ثروت فى دور بسيط أقرب إلى الكومبارس فى فيلم "دليلة" لعبد الحليم حافظ وشادية, ورغم سعادتها البالغة بالاشتراك فى هذا الفيلم لإعجابها الشديد بالعندليب الأسمر الذى كان يخطو خطوات واسعة فى السينما ويصبح فارس أحلام كثير من الفتيات، لكن سعادتها لم تكتمل، وكاد الفيلم يصبح أول وآخر فيلم تشارك فيه، حيث انفجر فيها مخرج الفيلم محمد كريم أثناء إجراء "التيست"، وقال لها  كلمات غاضبة مما جعلها تنهار فى البكاء وتترك الاستوديو، وتخرج هاربة، وفى نيتها عدم العودة مرة أخرى إليه، وترك التمثيل نهائيا، والتفرغ لدراستها فى كلية الحقوق، لكن النجمة الكبيرة شادية رحمها الله التى كانت موجودة بالصدفة فى البلاتوه خرجت وراءها مسرعة وطيبت بخاطرها وأعطتها أول درس فنى  فى مشوارها، حيث قالت لها:"عليك أن تتحملى غضب المخرج لأنه يرى أفضل منك، وعندما تسمعين كلامه، وتصبرين على انفعالاته هذا سيجعل منك ممثلة كبيرة"، وبالفعل عادت زبيدة إلى الاستديو, وأكملت تصوير مشهدها، وكان هذا الفيلم هو البداية وتوالت أفلامها.


-