الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موجود بقلادة توت عنخ آمون.. لغز اكتشاف زجاج نادر قادم من الفضاء

صدى البلد

اكتشاف نوع غريب من الزجاج في الصحراء الليبية عام 1933 يثير التساؤلات حول مصدره وكيفية تكوينه. يعتقد العلماء أن هذا الزجاج قد يكون مصدره نيزك، ولكن الحفرة التي تسببت في تكوينه لا تزال مفقودة.

تمتد صحراء بحر الرمال الأعظم على مساحة ضخمة تبلغ 72 ألف كيلومتر مربع وتمتد بين مصر وليبيا. إذا كنت في جزء معين من الصحراء في جنوب شرق ليبيا أو الأجزاء الجنوبية الغربية من مصر، فمن المحتمل أن تشاهد قطعًا من الزجاج الأصفر المنتشرة في المناظر الطبيعية الرملية.

ووفقا لمجلة “لايف ساينس” العلمية، تم وصف هذا الزجاج لأول مرة في ورقة علمية عام 1933 وأطلق عليه اسم "زجاج الصحراء الليبية". يثير هذا الزجاج اهتمام جامعي المعادن بسبب جماله وندرته النسبية وغموضه. 

تم العثور على قطعة من هذا الزجاج في قلادة داخل مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون. وعلى الرغم من وجود زجاج طبيعي في أماكن أخرى من العالم، مثل مولدافيت في فوهة ريس في أوروبا والتكتيت في ساحل العاج، إلا أنه لا يوجد زجاج آخر يحتوي على نسبة عالية من السيليكا مثل زجاج الصحراء الليبية ولا يوجد بهذه الكميات الكبيرة.

لقد كان أصل هذا الزجاج موضوع نقاش بين العلماء لمدة تقريبًا قرن. اقترح البعض أنه قد يكون ناتجًا عن براكين على سطح القمر، في حين اقترح آخرون أنه قد يكون نتيجة لضربات البرق التي تصيب الرمل والتربة.

 هناك أيضًا نظريات تشير إلى أنه قد يكون نتيجة لعمليات رسوبية أو حرارية مائية، قد تكون ناجمة عن انفجار نيزك ضخم في الجو، أو أنه قد جاء من حفرة نيزك قريبة.

على الرغم من أن الأسئلة حول مصدر هذا الزجاج لا تزال قائمة، إلا أن اكتشافه يمثل لغزًا علميًا مثيرًا ويشكل مصدر إلهام للباحثين لمعرفة المزيد عن تكوينه وأصله. 

تمت دراسة عينات الزجاج باستخدام تقنية المجهر الإلكتروني النافذ (TEM) المتطورة، والتي تسمح برؤية التفاصيل الدقيقة للمادة. وباستخدام هذه التقنية، تم اكتشاف وجود معادن صغيرة في الزجاج، بما في ذلك أنواع مختلفة من أكسيد الزركونيوم (ZrO2).

تشير هذه النتائج إلى أن الزجاج الصحراوي الليبي قد تكون نتيجة لاصطدام نيزك بسطح الأرض. عندما يحدث اصطدام من هذا النوع، يتولد حرارة شديدة وضغط عالٍ يؤديان إلى ذوبان الصخور والتربة المحلية وتشكيل الزجاج. وتوضح الحبيبات المعدنية المكتشفة في الزجاج وجود مواد مصدرية تشير إلى أنها نتاج لهذا الاصطدام الفضائي.