مع تقدم فصل الشتاء في غزة، تتكشف أزمة إنسانية حادة، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات القائمة التي يواجهها سكان القطاع.
وقد ضربت العواصف المطيرة والرياح القوية القطاع الساحليفضلا عن القصف الإسرائيلي المستمر، مما أدى إلى تهجير ما يقرب من 1.8 مليون فلسطيني، يجد العديد منهم أنفسهم دون مأوى مناسب.
يتفاقم الوضع المزري بسبب انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تقارير مثيرة للقلق عن نساء يلدن في ظروف غير معقمة.
في خضم هذه الأزمة، تؤدي ندرة الإمدادات الطبية إلى تفاقم المعاناة. ويؤدي الدخان المنبعث من حرائق الأخشاب المستخدمة للتدفئة إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، في حين يساهم نقص المضادات الحيوية في الوفيات الناجمة عن العدوى بعد العمليات الجراحية بين الجرحى.
وفقا لتقرير الجارديان، يواجه الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، والذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الأساسية والأدوية، وضعا محفوفا بالمخاطر، وكثيرا ما يستسلمون لوفيات غير مسجلة كضحايا للنزاع المستمر.
تخلق الظروف المكتظة وغير الصحية في الملاجئ المؤقتة عاصفة مثالية لانتشار الأمراض المعدية. وتشير بيانات المراقبة التي شاركتها منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع معدل الإصابة بأمراض مثل الإسهال الدموي والتهابات الجهاز التنفسي واليرقان والتهاب الكبد أ والتهاب السحايا. ويؤدي النقص في المياه الجيدة إلى تفاقم هذه التحديات، حيث أن الناس، الذين يحافظون على المياه القليلة المتوفرة لديهم، يلجأون إلى غسل كميات أقل، مما يزيد من المخاطر الصحية.
على الرغم من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية، فإن الوصول إلى الموارد الضرورية أمر صعب. وتشير التقارير إلى أن المحتاجين إلى الدواء يجب عليهم التنقل فيما يصل إلى 10 صيدليات بحثًا عن الإمدادات الأساسية، وهي مهمة شاقة في ظل الظروف الحالية. علاوة على ذلك، فإن ندرة المأوى المناسب وعدم توفر الملابس الشتوية والبطانيات والفرشات تجعل الكثيرين عرضة للخطر، وخاصة أولئك الذين فروا إلى الجنوب ومعهم ملابسهم الصيفية فقط في الأسابيع الأولى من الصراع.
مع استمرار الهجوم الإسرائيلي، وإعراب إسرائيل عن نيتها مواصلة الحملة حتى نهاية يناير، فإن حلول فصل الشتاء الكامل يشكل تهديداً أكبر للوضع اليائس بالفعل. ويضيف الخوف من زيادة الضحايا في الشوارع بسبب التعرض للعوامل الجوية طبقة جديدة من الإلحاح على الأزمة المستمرة.
وفي هذه المأساة التي تتكشف فصولها، يواجه المجتمع الدولي واجبا أخلاقيا للاستجابة بسرعة وحاسمة للتخفيف من معاناة الناس في غزة. وتتطلب تعقيدات الصراع، التي تتفاقم بسبب التحديات البيئية، بذل جهد إنساني منسق وفوري لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح والتخفيف من المخاطر الوشيكة المرتبطة بالشتاء.