أي شخص لم يحصل على نوم جيد في الليل سوف يتعرض لكثير من الصعوبات في اليوم التالي، فقد ستشعر بالارتباك والهذيان والعاطفة وبالكاد تكون قادرًا على العمل، في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الآثار الجانبية لقلة النوم مشابهة للمخلفات السيئة، مما يسبب الغثيان والصداع.
كل ما فعلته هو عدم النوم ولكن بالنظر إلى سلسلة الأضرار التي تتدفق داخل الدماغ والجسم أثناء استلقائك مستيقظًا، فإن البقايا الرصينة ليست مفاجئة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
[[system-code:ad:autoads]]
قام الخبراء بتفصيل العمليات البيولوجية المثيرة للاهتمام التي تحدث عندما لا نستطيع النوم، سواء كان ذلك في وقت متأخر من الليل، أو البقاء مستيقظًا لمدة 24 ساعة أو عدة أيام دون أن نغمض أعيننا.
ويصفون الفوضى بأنها تأثير مضاعف، حيث يؤدي عطل واحد إلى حدوث عطل آخر، يليه آخر، وأظهرت الدراسات منذ فترة طويلة أن النقص المزمن في النوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الحالات، مثل السمنة وفقدان الذاكرة والسكري وأمراض القلب وانخفاض الاستجابة المناعية، مما يجعلك عرضة للإصابة بالعدوى.
لكن الآن، كشف المتخصصون أن ليلة واحدة فقط دون نوم كافية للتسبب في ضرر، وهو أمر ينبغي توقعه، نظرًا لأن النوم ضروري لكل وظائف الجسم تقريبًا، مثل تنظيم الهرمونات وإصلاح الأنسجة والحفاظ على وزن صحي.
يقول الخبراء إن آثار عدم النوم تبدأ في الظهور بعد 18 ساعة من الاستيقاظ، وهذا يعادل الذهاب إلى السرير في الساعة الثانية صباحًا إذا استيقظت في الساعة الثامنة صباحًا في اليوم السابق.
ثمانية عشر ساعة بدون نوم هي الفترة التي يبدأ فيها ضغط الدم في الارتفاع، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر ويضع ضغطًا إضافيًا على العضو، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض قلبية كامنة، قد يزيد هذا من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2014 أن النوبات القلبية ارتفعت بنسبة 25 بالمائة بعد التوقيت الصيفي، عندما تتقدم الساعات للأمام وتفقد ساعة من النوم، وظهر الأبحاث أنه في يوم الاثنين بعد عودة عقارب الساعة، تنخفض النوبات القلبية بنسبة 21 بالمائة.
يؤدي البقاء مستيقظًا لأكثر من 18 ساعة أيضًا إلى انخفاض هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الذكري، وتنخفض مستويات الطاقة، وكذلك دفاعات الجهاز المناعي.
أسبوع واحد فقط من النوم أقل من خمس ساعات في الليلة أو الاستيقاظ لمدة 19 ساعة شهد انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الشاب بنسبة 10 إلى 15 بالمائة، مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 1 إلى 2 بالمائة سنويًا.
يلعب النوم دورًا رئيسيًا في تنظيم الهرمونات، وعندما لا يحصل الجسم على القدر الكافي منه، لا يتمكن من القيام بوظائفه الطبيعية بشكل صحيح، وفي هذا الوقت أيضًا، سيبدأ الجهاز المناعي في بناء البروتينات الالتهابية المرتبطة بأمراض القلب والأمراض المزمنة، وتصبح خلايانا 'المقاتلة' الطبيعية التي تقاوم البكتيريا والفيروسات أقل فعالية.
وقال الدكتور أندريه زينشوك، أخصائي طب الرئة والرعاية الحرجة وطب النوم في جامعة ييل:"أعتقد أن كل ساعة من النوم هي بمثابة وضع المال في حساب توفير النوم، إذا تم استنفاد حساب توفير النوم الخاص بك أو تجاوز الحد، فسيؤثر ذلك سلبًا على عقلك وكيفية تفاعلك مع العالم".