مع اقتراب فصول الشتاء، ينتظر شعب مصر بفارغ الصبر هبوب رياح الأمل والتفاؤل. فالموسم المطري الحالي يأتي كما المنقذ المنشود الذي يعزز الموارد المائية ويساهم في تلبية احتياجات البلاد المائية.
وعلى الرغم من التحديات الجارية نتيجة لمسألة سد النهضة الإثيوبي، يظل هذا الموسم محط أنظار الجميع نحو الآمال المشرقة، ونتطلع في هذا التقرير إلى متابعة وتحليل آخر المستجدات المتعلقة بمستوى بحيرة فيكتوريا والتأثير المرتقب لها على مصر ومواردها المائية في الفترة القادمة.
ارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا
وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن موسم الأمطار الحالي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في منسوب بحيرة فيكتوريا. حيث بلغت المستويات 1136.08 مترًا فوق سطح البحر في 20 نوفمبر.
ويعتبر هذا الرقم أعلى بمقدار 16 سم عن العام الماضي، مما يعزز إمدادات مصر من المياه.
دور المنطقة الاستوائية
وتشكل المنطقة الاستوائية حوالي 15% من إيراد نهر النيل، وهي مساهمة كبيرة في تعويض ما يفتقد من مياه النيل نتيجة لسد النهضة الإثيوبي.
ومن المتوقع أن تستمر الأمطار الفريدة من نوعها خلال الشهور البينية، حسب توقعات مركز تنبؤات المناخ "IGAD".
أبعاد بحيرة فيكتوريا
وتتمتع بحيرة فيكتوريا بمساحة هائلة تبلغ حوالي 66.7 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر بحيرة إفريقية وثاني أكبر بحيرة في العالم.
وبمرور الزمن، يؤكد ارتفاع منسوب البحيرة على استمرار تدفق كميات هائلة من المياه إلى مصر، مما يخفف من ضغوط سد النهضة.
تحديات الدولة
ولا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها مصر في ظل استمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة. حيث قدمت مصر شكوى رسمية إلى مجلس الأمن بتهمة تصرفات إثيوبيا الأحادية. وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا للضغط على إثيوبيا للالتزام بالاتفاقيات الدولية والتفاوض البناء.
وفي ختام هذا التقرير، نستنتج أن موسم الأمطار الحالي يمثل بشائر جيدة لمصر، حيث يساهم في تعويض نقص المياه الذي نتج عن قضية سد النهضة. ورغم التحديات الكبيرة، تظل مصر ملتزمة بالبحث عن حلول تفاوضية وسبل توفير الموارد المائية. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يكون له دور فاعل في إيجاد حلول لهذا النزاع، وذلك بهدف ضمان استقرار المنطقة والحفاظ على حقوق الدول المعنية.