الهدنة في غزة، تدخل دورة التمديد، ومزيد من التفاوض لتطويرها. أي دلالات ومآلات لأطراف المعركة؟. بعد تمديد الهدنة الإنسانية في غزة، يومين إضافيين، والجهود المصرية والقطرية والأمريكية المستمرة، لتمديد جديد، والتصريحات الدولية داعمة لذلك. أي مآلات للهدنة؟ وأي انعكاسات علي واقع المعركة في القطاع، وعلي الاحتلال؟.
يومان جديدان من الهدنة، يبدو أنهما قابلان للتمديد. في الظاهر يبدو أن الهدنة تصب في مصلحة مختلف الأطراف، كل يعيد أسراه بالتبادل. لكن في العمق، تفتح تفاصيل ما يجري الباب علي أسئلة أساسية تعكس التعثر الإسرائيلي الكبير منذ بدء العدوان.
هل هي مسألة هدوء ومساعدات وتبادل أسري. إجرائيا نعم، لكن سياسيا، يبدو أنها تتعدي ذلك إلي قناعة إقليمية ودولية، أن الطريقة التي أدار بها الاحتلال عدوانه، فشلت في تحقيق الأهداف التي أعلنها والتي تم دعمه علي أساسه.
الدعم الإقليمي والدولي، لتمديد الهدنة ترافق مع جملة تصريحات من الجبهة الداعمة للاحتلال، لا تخدم أهدافه بالضرورة، تدعو إلي تمديد الهدوء، وتقترن بالحديث عن حل سياسي، وعن وقف إطلاق النار، وعن حل الدولتين.
ربما يعود المشهد إلي جولة جديدة، غير أن تجربة الشهر ونصف الماضية، تجعل ذلك بلا أفق عسكري مضمون للاحتلال، لأسباب كثيرة، ميدانية وسياسية وإنسانية. ميدانيا، يصعب إيجاد من يقول إن الاحتلال، حقق هدفا من أهدافه الأساسية. سياسيا، يصعب أن يعود من دعم الاحتلال، إلي سيرة دعمه الأولي مع بدء العدوان. ولعل ذلك أحد جوانب الاجتماع الإسرائيلي الأمريكي القطري المصري في الدوحة. لبحث المرحلة التالية من اتفاق محتمل ولبحث صفقة تبادل واسعة. هنا يحضر الواقع الإنساني كورقة ضغط بدأ الجميع يتهيب تبعاتها علي المنطقة.
ولعل تخوف مسئول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل، من ذلك توضح الصورة. فضلا عن تصاعد الدعوات داخل واشنطن لوضع شروط علي تسليح تل أبيب. يوما بيوم تسير المباحثات قدما لتمديد الهدنة الممدة، ولكل تمديد دلالته، ما كان الاحتلال ليقبل بذلك لو أن حربه نجحت. تلك هي شرعية الأمر الواقع، وتلك هي المعادلة الأساسية التي يأخذها المفاوضين في الحسبان، سواء قالوا ذلك علانية أم لم يقولوا.