قد لا تفهم انفعالاتهم، او تتوقعها حتي ان عبروا عنها، و قد لا نفهم لكنتهم الانجليزية او يفهموننا، قد تختلف العادات و أساليب المعيشة و السلوك، لكنك تشعر بهولاء الصينيين في جنوب شرق آسيا، ليس فقط من خلال التاريخ و الهجرات و الجاليات التي أصبحت جزءا من سكان تلك الدول لتصل في ماليزيا الي ٢٠٪ و في سنغافورة إلى ٧٠٪, لكن من خلال مساهمة الصينيين في التنمية، سواء في ماليزيا حيث هم أنشط رجال الاعمال او في سنغافورة حيث صنعوا معجزتها لتنطلق من الصفر عند الاستقلال منذ ستين عاما بعد الفرار اليها من ماليزيا الحالية في أعقاب حرب أهلية الي ان تكون الان احدي الأعلى عالميا في مستوي دخل الفرد.
فماذا وراء ذلك من صفات شخصية عامة و هو المتوقع ان تراه في الصين ايضا لبناء نهضتها المتسارعة ؟
دعك من الدعاية الغربية المتعالية الحاقدة؛ فطالما مارسوها ضد غيرهم، و من شعور الغرابة و اختلاف السلوك و العادات و العقائد ، و لنفتح عقولنا و لنتسم بالاحترام و التقبل و النزاهة، فهؤلاء الصينيون أهل باس و جلد، أهل صلابة و عزم، أهل قوة و سرعة، أهل تقشف و عمل. يتكلمون قليلا و سريعا، و يعملون كثيرا و طويلا، يدخرون و يخططون، تفكيرهم عملي و أداءهم سريعا.
يكسبون قليلا، لكنهم يعرفون ماذا تريد و كيف و ماذا يعطونه ليأخذوا منك الأكثر قدر الاستطاعة، منظمون عمليون ملتزمون، و هكذا يتقدمون.
و لا تتعجب ان ذهبت الاستثمارات الي الصين رغم المنافسة و الي النمور الآسيوية رغم حداثة عهدها بالتقدم، و تدبر فيما يجب ان نتعلمه.
اطلبوا العلم، و لو في الصين.
[[system-code:ad:autoads]]