مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على غزة، تتزايد المخاوف بشأن استخدامه للذكاء الاصطناعي في اختيار أهداف القصف. خضعت منصة إنشاء الأهداف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التابعة للجيش الإسرائيلي، والمعروفة باسم "الإنجيل"، للتدقيق لدورها في تسريع عملية تحديد الأهداف بشكل كبير في الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.
يُقال إن الإنجيل، الذي تم الكشف عنه خلال الصراع الحالي، هو لاعب رئيسي في قدرة جيش الإحتلال الإسرائيلي على توليد عدد غير مسبوق من الأهداف. ويقال إن النظام، الذي يوصف بأنه "مصنع للاغتيالات الجماعية"، ينتج عدداً مذهلاً من الأهداف يصل إلى 100 هدف يومياً، وهي زيادة كبيرة عن المعدل السابق البالغ 50 هدفاً سنوياً.
يزعم الجيش الإسرائيلي أن النظام يعزز الدقة ويقلل الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين من خلال استخلاص المعلومات الاستخبارية تلقائيًا وإنتاج توصيات الاستهداف للتحقق من صحتها.
يقول المنتقدون إن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية يثير مخاوف أخلاقية وإنسانية، خاصة عند التعامل مع مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل غزة. إن تأكيد الجيش الإسرائيلي بأن النظام يقلل من الضرر الذي يلحق بالمدنيين يقابل بالتشكيك، حيث أن التأثير المرئي على المناظر الطبيعية في غزة يتناقض مع ادعاءات الدقة.
أدى دور الإنجيل في إنشاء قاعدة بيانات للمتشددين المشتبه بهم، الذين يقدر عددهم بين 30.000 و40.000 فرد، إلى زيادة المخاوف من احتمال إساءة استخدام السلطة. وتفيد التقارير أن النظام يخصص "درجة" لعدد القتلى المدنيين المحتمل قبل التصريح بالضربات، مما يثير تساؤلات حول المساءلة والشفافية في عمليات صنع القرار هذه.
يحذر الخبراء من أن الاعتماد السريع للذكاء الاصطناعي في قرارات الاستهداف العسكري يمثل سابقة قد تتبعها الدول الأخرى، مشددين على الحاجة إلى مناقشة عالمية حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة.