الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاجآت سارة بالقارة السمراء.. طفرة غير مسبوقة بإيرادات الغاز بقيادة مصر

اكتشافات الغاز
اكتشافات الغاز

شهدت القارة السمراء في مناطقها الغربية اكتشافات واعدة من النفط والغاز، في السنوات الأخيرة؛ ما يُكسبها أهمية متزايدة في سوق الطاقة العالمية.

وتتواصل عمليات استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، وسط مساعي دول القارة السمراء لتنمية مواردها الاقتصادية من خلال الاستغلال الأمثل لاحتياطياتها الطبيعية.

إذ أكدت غرفة الطاقة الأفريقية (إيه إي سي)، أن موارد الوقود الأحفوري في القارة السمراء ستؤدي دورا حاسما في دعم البشرية، إذ تواصل أفريقيا رحلتها نحو التقدم التكنولوجي الهائل التالي في مجال الطاقة.

اكتشافات النفط والغاز

وعلى الرغم من أن بعض المحللين يرون أن الاكتشافات الحالية تحتوي على ما يكفي من النفط والغاز لتلبية الطلب العالمي في المستقبل المنظور، يشير آخرون إلى أن العرض المتبقي لن يفي بالغرض بعد ربع القرن المقبل، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولكي تتمكن القارة السمراء من تحقيق إمكاناتها، التي لا يمكن إنكارها، بصفتها مصدر الطاقة التالي على كوكب الأرض، يجب الاستفادة من خلال استكشاف موارد النفط والغاز في أفريقيا، واستعمالها بطرق تقدم أكبر فائدة إلى الدول التي تمتلكها وإلى المشغلين الذين يستخرجونها والسوق نفسها.

ويمثل موقع شل في موريتانيا وبئر يونكر-1 البحرية في ناميبيا، وموقع إيني في مصر، وبئر رايا-1 البحرية التابعة لشركة إيني في موزمبيق، وبئر شركة النفط البحرية الوطنية الصينية (سينوك) في الغابون، بالإضافة إلى بئر توتال إنرجي فينوس-1 إيه؛ عينات للآبار عالية التأثير التي حُفرت حتى الآن في عام 2023.

وتنفذ شركات إيني وشل وتوتال إنرجي وإيكو أتلانتيك عمليات حفر أخرى مؤكدة للمدة المتبقية من عام 2023 في المغرب ومصر والكونغو وناميبيا على التوالي.

ومن المقرر أن يجري حفر 7 آبار عالية التأثير أخرى في عام 2024، وأن تشهد أفريقيا ما مجموعه 11 عملية استكشاف جديدة عالية التأثير تبدأ خلال الأشهر الـ15 المقبلة.
 

وكان قال العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ( إيجاس ) مجدي جلال، إن إجمالى حجم مخزون الغاز من الاكتشافات الجديدة في مصر بلغ 2.65 تريليون قدم مكعبة غاز و23 مليون برميل متكثفات.

وأضاف في اجتماع الجمعية العمومية لشركة إيجاس بحضور وزير البترول المصري طارق الملا، إن العام المالي الماضي شهد حفر 8 آبار استكشافية ونتج عنها تحقيق 5 اكتشافات جديدة للغاز الطبيعى بالبحر المتوسط ودلتا النيل.

الغاز في أفريقيا 

وأوضح أنه في مجال البحث والاستكشاف تم طرح المزايدة العالمية لعام 2022 للبحث عن الغاز الطبيعي في 12 قطاعا منها 6 قطاعات بالبحر المتوسط و6 قطاعات بدلتا النيل وتم الانتهاء من تقييم كافة العروض وإعلان نتيجة المزايدة مؤخراً.

جدير بالذكر، أنه تم المضي فى إجراءات إصدار 11 اتفاقية للبحث عن الغاز حيث تم توقيع 9 اتفاقيات، ويجري استصدار القوانين الخاصة باتفاقيتين ، بإجمالي منح توقيع 30 مليون دولار وإجمالى استثمارات 925 مليون دولار، وتم تنفيذ مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد بالبحر المتوسط على مساحة حوالي 4 آلاف كم2 بمنطقتي التزام نور وشمال رفح البحريتين ومنطقة التزام نرجس البحرية، ويجري إجراء مسح سيزمى إقليمى ثلاثي الأبعاد بغرب البحر المتوسط لمساحة حوالي 10.5 ألف كيلو متر مربع.

وأشار إلى إتمام تنفيذ 6 مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة ووضعها على خريطة الإنتاج، علاوة على وضع 36 بئرا على الإنتاج بإجمالي إنتاج أولي 666 مليون قدم مكعبة غاز يومياً ونحو 17 ألف برميل متكثفات يومياً، وبإجمالي تكلفة استثمارية للمشروعات والآبار التنموية تقدر بحوالي 738 مليون دولار.

و بلغ متوسط الإنتاج من الغاز الطبيعي خلال العام نحو 6.2 مليار قدم مكعبة يومياً، وسجل متوسط الاستهلاك المحلي اليومي من الغاز الطبيعي نحو 5.9 مليار قدم مكعبة يومياً تشمل 57% لقطاع الكهرباء و25% لقطاع الصناعة و10% لقطاع البترول ومشتقات الغاز و6% لقطاع المنازل و2% لتموين السيارات.

وفي مجال التوسع في استخدام الغاز الطبيعي، وصل إجمالي الوحدات السكنية المستفيدة بالغاز على مستوي الجمهورية إلى 14.2مليون وحدة سكنية منذ بدء نشاط توصيل الغاز في مصر منها 5.5 مليون وحدة في آخر 5 سنوات.

أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ رؤية لتنمية موارد الدولة المصرية من الغاز الطبيعي من خلال جذب الاستثمارات وتنفيذ المشروعات لوضع اكتشافات الغاز على خريطة الإنتاج بما أدى الى تزايد مساهمته كمصدر أساسى للطاقة وتأمين احتياجات مختلف قطاعات الاستهلاك.

و أشار الملا خلال الجمعية العامة للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) لاعتماد نتائج أعمال الشركة للعام المالي 2022-2023 إلى أن تحديات ارتفاع استهلاك الطاقة المواكبة للنمو السكاني والتوسع التنموي والصناعي تحتم ضرورة تنويع مصادر الطاقة وهو ماتوليه الدولة المصرية الاهتمام الكامل من حيث التوسع في استخدامات الطاقة المتجددة والتي تخدم بدورها ايضاً التزامات مصر الدولية بخفض الانبعاثات،وإعادة تشكيل مزيج الطاقة وفق رؤية متوازنة مابين تكثيف الجهود لتنمية الطاقات التقليدية كالغاز الطبيعى وزيادة مساهمة المصادر الجديدة والمتجددة.

وفي الجزائر، أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية اكتشاف 10 حقول جديدة للغاز والبترول، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري.

وكشف ربيع باجي مدير قسم الاستكشافات بمجمع سوناطراك في تصريحات تلفزيونية، أن معظم هذه الحقول اكتشفت بالقرب من المنشآت ومناطق الاستغلال الحالية، مما سيسمح للشركة بضمها سريعا إلى عمليات الإنتاج.

وقال باجي إن سوناطراك تقوم حاليا بإجراء عملية تدقيق وتقييم لمردودية هذه الاكتشافات، على أن يتم الإعلان عن نتائجها قبل نهاية السنة الجارية.

حفر آبار الغاز

وتسعى الشركة ضمن مخططها السنوي لحفر 45 بئرا عبر أنحاء الجزائر، عن طريق عمليات الاستكشاف ثلاثية الأبعاد باستخدام وسائل حديثة.

وقال الرئيس التنفيذي لسوناطراك توفيق حكار للصحفيين في الجزائر العاصمة، إن العقد يتعلق بتطوير حقل تين فوي تابنقورب 2، وتين فوي تابتقورت جنوب، بولاية إليزي بأقصى جنوب شرقي البلاد.

وأوضح حكار أن القيمة الإجمالية للاستثمار بهذين الحقلين تتجاوز 700 مليون دولار، وسيسمحان باستخراج 54 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فضلا عن 13 مليون طن من غاز البترول المسال والمكثفات.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص " إن الفرص المتاحة للقارة الافريقية في مجالات الطاقة عظيمة و كبيرة في رغماً عن التحديات ، حيث تستمر هذه الصناعة في التطور نحو مستقبل منخفض الكربون , مضيفا "  أن هذا الواقع المعقد والمزدوج الجوانب هو ما يجعل التعاون العالمي في مجال الطاقة و عقد مثل هذه الاجتماعات ذات أهمية قصوى. 

وسلطت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة البنية التحتية و الطاقة و الرقمنة بالاتحاد الافريقي الضوء على أهمية حوار الطاقة بين أوبك وأفريقيا ، مؤكدة أن القارة تحتاج جميع مصادر الطاقة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وشددت مفوضة الاتحاد الافريقي أيضا على حاجة أفريقيا لبناء قدرات مختلفة ، والعمل من أجل توسيع السوق الأفريقية المحلية للنفط والغاز والتي من شأنها تعزيز التحول المحلي للمنتجات من أجل إضافة القيمة مع ضمان التجارة الكافية بين البلدان الأفريقية.

ودعت جميع الأطراف ، للمضي قدمًا ، من أجل تعاون ملموس في تطوير السوق المحلي للنفط والغاز في إفريقيا ، وتعزيز البيانات الموثوقة حول قطاع الطاقة كأساس لسياسيات سليمة ، وتعبئة موارد الطاقة الخاصة بإفريقيا وإمكاناتها لوضع إفريقيا ، مباشرة إلى مسارات تطوير الطاقة المبتكرة ومنخفضة الكربون،  وفي تصريحاته ، وجه الأمين العام ل "APPO "  الدكتور عمر فاروق  إبراهيم الشكر لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على استضافة الاجتماع الثاني ، كما شكر مفوضة الاتحاد الافريقي على الدور القيادي الذي تقوم به في القارة الافريقية.

ويقدّر احتياطي أفريقيا من الغاز بأكثر من 17.56 تريليون متر مكعب في عام 2021؛ وهو يعادل تقريبًا نصف احتياطيات روسيا المؤكدة من الغاز (37.4 تريليون متر مكعب) بحسب تقديرات عام 2020، وتتركّز معظم الاحتياطيات في شمال القارة (ليبيا، والجزائر، ومصر) وغربها المطل على خليج غينيا (نيجيريا، وأنغولا، وجمهورية الكونغو، والغابون)، وتحظى نيجيريا بأكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في القارّة الأفريقية بتقديرات تبلغ 5.6 تريليونات متر مكعب.

وفيما يتعلق بالنفط، فعلى الرغم من تقليص بعض الشركات العالمية جهودها في تطوير موارد النفط في أفريقيا، مثل بريتيش بتروليوم British Petroleum وإكسون موبيل Exxon Mobil وشل Shell؛ الأمر الذي تزامن مع تراجع حصة القارة الأفريقية من إنتاج النفط العالمي من 12.3% في 2010 إلى 10% في 2022، فإن شركات أجنبية عديدة لا تزال تتنافس لتعزيز اكتشافاتها النفطية في القارة، ويرجع ذلك على نحو رئيس إلى أن أكثر من ثلث إنتاج الغاز في أفريقيا غاز مصاحب للنفط؛ لذلك تسعى هذه الشركات لإضافة نحو 15.8 مليار برميل من النفط إلى حصتها الإنتاجية بحلول عام 2030، ويقدّر إنتاج النفط الخام في أفريقيا بنحو 10 ملايين برميل يوميًا، وهو تقريبًا مستوى إنتاج المملكة العربية السعودية نفسه، ويمثل 10% من إنتاج النفط العالمي، ويقدر احتياطي النفط المؤكد في القارة بنحو 12% من إجمالي احتياطيات النفط في العالم.