نظم معهد تيودور بلهارس للأبحاث برئاسة الدكتور محمد عباس شميس، ورشة عمل الثانية عن البنوك الحيوية تحت عنوان "البنوك الحيوية: بوابة المستقبل للطب الشخصي"، وذلك في إطار الأنشطة والفعاليات التي ينظمها مركز تميز البنوك الحيوية المُمول من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار برئاسة الدكتورة ولاء شتا الرئيس التنفيذي للهيئة، وبرعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد الدكتور محمد شميس القائم بأعمال مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة على أهمية البنوك الحيوية التي تعُد نوعًا من المستودعات الحيوية التي تحفظ عينات بيولوجية لاستخدامها في البحث، والتي أصبحت في الآونة الأخيرة واحدة من أهم دعائم مسيرة البحث العلمي، كونها تدعم العديد من العلوم والبحوث الحديثة، مثل علم الجينوم والطب الشخصي، وبالتالي فهي تُعد ركيزة هامة من ركائز العلاج والتشخيص.
أشار الدكتور شميس إلى دور البنوك الحيوية في ترجمة المعلومات الاجتماعية والديموجرافية والبيانات الدقيقة للمرضى، بالإضافة للعينات البيولوجية المتاحة إلى وسائل حديثة للتشخيص والعلاج، لافتًا لتميز بنك العينات الحيوية بالمعهد بكونه مختصًا بأمراض الكبد.
ومن جانبها، أشارت الدكتور منى زهيري الباحث الرئيسي لمركز تميز البنوك الحيوية بالمعهد إلى زيادة احتياج المرضى في الآونة الأخيرة إلى اكتشاف أدوات جديدة يمكن من خلالها التشخيص المُبكر ومعرفة نسبة تقدم بعض الحالات المرضية، مثل الكبد الدهني غير الكحولي وسرطان الكبد، حيث أنه يمكن من خلال تلك الأدوات استخدام وسائل علاجية جديدة، وكذلك حماية الكبد من المرض ومضاعفاته، وذلك عن طريق توظيف البنوك الحيوية للربط بين البيانات الإكلينيكية ذات الجودة العالية لمرضى الكبد وبين التقنيات الجزيئية والجينية المُتقدمة للمرض للوصول إلى الكفاءة العلاجية المناسبة.
وبدأت فعاليات ورشة العمل بعرض فيديو قصير عن المسيرة العلمية الحافلة للدكتورة سميرة عزت التي تعد أمًا روحية للبنوك الحيوية في مصر، والتي رحلت عن عالمنا العام الماضي، ثم قدمت الدكتور سالي وحيد الأستاذ بمعهد الكبد القومي بالمنوفية محاضرة عن شبكة البنوك الحيوية المنتشرة في أنحاء الجمهورية، كما قدمت الدكتور عزة صالح أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية ومدير البنك الحيوي لمستشفى شفا الأورمان بالأقصر، محاضرة عن القوانين الضابطة للأبحاث الطبية في مصر، وكذلك تحدثت الدكتور دعاء سيد وكيل كلية الطب ورئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية جامعة السويس عن تطوير البنوك الحيوية في الدول النامية.
واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة قدمتها الدكتورة إيمان جودة أستاذ الباثولوجيا بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة عن حوكمة البنوك الحيوية، و الجلسة الثانية بدأت بمحاضرة عن أهمية البنوك الحيوية في الطب الشخصي قدمتها الدكتورأماني ماهر استشاري الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بكلية الطب جامعة عين شمس، ثم عرضت الدكتور منى زهيري أستاذ المناعة بالمعهد والباحث الرئيسي لمركز التميز محاضرة عن تأثير البنوك الحيوية على المخرجات البحثية المتعلقة بأمراض الكبد.
واختتم اللقاء بمحاضرتين عن المتطلبات العامة للبنوك الحيوية للحصول على شهادة الأيزو، وكذلك البنوك الحيوية المميكنة كخطوة مستقبلية في هذا المجال قدمهما د. نورالدين أشرف من شركة تارجت، والدكتور هيثم الخواجة من معمل ميرا.
قام بتنسيق فعاليات ورشة العمل د. إيمان الأهواني رئيس شعبة بحوث المناعة وتقييم العلاج بالمعهد، ود. هدى أبوطالب أستاذ الإحصاء الحيوي بقسم بحوث البيئة، ود. نهى أمين الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الدم.
شهد اللقاء حضور العديد من الباحثين من الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية المختلفة ومنها جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، ومركز بهية للأبحاث، ومعهد الأبحاث الطبية بجامعة الإسكندرية، وجامعة دمنهور، وجامعة الأزهر، وجامعة الزقازيق، وجامعة بنها، وأكاديمية المعادي، والمركز المصري للأبحاث، والطب التجديدي، ومعهد الكبد القومي بالمنوفية، بالإضافة لعدد من الطلاب والدارسين.