الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحرك دولي لدعم القضية الفلسطينية.. ماذا فعلت مصر وروسيا لوقف تصعيد إسرائيل؟

السيسي وبوتين
السيسي وبوتين

شهدت القضية الفلسطينية مؤخرا بعض التحركات ضد الموقف الإسرائيلي المستمر بالتصعيد ضد الفلسطينيين، وتوافقت مصر وروسيا على مواصلة التحرك بجدية لوقف إطلاق النار في غزة، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في هذا الصدد.

واتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي اليوم، على مواصلة التحرك لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية عادلة لـ القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

القضية الفلسطينية

وقال المتحدث باسم الرئاسة، في بيان إنه خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقش الزعيمان الأوضاع الإقليمية، وبالأخص في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، في ظل الموقف المتأزم سياسيا وإنسانيا، حيث استعرض السيسي الجهود والاتصالات المصرية للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار لحماية المدنيين ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أهالي القطاع والمساعي المصرية المكثفة لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية اللازمة لإعاشة وإغاثة أهالي غزة من المدنيين الأبرياء.

كما اتفق الرئيسان على مواصلة التحرك بجدية لوقف إطلاق النار، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته في هذا الصدد، مع أهمية حشد الجهود الدولية للوصول إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية وفقا لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وعجز مجلس الأمن الدولى عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بالرغم من تصويت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات، وبعد تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للمادة 99 من الميثاق الأممى للتنبيه من الوصول إلى نقطة الانهيار فى قطاع غزة، وجاء الفشل بسبب معارضة الولايات المتحدة فيما يعرف بحق "الفيتو"،  وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

وقد أثارت عرقلة "الفيتو" الأمريكي لقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة ردود فعل غاضبة أدانت الموقف الأمريكى ووصفته بـ"اللاإنسانى".

وأعربت روسيا عن إدانتها لعرقلة قرار وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وذلك بعد استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لوقف قرار يطالب بوقف إطلاق النار داخل مجلس الأمن، لإفشال مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

موقف روسيا من القضية الفلسطينية

وقال نائب المندوب الروسي داخل مجلس الأمن إن "عرقلة وقف إطلاق النار حكم أمريكي بالإعدام على الآلاف وربما عشرات الآلاف من الفلسطينيين".

فيما قال نائب المندوبة الأمريكية، روبرت وود، إن مشروع القرار منفصل عن الواقع ولن يؤدي إلى دفع الأمور قدمًا على الأرض.

وكان أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الاربعاء، أن بلاده تؤيد دائما تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى بشأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي، "إننا نؤيد دائما تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعنى أولا وقبل كل شيء، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وهذا هو أصل كل المشاكل"، مضيفا أن موقف روسيا من تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لم يبرز نتيجة الأحداث المأساوية الأخيرة، بل تشكل على مدى العقود الماضية، لافتا "وهذا الموقف معروف لدى الجانب الإسرائيلى ولدى أصدقائنا فى فلسطين".

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية رافقتها وتفاقمت "أنشطة الوساطة" لعدد من الدول فى السنوات الأخيرة.. ولا تزال هناك شخصيات سياسية وخبراء فى هذه الدول اليوم ترى أنه من الضرورى السير على طريق إنشاء الدولة المستقلة.

وتابع بوتين "وهناك مثل هؤلاء الأشخاص فى إسرائيل، لكن أولئك الذين يحاولون منذ عقود حل هذه المشكلة بالقوة لهم اليد العليا. ولسوء الحظ، يؤدى هذا إلى مثل هذه الأحداث المأساوية التى نشهدها الآن"، مؤكدا أن الولايات المتحدة أهملت آليات التسوية فى الشرق الأوسط فى السنوات الأخيرة وحاولت استبدال حل المشاكل السياسية بـ"المنح المادية".

من جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن هناك نظرة مختلفة من قبل روسيا فيما يخص القضية الفلسطينية على اعتبار أن روسيا تنظر إلى هذه القضية بمثابة تهديد خطير للأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح فارس، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن روسيا تسعى إلى العمل على حل مبدأ حل الدولتين اتفاقا واتساقا مع قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خاصة أن الكثير من الإجراءات الأمريكية الاخيرة التي اتخذت من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب كانت تؤدي إلى وأد القضية الفلسطينية.

الصراع الفلسطينى الإسرائيلى

وتابع: وبالتالي تسعى روسيا إلى لعب دور محوري وريادي في جميع القضايا العربية، والعمل على إيجاد حلول سياسية سلمية تتوافق مع الرؤية العربية، وأيضا الصين تتفق مع روسيا في هذا الاتجاه.

وأضاف أن هذا الاتفاق في ظل أن العالم يتحول بشكل كبير جدا من عالم القطبية الأحادية إلى عالم الثلاثية القطبية، وبالتالي من الممكن جدا أن تلعب روسيا دورا مهما جدا في العمل على حلحلة المشهد المعقد.

واختتم: تلعب روسيا أيضا على دعم القضية الفلسطينية سياسيا على المستوى الدولي بإيجاد ظهير دولي حقيقي يكون دافعا للضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على حلحلة هذا المشهد الذي من الممكن جدا أن يؤدي لى يعني بعد جديد في المنطقة بتغيير الأوضاع وسياسة حجة المستهلكات بدون إمكانيات الجيش الفلسطيني والإسرائيلي.

فيما أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن السلام العادل والشامل وتحقيق الأمن المستدام من أجل تسوية حقيقية قائمة على حقن دماء الفلسطينيين بعيدًا عن تصفير القضية الفلسطينية، والعمل على الحفاظ على الحق الفلسطيني في الأرض وحماية أرواح المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، هو جوهر الموقف المصري دائمًا من القضية الفلسطينية.
 


واعتبرت الدراسة، أنه من هذا المنطلق برز الدور المصري في القضية ذات الاهتمام الأول للأمن القومي المصري، ركيزة استقرار المنطقة؛ فاتخذت القيادة السياسية خطوات واضحة وحاسمة من خلال التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بجانب الأطراف الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى حلول عاجلة على المستوى الإنساني والسياسي.

ولفتت إلى أن الموقف المصري على مدار العقود ورؤيتها الواضحة من القضية الفلسطينية القائمة على الحفاظ على مقدرات الدولة الفلسطينية وسلامة شعبها، وحماية المدنيين، وتحقيق مبادئ الشرعية الدولية، وكذلك حل الدولتين القائم على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والالتزام باتفاقية جنيف، ظهر منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الاقصى” في 7 أكتوبر 2023، ومع استمرار العمليات وتهديد استقرار المنطقة، كان هناك تأكيد رئاسي من القيادة المصرية للحفاظ على أمن ومقدرات الدول العربية، ودعم المدنيين، وذلك باتخاذ خطوات فعلية على المستوى السياسي الدبلوماسي، والإنساني.