الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطاقة الذرية تنظم ندوة علمية عن مفاعلات الثوريوم للتطبيقات الصناعية

صدى البلد


عقدت اليوم مجموعة مفاعلات الثوريوم عالية الطاقة بهيئة الطاقة الذرية الندوة العلمية الثالثة عن مفاعلات الثوريوم ذات درجات الحرارة العالية للتطبيقات الصناعية.

وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية .

وقد افتتح الندوة  الدكتور هشام فؤاد علي رئيس الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق والاستاذ الدكتور / ناصف قمصان – رئيس الندوة وبحضور  الدكتور/ محمد كمال شعت أستاذ المفاعلات النووية بالهيئة ومقرر الندوة،  الدكتور/ محمد محمود غنيم أستاذ الفلزات بالهيئة، ولفيف من العلماء والخبراء في هذا المجال.

وقال الدكتور/ ناصف قمصان – رئيس الندوة إنه يوجد نحو 450 مفاعل نووي تعمل حول العالم وجميعها تحتاج إلى الوقود.

وأشار إلى أن معظم هذه المفاعلات تستخدم اليورانيوم-235 وقودًا لها، والدول التي تعيد تدوير الوقود جزئيًا هي فرنسا وروسيا وبعض الدول الأُخرى.

أضاف أنه يعتقد بعض العلماء الأن أن الثوريوم هو الحل الأمثل للمستقبل، فهو عنصر قليل الإشعاع متوفر نسبيًا و يتوافر بكثرة في الهند، وتركيا، والبرازيل، والولايات المتحدة، ومصر.

وتجدر الإشارة إلى أن الثوريوم ليس وقودًا للمفاعلات كما هو اليورانيوم، والفرق بينهما هو أن اليورانيوم عنصر انشطاري ينتج سلسلة من التفاعلات المستمرة عند جمع كمية كافية منه في وقت واحد ومكان واحد، أما الثوريوم فهو عنصر غير انشطاري، وأسماه العلماء العنصر الخصب. وهذا يعني أنه في حال صدم الثوريوم بالنيوترونات عند التشغيل السريع للثوريوم في مفاعل يُستخدم فيه اليورانيوم كوقود أساسي، يتحول الثوريوم إلى اليورانيوم-233 النظير الانشطاري والملائم لإنتاج الطاقة.

وقد أضاف بأن التطبيقات الصناعية المختلفة تحتاج إلى درجات حرارة مختلفة تختلف بنوع النشاط ففي تطبيقات التدفئة والتبريد وتحلية المياه نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 100 – 160 درجة مئوية، بينما نحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 600 – 1600 درجة مئوية في الصناعات التي تحتاج لحرارة عالية مثل صناعة الحديد والصلب أو انتاج الهيدروجين. 

وتستخدم 11 دولة حوالي 79 مفاعلاً نووياً في التوليد المشترك مستخدمة الحرارة النووية في انتاج الكهرباء والعمليات الحرارية  للأغراض الصناعية.

وتتمثل إحدى الفوائد الأخرى لاستخدام الثوريوم في أن المفاعلات العاملة بالثوريوم قد تكون أكثر ملاءمة للبيئة من تلك العاملة باليورانيوم. فهذه المفاعلات لا تطلق غازات الدفيئة عندما تكون قيد التشغيل، شأنها في ذلك شأن الطاقة النووية، وتنتج قدراً أقل من النفايات النووية الطويلة العمر مقارنةً بالمفاعلات التي تعمل باليورانيوم حالياً.
 

وطبقاً لرئيس قسم دورة الوقود النووي ومواده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأن العالم يبحث عن تكنولوجيات بديلة مستدامة وموثوق بها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق الأهداف العالمية التي تتعلق بالمناخ. وقد يصبح استخدام الثوريوم إحدى هذه التكنولوجيات. وسنواصل بحوثنا لتزويد الجهات الراغبة في استخدام الثوريوم بنتائج علمية ذات مصداقية، لذا جاء تنظيم الندوة العلمية في هذا المجال.

 


وفي عرض الدكتور محمد شعت مقرر الندوة قام باستعراض أنواع المفاعلات النووية من الجيل الرابع ومميزاتها .

وقد صرح الدكتور هشام فؤاد رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للعلوم النووية ورئيس الهيئة الأسبق بأن هذه الندوة تؤكد على سعي علماء الهيئة ومدرستها العلمية في مجالات المفاعلات النووية لعرض ومناقشة أهم الموضوعات في المجالات النووية ومنها مجال مفاعلات الثوريوم عالية الطاقة للأغراض الصناعية والتي تعتبر أحدى المجالات الحديثة كما أن مفاعلات الثوريوم يمكن أن توفر حلاً طويل الأجل لاحتياجات البشرية من الطاقة في المستقبل . كما إضاف بأهمية هذه الندوة في إطار نشر الوعي والثقافة للمجتمع العلمي وشباب العلماء لمعرفة اهم المجالات الحديثة في هذا المجال الهام على مستوى العالم في مجال المفاعلات النووية. 


وقد صرح الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بان الهيئة تدعم مثل هذه الندوات العلمية لإثراء المعرفة النووية وعرض المجالات الحديثة في مجالات المفاعلات النووية وغيرها من مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

وقد صرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن الثوريوم معدن فضي قليل الإشعاع موجود في الصخور والرمال المعدنية الثقيلة. وقد سُمِّي تيمناً بإله الرعد "ثور" في الأساطير الاسكندنافية. وهو أكثر وفرة من اليورانيوم في الطبيعة بما يتراوح بين ثلاث أوأربع مرات، والثوريوم-232 هو نظير الثوريوم الوحيد الموجود في الطبيعة. وعند تشعيعه، تحصل سلسلة من التفاعلات النووية التي تنتج اليورانيوم-233، وهو مادة انشطارية يمكن استخدامها كوقود في المفاعلات النووية.


كما أفاد بأنه في عام 2022 أعلنت أحدى الشركات السويسرية عن تطوير نوع جديد من المفاعلات النووية التي تستخدم الثوريوم بدلاً من اليورانيوم ، والتي بإمكانها انتاج الكهرباء بشكل أكثر أمانًا، وبدون توليد نفايات عالية الإشعاع، مما سيمهد الطريق أمام الانتقال إلى مجتمع خالٍ من الانبعاثات، كما تعكف الصين والهند ودول أخرى على تطوير مفاعلات الثوريوم على مستوى العالم.