الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب : غزة وارتفاع وتيرة الموت

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

أحاول بـ سطور تلك المقالة كشف ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدُّوَليّ تجاه الحرب في غزة و أوكرانيا وظهر ذلك باستعراض ردود أفعال بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة أيضا، حيث سبق وادعى المتحدث الأمريكي في وقت سابق أن الوضع في غزة لا يمكن مقارنته بأوكرانيا.

وحاول المتحدث الأمريكي، تقديم صورة عن أن أوكرانيا دولة مسالمة، بينما قطاع غزة تنطلق منه صواريخ حركة حماس ضد الإسرائيليين، معتبرا أن ما يجري هجمات إرهابية على حد وصفه وزعمه وادعائه.

لكن في الوقت نفسه، أوضح المتحدث الأمريكي أن بلاده حريصة على تجنيب المدنيين كلفة ما اعتبرها عمليات إسرائيلية في غزة تدافع بها إسرائيل عن نفسها.

اعتبرت إسرائيل مقتل المدنيين في قطاع غزة "جزءا مؤسفا لا مفر منه" من الحرب الأخيرة على غزة، مشيرة إلى أن الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة نفسها ذات يوم في العراق وسوريا.

لكن مراجعة الصراعات الماضية والمقابلات مع خبراء الأسلحة والأسلحة تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة "مختلف"، وهو ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".


وأشار الخبراء أن أعداد الضحايا الواردة من غزة تظهر أن "وتيرة الموت" خلال الحرب الذي تشنها إسرائيل، ليس لها سوابق في هذا القرن.

وقال الخبراء حَسَبَ صحيفة نيويورك تايمز إن السكان يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، التي تعرضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان.


كما قارن التقرير أعداد الضحايا في غزة، بأعداد الضحايا الأوكرانيين، خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.


وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في غزة، مقارنة بأوكرانيا بعد عامين تقريبا من الهجمات الروسية، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

كما تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من النساء والأطفال في غزة في أقل من شهرين مقارنة بحوالي 7700 مدني تم توثيقهم على أنهم قتلوا على يد القوات الأميركية وحلفائها الدوليين في العام الأول جميعه من غزو العراق في عام 2003، وفقا لتقديرات منظمة "إيراك بودي كاونت"، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة.


وبدأ فعلًا عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ بدء الحملة الإسرائيلية الشهر الماضي يقترب من 12400 مدني، وهو الرَّقَم الموثق للضحايا المدنيين في أفغانستان، الذين قتلوا على يد الولايات المتحدة وحلفائها خلال ما يقرب من 20 عاما من الحرب، وفقا لتقرير نيتا سي كروفورد، المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.


وقال مارك غارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة باكس الهولندية ومحلل استخبارات كبير سابق في البنتاغون: "إنه يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية، وإذا أردنا مقارنة تاريخية للعديد من القنابل الكبيرة في مثل هذه المنطقة الصغيرة، قد يتعين علينا العودة إلى فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية".
ويقول الباحثون إن وتيرة الوَفِيَّات المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة بشكل استثنائي.


وقال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية والمحقق السابق فيها، إن القنابل المستخدمة في غزة أكبر من تلك الذي استخدمتها الولايات المتحدة عندما كانت تقاتل داعش في مدن مثل الموصل والرقة، وهي أكثر اتساقا مع استهداف البنية التحتية تحت الأرض مثل الأنفاق.


واستدرك: "ليست غزة صغيرة فحسب مقارنة بمناطق الصراع مثل العراق أو أفغانستان أو أوكرانيا، بل إن القطاع محاصر تماما، مما لا يوفر للمدنيين سوى القليل من الأماكن الآمنة، إن وجدت، للفرار".