الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى وفاة ماركيز دي ساد.. كيف اكتشف الجوانب المظلمة في البشر؟

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب ماركيز دي ساد، المعروف أيضًا باسم دوناتيان ألفونس فرانسوا دي ساد. كان دي ساد كاتبًا فرنسيًا ثوريًا وروائيًا من الطبقة الأرستقراطية. تتميز رواياته بالطابع الفلسفي والسادي، حيث استكشف قضايا وتخيلات بشرية مثيرة للجدل وغالبًا ما تتعارض مع القوانين الأخلاقية التقليدية. تناولت أعماله جوانب مظلمة وعميقة في النفس البشرية، مثل البهيمية.

ولد ماركيز دي ساد في باريس في 2 يونيو 1740، وكان والده دبلوماسيًا في البلاط الملكي للملك لويس الخامس عشر. والدته كانت وصيفة للأميرة دي كوند. نشأ دي ساد في بيئة مترفة وكان يعامل بلطف من قبل الخدم الذين كانوا يسعون لإرضائه وتلبية رغباته. ومع ذلك، هجر والده والدته عندما كان صغيرًا، فاضطرت والدته للعيش في دير.

عاش ماركيز دي ساد حياة غريبة وانتهت في السجن. تم سجنه في مصحة شارنتون، حيث وضعه وزير الداخلية في غرفة عزلة ومنعه من الحصول على الحبر والورق. كما أنه كان يشعر بالملل من التحقيقات التي أجراها المسئولون الحكوميون، وصلت الأمور إلى حد أن نابليون اعتبر ضرورة استمرار عزله في المصحة، وتدهورت صحته بشكل كبير حتى توفي في 2 ديسمبر 1841.

حياة ماركيز في السجن

أمضى دي ساد حوالي 32 عامًا من حياته في السجون، بما في ذلك 10 سنوات في سجن الباستيل، وتم أيضًا احتجازه في مصحة للأمراض العقلية. كتب معظم أعماله أثناء فترات سجنه. وقد اشتق مصطلح "السادية" من اسمه، وأصبح مرادفًا في اللغة للعنف والألم والدموية.

في إحدى رسائله، ذكر دي ساد: "نعم، أنا ركبت المعاصي 'الليبرتينية'، وقد تخيلت في كتاباتي كل ما يمكن تخيله في هذا المجال، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيلته ولن أفعل ذلك أبدًا. أنا فاسق، ولكنني لست مجرمًاأو قاتلًا". يعتبر دي ساد واحدًا من أبرز الكتاب الذين استكشفوا حدود الأدب وتحدوا القيم الاجتماعية المعتادة في زمانه.

تأثر العديد من الكتاب والفنانين بأعمال ماركيز دي ساد، وقد أثرت أفكاره ورواياته على الأدب والفلسفة والفن بشكل عام. تعتبر رواية "الأيام المسروقة" واحدة من أشهر أعماله، وتعرض قصة رجل يستكشف حدود الشر والعنف والمتعة المحرمة. كما اشتهرت روايته "جولييت" التي استكشفت موضوعات العشق والشهوة والموت.

على الرغم من أعماله المثيرة للجدل والتي تحتوي على أفكار مثيرة للانتقاد، يُعتبر ماركيز دي ساد إحدى الشخصيات الأدبية البارزة في التاريخ. تُشدد بعض الآراء على أن قصصه ورواياته تحمل رسائل فلسفية وفكرية عميقة قد تتطلب فهمًا عميقًا للغاية. على أي حال، فإن أعماله لا تزال تحظى بشعبية واسعة وتستمر في تحفيز النقاش والتأمل في القضايا الأخلاقية والفلسفية والأدبية.