أثار قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ توليه المنصب عام 2017 للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة المأزوم إنسانيًا، ردود فعل واسعة، وغضب السلطات الإسرائيلية.
طرح تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمادة 99 تساؤلات بشأن ما يُمكن أن تقضي إليه هذه الخطوة، ومدى نجاحها.
[[system-code:ad:autoads]]
تطبيق المادة 99 جرس إنذار وخطوة نادرة
فعّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييش «المادة 99» من ميثاق الأمم المتحدة للمة الأولى منذ توليه منصبه عام 2017، وذلك للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، غدًا الجمعة، لمناقشة الحرب في غزة، بعد أن حث غوتييش رسميًا وفي خطوة نادرة، المجلس على استخدام كل نفوذه لمنع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة المُحتل.
تصف وثائق الأمم المتحدة الرسمية المادة 99 بأنها ذات وظيفة وقائية لزيادة الوعي على المستوى الدولي بان أزمة حادة بالفعل يمكن أن تزداد سوءًا، إذ أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش - في رسالته التي وجهها إلى رئيس مجلس الأمن خوسيه خافيير- أكثر من ثمانية أسابيع من الأعمال العدائية في غزة، بالإضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق معاناة إنسانية موسعة ودمارًا جسديًا ونفسيًا في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يحث العمل بالمادة 99 الدول على إعادة التركيز على وقف دائم للأعمال العدائية، إلا أن استخدام هذه المادة نادر، وفي نفس الوقت يثير انتقادات من منتقدي الأمم المتحدة إذ يشير البعض إلى الفشل في الاحتجاج تلك المادة، مع انهيار الوضع الأمني في رواندا قبل الإبادة الجماعية التي وقعت هناك عام 1994، والتي حدثت على الرغم من تحذير الخبراء من احتمال حدوث ذلك.
يتم النظر أيضًا إلى المادة 99 على انها مفتاح في حشد عمل الأمم المتحدة، حيث وصفها الأمين العام السابق كوفي عنان بأنه يجعل الأمين العام واضحًا أنه مسئول سياسيا وليس إداريًا بحتًا من خلال مطالبته بالتصرف سياسيًا.
نص المادة 99
تنص المادة 99 على أنه يجوز للأمين العام توجيه انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد صون السلم والأمن الدوليين، لذا تأخذ الأمم المتحدة خطر حدوث أزمة إقليمية كبرى على محمل الجد، حيث تبدو الحرب الأهلية أو الصراع بين البلدين وكأنها قد تنتشر، كما هو الحال مع الحرب بين إسرائيل وغزة، والتي يخشى الخبراء أنها يمكن أن تمتد إلى بلدان أخرى.
ينتج الخطر الذي يداهم العديد من البلدان على رأسهم فلسطين، عن أعمال العنف الذي يقوم به الاحتلال الاسرائيلي، هو ما دفع الامين العام للأمم المتحدة للذهاب إلى تفعيل المادة 99، خاصة وانه في نهاية الرسالة، تقول إن الحرب لها تداعيات لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة.