اشتعلت الحرب من جديد ضد حركة المقاومة الفلسطينية حماس، لكن ظهرت مخاوف بشأن نهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الجهود الإسرائيلية، حيث نقل وزير الخارجية أنتوني بلينكن توجيهاً إلى القدس قبل انتهاء الهدنة، معبراً عن الرغبة في اتباع نهج خاضع للرقابة.
ووفقا لمقال هيئة تحرير وول ستريت جورنال، على الرغم من انتهاك حماس للهدنة بهجمات صاروخية على إسرائيل، أكد الوزير بلينكن أن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لهزيمة حماس بالكامل.
[[system-code:ad:autoads]]
وفي مؤتمر صحفي عقده بلينكن في إسرائيل، أصر على أن "حماس لا يمكن أن تظل مسيطرة على غزة".
وحققت الحملة الإسرائيلية المستمرة مكاسب كبيرة في النصف الشمالي من غزة، حيث قامت بتفكيك العديد من كتائب حماس وهدمت الأنفاق ومقرات المستشفيات، وأدى هذا الضغط إلى إطلاق سراح 105 رهائن، لكن ظل 137 فردا في الأسر.
وأشارت الصخيفة إلى أن السماح بتحول الهدنة إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار قد يكرر أخطاء الماضي، مما يترك حماس تسيطر على الأرض، إلا أن حماس لا تزال تحكم جنوب غزة، مما يشكل تهديداً للأعمال المستقبلية، وبناء على ذلك، تخطط إسرائيل لتوسيع عملياتها إلى الجنوب.
ومع ذلك، فإن الوزير بلينكن كان واضحا بشأن قواعد الاشتباك لهذه المرحلة التالية، مشددا على أن النهج يجب أن يختلف عن العملية في شمال غزة، مشددًا على ضرورة تجنب وقوع خسائر فادحة في أرواح المدنيين والتشريد.
وحث وزير الخارجية إسرائيل على اتخاذ خطوات أكثر فعالية لحماية المدنيين، داعيا إلى إنشاء "مناطق آمنة" بالقرب من القتال.
وينشأ التحدي عندما تتمركز حماس في هذه المناطق الآمنة أو تستخدم البنية التحتية المدنية للتغطية، وهو تكتيك شهده الشمال. لا يشجع الوزير بلينكن على إلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات، مما يثير تساؤلات حول خيارات إسرائيل عندما تواجه مثل هذه السيناريوهات.
وعلى الرغم من الحاجة إلى حماية المدنيين، فإن المبادئ التوجيهية للوزير بلينكن قد تحد من قدرة إسرائيل على مكافحة حماس بشكل فعال. إن المطالبة بتجنب النزوح الكبير مع إنشاء مناطق آمنة وحماية البنية التحتية الحيوية لا تترك لإسرائيل سوى القليل من الخيارات التكتيكية.
وخلال اجتماعه مع حكومة الحرب الإسرائيلية، بدا أن الوزير بلينكن يعارض حملة مطولة، وعندما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي عن هدف موحد يتمثل في تفكيك حماس، لكن رد الوزير بلينكن بتشكك، مما يشير إلى ضغوط محتملة من اليسار الديمقراطي، خصوصا أن الرواية القائلة بأن حماس هي "فكرة" تكتسب زخماً بين التقدميين الأمريكيين تزيد من تعقيد الأمور.
كما أن تغريدة الرئيس بايدن التي تؤكد على عدم جدوى استمرار العنف والحرب ضد حماس تثير تساؤلات حول الموقف الأمريكي.
وفي مواجهة هذه التحديات، تؤكد إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس، بهدف تفكيك حماس، لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن نهج إدارة بايدن، الذي يذكرنا بالقواعد والقيود والترددات التي شوهدت في صراعات دولية أخرى، وبينما تواصل إسرائيل جهودها ضد حماس، يبقى أن نرى كيف سيتحقق التوازن الدقيق بين الدعم الأمريكي والقرارات الإستراتيجية على الأرض.