الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر خطبة أوربان الثاني التي أشعلت الحروب الصليبية.. تعرف عليها

صدى البلد

مرورًا بالذكرى السنوية لانطلاق حملة الفقراء قبل الحملة الصليبية الأولى، يُعد هذا الحدث هو الحملة الأولى والأكبر والأكثر شهرة من بين حملات الصليبيين التي شهدت تنظيمًا ممتازًا ووثائق دقيقة، هذه الحملة بدأت قبل الحملة الصليبية الأولى، وهناك أراء مختلفة بين الناس بشأن ما إذا كانت تعتبر جزءًا مكملًا للحملة الصليبية الأولى أم حملة منفصلة عنها.

خطاب البابا أوربانوس الثاني

في 27 نوفمبر 1095، بدأت الحروب الصليبية الفعلية عقب خطاب ألقاه البابا أوربانوس الثاني أمام حشود من المجتمع المجتمعة في مؤتمر ديني في مدينة كليرمونت الفرنسية. استمرت هذه الحروب بمشاركة حوالي 8 حملات عسكرية بين عامي 1096 و1291، وهو العام الذي سقطت فيه مدينة عكا، وهي آخر إمارة صليبية في المشرق. 

ولقد خلفت هذه الحملات صورة عامة في تاريخ العلاقات بين الغرب والمشرق العربي.

دعا البابا أوربانوس الثاني لعقد مجلس كليرمونت لبحث إرسال حملة إلى الأراضي المقدسة، وهذا كان بداية لانطلاق حملات الصليبيين أو ما يُعرف في أوروبا بـ"الحروب المقدسة"، وكانت بداية الصراع الحقيقي بين الغرب والشرق والحروب الصليبية الطويلة التي استمرت حتى العصور المتأخرة.

وقد قام البابا أوربانوس الثاني ليس فقط بإثارة الصراع وسفك الدماء، ولكنه أيضًا ابتكر صكوك المغفرة ودخول الجنة، بهدف تحفيز الفقراء وإشعال الحماس في قلوبهم للمشاركة في الحرب المقدسة، كما يُطلق عليها. وبالتالي، يعتبر هذا التاريخ أيضًا بداية ما يُعرف تاريخيًا بـ"صكوك الغفران".

وساعدت استغاثة الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس للبابا في مواجهة هجوم المسلمين السلاجقة على القسطنطينية، خاصة بعد أن تعرضت الإمبراطورية البيزنطية لهزيمة مدمرة في معركة "ملاذ كرد" في عام1071م. وكان البابا يعتزم إرسال قوات للمساعدة في الدفاع عن الإمبراطورية البيزنطية واستعادة الأراضي المقدسة من يد المسلمين.

على الرغم من أن الحملة الصليبية الأولى نفسها بدأت في عام 1096، إلا أن حملة الفقراء كانت مبادرة مستقلة قبل ذلك بوقت قصير. قاد بيتر الجن ساعة زمنية وعرض خطابات البابا أوربانوس الثاني على الناس في فرنسا وألمانيا، داعيًا إياهم للمشاركة في حملة مسلحة للتوجه إلى الأراضي المقدسة. وشملت هذه الحملة حشودًا متنوعة من الفلاحين والفقراء والمغامرين.

لكن حملة الفقراء تحولت إلى كارثة، حيث انتشرت الفوضى والعنف بين المشاركين وتعرضوا لهجمات من السكان المحليين في الدول التي عبروا عنها في طريقهم إلى الشرق. وعندما وصلت إلى تركيا، تعرضت لهجمات من قبل السلاجقة والترك السلجوقيين وتم تدميرها تقريبًا. ومعظم المشاركين في الحملة لقوا حتفهم أو تم أسرهم وتعذيبهم أو بيعهم كعبيد.

على الرغم من فشل حملة الفقراء، إلا أنها أثرت في تحفيز الحملة الصليبية الأولى. وعندما وصل الصليبيون الأوروبيون إلى الشرق، وجدوا بعض المشاركين في حملة الفقراء الذين نجوا واستمروا في الانضمام إلى صفوفهم. وبالتالي، يمكن اعتبار حملة الفقراء جزءًا مكملًا للحملة الصليبية الأولى ومساهمًا في إعداد الطريق للصليبيين الأوروبيين للتوجه إلى الأراضي المقدسة.