أقيمت أولى جلسات مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي في دورته الثالثة والعشرين، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمحافظة الفيوم تحت عنوان "الفعل الثقافي في زمن التحولات"، ويعقد برئاسة الشاعر محمد حسني إبراهيم، وأمانة الشاعر محمد شاكر.
بمكتبة الطفل والشباب بطامية جاءت الجلسة بعنوان "الإبداع والتحولات المعرفية والبيئية والتقنية" وشارك بها د. شريف الجيار أستاذ النقد والأدب المقارن وعميد كلية الألسن - جامعة بنى سويف، د. أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبي بجامعة السويس، د. معتز سلامة، وبحضور الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، لاميس الشرنوبي رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.
[[system-code:ad:autoads]]
في بحثه المعنون "السرد والعولمة الرقمية.. الرواية التفاعلية نموذجا"، تناول د. شريف الجيار ثلاثة محاور، فجاء المحور الأول بعنوان "العولمة" أوضح به أن العولمة تمثل تحولا حتميا، وتطورا حضاريا مفصليا فى التاريخ المعاصر، يجسد رؤية استراتيجية شمولية، تهدف إلى إعادة صياغة العالم، وفق معطيات الراهن الجديد، الذى تبلور فى النصف الثاني من القرن العشرين، وأثمر نتائجه عن هيمنة القطب الواحد وسيطرة نموذجه على الدول والمجتمعات الإنسانية.
وتناول "الجيار" في المحور الثاني بعنوان "الأدب التفاعلي والتلقي التكنولوجي" وأكد خلاله أن العولمة وتداعياتها التكنولوجية المعاصرة، استطاعت أن تطرح خطابا أدبيا هجينا، ونمطا إبداعيا مغامرا، يفيد من فنية الأدب، وعلمية الواقع الرقمي الجديد، عبر ممارسة جمالية تجريبية، ونسق نصي مغاير، يتجاوز المألوف والسائد، أمام لغة كتابية جديدة ومختلفة لم تعد الكلمات سوى جزء من كل فيها.
وفي المحور الثالث الذي حمل عنوان "الرواية التفاعلية هجنة التكوين وسلطة التلقي" أوضح "الجيار" أن الرواية التفاعلية تمثل نمطا سرديا تجريبيا هجينا، من أنماط الخطاب السردي التفاعلي الرقمي، يقوم على تضفير المكتوب السردي، بالسمعي والبصري، واللفظي بالتقني، داخل الوسيط الحاسوبي، عبر تقنية النص المترابط ومنظومة الروابط ذات اللون الأزرق، التى تدمج الكلمة السردية، بالوسائط المتعددة، حيث أفاد كل منهما من الآخر.
وفي البحث الثاني بعنوان "الأشكال الجمالية الوجيزة والتحولات المعرفية المعاصرة" أشار د. أيمن تعيلب أننا نعيش عصرا معرفيا جديدا، لا يعد امتدادا لما سبقه من عصور بل يعد ابتداء معرفيا جذريا، عصرا مركبا معقدا متداخلا انهدمت فيه الحدود بين المعارف والعلوم والتصورات والثقافات وصرنا نعيش آليات معرفية وفلسفية وجمالية جديدة على مستوى الوعي والإدراك والممارسة.
وتضمن البحث أربعة محاور، فجاء المحور الأول بعنوان "الأشكال الجمالية الوجيزة والوعي الجمالي المنظومي" مؤكدا خلاله أنه انتفت فكرة الأحادي والثنائية المنهجية سواء فى بنية العلوم التطبيقية التجريبية أو بنية النصوص أو بنية الأفكار النقدية التى تعالج النصوص، وحلت محلها فكرة التحليل التى تقوم على مفهوم التفكير الشبكي المنظومي البيني التعددي.
وتناول "تعيلب" في المحور الثاني "بلاغة الأشكال الجمالية الوجيزة" موضحا أن الأشكال الجمالية الوجيزة جنس أدبي جديد، نما فى أحضان الكثافة المعرفية والفلسفية والحضارية المعاصرة، وأن الشكل الوجيز المعاصر شكل أدبي مغاير وربما ينسف كل أشكال الإيجاز البلاغى الموروث نسفا.
وفي المحور الثالث "الأشكال الوجيزة أشكال تجريبية" أشار أن المبدع شخصية تتمتع بحساسية دينامية حادة تجاه ذاته وواقعه والعالم من حوله، شخصية قلقة متوترة حالمة لا تهدأ ولا يقر لها قرار حتى ترى العالم كما يجب أن يكون. وفي المحور الرابع "الأشكال الجمالية الوجيزة والخيالات البينية" أضاف أن الأشكال الجمالية الوجيزة المعاصرة ببنية تشكيلية غير مركزية وهى جماليات مفرطة تتمتع بسعة تشكيلية بينية هائلة تتجاوز جميع ثنائيات الأشكال الجمالية المتعارضة حدا ونوعا وجنسا في فكرنا الجمالي والنقدي.