وعد الله - تعالى- عباده بإجابة الدعاء، ولكن هذه الإجابة لها أسباب، وقد تؤخر إجابة الدعاء لحكمة بالغة، فإما أن تستجاب الدعوة في الدنيا، أو أن أنها تؤخر إلى الآخرة، أو أن الله يصرف عن العبد فيها شرا، فالله -حكيم عليم- بما يقدره؛ و لكى يستجاب دعاء الانسان يجب عليه أولا الأخد بأسباب الإجابة الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
-تحري الأوقات الشريفة للدعاء؛ كيوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القدر، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.
-استغلال حالات الضرورة التي يمر بها الإنسان في حياته، فإنه يدعو ربه في هذه الأوقات بتضرع وتذلل واستكانة.
-حضور مجالس الذكر، ففيها الدعاء مستجاب، ومغفور لأهلها ببركة جلوسهم فيها.
-العلم بأن الله يجيب للمضطر والمظلوم إذا دعاه، وكذلك لمن يدعو لأخيه في ظهر الغيب، وللوالدين، والمسافر، والمريض، والصائم، والإمام العادل.
-الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل.
-حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي.
-الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء.
-التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.
شروط استجابة الدعاء بسرعة
ضمن عمليات البحث المستمرة حول الدعاء المستجاب، فهناك عدد كبير من مستخدمي الانترنت في الوطن العربي يبحثون عن شروط استجابة الدعاء بسرعة، ولقد أمرنا الله تعالى بالدعاء، حيث قال تعالى: «ادعوني أستجب لكم»، وفي موضع آخر: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون».
وقد استعان بعض العلماء في شروط استجابة الدعاء بسرعة يمكن تلخيصها في قول الله سبحانه وتعالى: «فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي»، فإن الإنسان متى ما استجاب لله سبحانه وتعالى في أوامره ونهيه، وصدق بوعده، وآمن به، بالتالي تحققت له الشروط اللازمة لاستجابة الدعاء، وانتفت عنه موانع إجابة الدعاء، والله تعالى لن يخلف وعده.
وحول شروط استجابة الدعاء بسرعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء».
وكل هذا يؤكد أن من أهم شروط استجابة الدعاء بسرعة، فإنه يجب على المسلم أن يؤمن بالله وحده ويثق في وعده له، ويدعوه ويتحرى أوقات الاستجابة، وأن يستفتح الدعاء بالثناء على الله سبحانه وتعالى، وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويختم دعاءه بذلك أيضا.
أوقات استجابة الدعاء
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا: «يقبل الدعاء في أوقات كثيرة».
وقال ممدوح، إن من أوقات الدعاء المستجاب، هي جوف الليل ووقت السحر والساعة الأخيرة من الليل قبل الفجر، مستكملا: ويقبل الدعاء كذلك في يوم عرفة وعند إفطار الصائم.
وشدد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في سياق أوقات الدعاء المستجاب، على عدم استبطاء الإجابة لأن الله سبحانه وتعالى يستجيب كما أراد لا كما نريد، ومن كان يتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى وتأخر مطلبه فعليه أن يتحلى بالأدب ولا يستأخر ولا يستبطئ الاستجابة.