أطلق نشطاء عرب دعوات لمقاطعة متاجر "Zara" للملابس، بسبب حملة دعائية لتشكيلة الملابس الجديدة، التي اعتبرها كثيرون أنها مستوحاة من المشاهد المروّعة والمؤلمة لسكان فلسطين بقطاع غزة، الذين يواجهون عدواناً صهيونياً مستمراً منذ ما يزيد عن شهرين.
وتضمنت الحملة الدعائية صورًا لعارضات أزياء يرتدين ملابس سوداء، ويحملن أكفانًا بيضاء، كما ظهرت صور أخرى لأشخاص يخرجون من بين الركام والدمار، في مشاهد اعتبرها كثيرون أنها تشبه مشاهد الحرب في غزة.
وأثارت هذه الصور موجة غضب ودعوات لمقاطعة العلامة التجارية الشهيرة، حيث تصدّر وسم مقاطعة "Zara" قائمة الأكثر تفاعلاً عبر منصة إكس في الدول العربية، لا سيما في مصر والسعودية والأردن.
وقال «جاسم حمد الغيث»، على إكس: “شركة Zara للملابس ترقص على جثث أهلنا في غزة، وتجعل الأهوال والمجازر التي يتعرضون لها مادة تسويقية لمنتجاتهم التعيسة!!.”
كما رأت «نور العمر» أنّ محلات "Zara" "كشّرت عن أنيابها وظهرت وساختها، "زارا" بكل وحشية تروج لإعلانها الجديد بالأكفان والجثث! قذارة جديدة تُضاف لمكب نفايات العالم".
ولم تعلّق شركة "Zara" على الانتقادات التي طاولتها، لكنها عمدت إلى حذف إحدى الصور الدعائية من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صورة العارضة الحاملة للكفن الأبيض، إلا أنّ الصور الأخرى لم تخفف من حدة الانتقادات ودعوات المقاطعة.
تاريخ Zara في معاداة الفلسطينيين
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها "Zara" دعوات للمقاطعة بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية. ففي عام 2022، استضافت لقاءً انتخابياً لعضو الكنيست اليميني "إيتمار بن غفير". كما استضافت "جوي شويبل"؛ رئيس فرع "زارا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في أكتوبر 2020، رئيس حزب "العظمة اليهودية" اليميني "إيتمار بن غفير" في فعالية انتخابية، ما أثار ردات فعل غاضبة حينها، على أثرها أحرق بعض المستخدمين قطعاً كانوا قد اشتروها من العلامة التجارية كما دعوا لمقاطعتها.
وفي عام 2021، أدلت المصممة الرئيسية لـ"Zara" "فانيسا بيريلمان" بتصريحات مسيئة بحق الفلسطينيين، ووصفتهم بالإرهابيين.
و"زارا" شركة تأسست في إسبانيا عام 1975، ولها أكثر من ألفي متجر في أكثر من 90 دولة حول العالم، من بينها دول عربية.
وجاءت إعلانات "Zara" الجديدة، وسط المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 17700 شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
ووضعت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة العديد من الشركات العالمية في ورطة غير مسبوقة، لا سيما التي انحازت إلى إسرائيل مباشرة أو التي اتخذت دولها مواقف داعمة للاحتلال، إذ باتت تتحمّل فواتير باهظة لمواقفها التي تسببت في مقاطعة واسعة لأنشطتها، لا سيما في المنطقة العربية، وهو ما يمكن أن يمتد لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الصراع.