الانتخابات الرئاسية 2024
رئيس دينية الشيوخ: المشاركة واجب دعا إليه الإسلام والشرائع السماوية
شيخ الطرق الصوفية: المصريين يعون تماما حجم التهديدات
الإفتاء تبين حكم الممتنعين عن التصويت
واصل رموز المؤسسة الدينية الإسلامية، حملة التوعية بقيمة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024، وذلك من خلال المشاركة الإيجابية أو التصريحات المبينة لحكم الدين في التفاعل والتعاطي مع الاستحقاق الدستوري.
وأدلى الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، بتصريحات صحفية من أمام لجنة المغتربين بمدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكدا أن التصويت في الانتخابات واجب وطني وشرعي.
وقال "عامر": “لابد أن يقوم به كل فرد من أفراد الشعب المصري بدوره، وأن يشارك في صناعة المستقبل”، لافتًا إلى أن مصر بشعبها العظيم ومؤسساتها التي نفتخر بها في كل زمان ومكان يخطون بخطى ثابتة إلى مستقبل مشرق.
وشدد على أن التجربة المصرية في الانتخابات الرئاسية 2024، أثبتت للعالم أجمع أن ما نقوم به بمثابة تجربة صالحة لكل زمان ومكان، وأن هذا العرس الديمقراطي وهذه التجربة المصرية تجربة متميزة.
وأكد أن الشعب يشارك بكل قوة يستفيد بحقه الدستوري والشرعي ويعلم الأجيال القادمة أنه يقوم بواجبه كما يجب من أجل صناعة المستقبل وصناعة حضارة جديدة، مشددًا أن المشاركة واجب دعا إليه الإسلام والشرائع السماوية.
كما أدلى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها الدكتور عبد الهادى القصبى بصوته منذ قليل فى مدرسة فاطمة الزهراء بمصر الجديدة.
وعقب إدلاء القصبى بصوته أشار إلى إن مشهد المصريين في الانتخابات أمام اللجان يعكس عظمة الشعب المصري وقيمة الدولة المصرية، وسيقف المحللون الاستراتيجيون أمام مشهد المصريين بالدرس والتحليل.
وأضاف أن الشعب المصري اليوم يرسل رسالة للعالم أنه يصطف صفا واحدا، ومؤسسات الدولة مؤسسات قوية، ونحيي الهيئة الوطنية على هذا الجهد، ونحيي قضاة مصر الواقفين على الصناديق بحيادية تامة.
ولفت إلى أن المصريين يعون تماما حجم التهديدات التي تحيط بمصر من كل الاتجاهات، ومازال أمامنا اليوم و غدا من الانتخابات نثبت فيها أن مصر دولة قوية لها طبيعة خاصة، وعلى كل المنظمات التي تعمل ضد مصر حول العالم أن تعيد حساباتها، نحن نقدم اليوم رئيس للدولة المصرية خلفه شعب قوي ليتحدث بمنتهى القوة عن هذا الوطن ويتحدى كل المخاطر التي لا تخفى على أحد.
وذكر أن الدولة المصرية استطاعت الفترة الماضية أن تنجز إنجازات كبيرة جدا، من التخلص من الإرهاب والبنية التحتية، ونناشد كل المصريين خلال اليومين المقبلين خلال الانتخابات أن يعطي رسالة لـ22 ألف مراقب للانتخابات أن هذه هي مصر وهذا هو شعب مصر، وبعد الانتخابات سيكون هناك اصطفاف شعبي لأننا مؤمنين بقضية الإنسان والتعبير ومع وجود مؤسسات قوية.
فيما شهدت مدرسة الفردوس بالجمالية إقبالاً كثيفًا من طلاب الكليات الشرعية بجامعة الأزهر حيث أدلى طلاب كليات أصول الدين والشريعة والقانون واللغة العربية بأصواتهم بصحبة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين بالكليات.
وعبر الطلاب عن سعادتهم، للتصويت في الانتخابات الرئاسية خلال يومها الثاني اليوم الثاني في اللجان المخصصة للمغتربين وفق ما حددته مسبقًا الهيئة الوطنية للانتخابات.
من جانبهم عبّر الطلاب عن سعادتهم بالمشاركة في هذا العرس الديمقراطي وبالمشهد المُشرف أمام اللجان الانتخابية والذي يثبت للعالم أن المصريين على دائمًا قدر المسؤلية.
وحول هل الامتناع عن التصويت في الانتخابات حرام؟ سؤال أوضحته دار الإفتاء المصرية بالتزامن مع دخول ثاني أيام الانتخابات الرئاسية المصرية 2024.
قالت دار الإفتاء: حث الإسلامُ المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، وطلب من المسلم أن يكون صادقًا ويتحرَّى الصدق ويبتعد عن الكذب والغش، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» متفق عليه.
وحينما قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ فَقَالَ: «لَا». رواه الإمام مالك في "الموطأ".
ثانيًا: أمر الإسلام المسلم بأداء الأمانة التي تحملها بكل أنواعها وأشكالها فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وأوجب عليه أن يكون أمينًا وصادقًا في أداء الأمانة مع ربه أولًا، ومع نفسه ثانيًا، ومع الآخرين ثالثًا، فبهما -أي بالصدق والأمانة- ترقى الأمم وتتقدم الشعوب، وهما أساس النجاح في كل عمل على مستوى الفرد والجماعة.
ثالثًا: إنه ليس من شك في أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية الحقَّة وهي التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع؛ ليكونوا أمناء صادقين دائمًا في أقوالهم وأفعالهم، ويحترموا عن إيمان صادق سلطات بلادهم التشريعية والقضائية والتنفيذية التي جاءت بالشورى الصحيحة بينهم، والشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية؛ لأن هذا الاختيار من الأمانات الدينية والشرعية التي أمر الله بأدائها لأهلها وأصحابها في قوله تعالى:﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَدِّ الأَمَانَةَ لِمَن ائتَمَنَك ولا تَخُن مَن خَانَكَ» أخرجه أبو داود والترمذي، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].
رابعًا: يجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة في الشورى والديمقراطية حسب المصطلحات العصرية والعربية للإدلاء بصوته الانتخابي ألا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية حتى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يكون ذلك بعيدًا عن العصبية المدمرة والمجاملات والغش والتدليس والابتزاز والعنف والإكراه والتزوير، وأن يكون رائد الجميع أن مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، ومنع أداء الصوت كتمان للشهادة التي أمرنا الله بأدائها، وسلبية يمقتها الإسلام وينهى عنها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا» رواه الترمذي.
خامسًا: المسلم الذي يراقب ربه ويخشاه يجب عليه البعد عن السلبية ووضع الأمانة التي كلف بها في محلها، والشهادة بالحق والعدل لمن هو أهل لها من المرشحين لعضوية المجالس النيابية والتشريعية في مختلف مراحلها، وعدم الإدلاء بالصوت الانتخابي بالحق والعدل والصدق لمن هو أهل له يُعدُّ في نظر الإسلام جريمة سلبية، توجب المؤاخذة على صاحبها من الناحية الدينية؛ لأن هذه السلبية تؤدي نتيجتها ما تؤديه شهادة الزور من إفساد وفساد على الفرد والمجتمع في الدولة في مجال ضياع الحقوق والواجبات المشروعة للجميع الحاكم والمحكوم، وهي تلتقي من حيث الأثر مع الجريمة الإيجابية وهي شهادة الزور والتدليس وخيانة الأمانة من حيث ضياع الحقوق والواجبات للفرد والجماعة، والدليل على أن السلبية من الجرائم المعاقب عليها في الإسلام من الناحية الدينية قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 97]، فهذا النص القرآني يظهر مدى خطورة السلبية في حياة الناس لدفع الظلم وتحقيق العدل فيما بينهم من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتولي الأمر فيما بينهم فيما سبق لمن ليس أهلًا له من الناحية التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا ما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» رواه البخاري.
وشددت على أن من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي يكون آثمًا شرعًا؛ لأنه بذلك يكون قد منع حقًّا واجبًا عليه لمجتمعه الذي يطالبه بأداء الشهادة لمن قدم نفسه للخدمة العامة بترشيح نفسه للمجلس النيابي التشريعي؛ وذلك لبيان مدى صلاحيته لهذه المهمة القومية والوطنية من خلال هذه الشهادة.
كما أن من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأية وسيلة من الوسائل المادية أو المعنوية سواء كان مسؤولًا أم مواطنًا عاديًّا يكون مشاركًا مشاركة إيجابية ومساعدًا لصاحب الشهادة في ارتكاب جريمة خيانة الأمانة والتزوير في الشهادة؛ والشريك كالأصيل تمامًا من حيث الفعل والأثر في الإسلام.
وكذلك الذي ينتحل اسمًا غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل سواء كان حيًّا أو كان من الأموات أو المسافرين الغائبين غير الموكلين يكون قد ارتكب غشًّا وتزويرًا يعاقب عليه شرعًا، ويكون آثمًا، وجميع التصرفات المسؤول عنها محرمة شرعًا؛ لانطوائها على جرائم الإفساد في الأرض المنهي عنها شرعًا؛ ولأنها تعطي فرصة لوصول الشخص غير الكفء، وغير الأهل شرعًا للنيابة عن الناس في طلب حقوقهم المشروعة والدفاع عنها، وهذا ما يضيع مصالحهم ويؤدي إلى الفساد في المعاملات العامة والخاصة وضياع الحقوق؛ ولهذا شدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النهي عن قول الزور وشهادته فقال: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ»، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ لَا يَسْكُتُ. رواه البخاري.