يصادف اليوم قيام البابا أوربان الثاني بدعوة الأوروبيين إلى القيام بحملات عسكرية على الشرق العربي لحماية المقدسات المسيحية، والتي أصبحت فيما بعد تعرف بالحملات الصليبية.
كان البابا أوربان الثاني واحدًا من أبرز المشجعين للحملة الصليبية، حيث دعا إلى التوجه نحو الأراضي المقدسة، استجاب بطرس الحجاج لهذه الدعوة وترك الدير ليتجوَّل في شمال شرق فرنسا ليدعو للمشاركة في حملة البابا.
اندلعت الحروب الصليبية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر واستمرت حتى القرن الخامس عشر، وكانت واحدة من أهم الأحداث في العصور الوسطى في أوروبا والشرق الأوسط.
حملة الفقراء:
قبل بضعة أشهر من انطلاق الحملة الصليبية الأولى، نظمت جيوش من الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين حملة غير مخطط لها إلى الأراضي المقدسة وانطلقوا بمفردهم إلى القدس. كان العبيد يعانون من الجفاف والمجاعة والطاعون لعدة سنوات قبل عام 1096، وربما رأى بعضهم في الحملة الصليبية فرصة للهروب من معاناتهم المريرة.
الحملة الصليبية الأولى:
في أغسطس عام 1096، انطلقت الحملة الأولى من عدة مناطق في فرنسا وإيطاليا. قاد جودفري دي بويون الرابع أتباعه من إقليم لورين، وانضم إليهم شقيقه الأكبر يوستاس من بولون وشقيقه الأصغر بلدوين من بولون، بالإضافة إلى بودوان له بورغ ابن عم جودفري والكونت بودوان من إينو والكونت رينو من تول، استجابة لدعوة حملة الفقراء. سارت هذه الفصائل عبر الطريق من الراين إلى الدانوب، التي سلكتها سابقًا فصائل الفلاحين الفقراء، ووصلوا إلى القسطنطينية في نهاية عام 1096.
الحملة الصليبية الثانية:
بدأت الحملة الثانية في عام 1147 وانتهت في عام 1192، وجاءت بعد فترة من الهدوء. دعا إليها برنارد دي كليرفو، وقادها ملك فرنسا لويس السابع وإمبراطور الجرمان (ألمانيا) كونراد الثالث هوهنشتاوفن. تعرضت الجحافل الألمانية للجوع والمرض بعد هزيمتها أمام فصائل الخيالة التابعة لسلطان قونية السلجوقي في ضورليوم، وتعرضللعديد من التحديات والصعوبات. استمرت الحملة الثانية لعدة سنوات وشهدت معارك مهمة مثل معركة دوريليوم ومعركة حطين.
الحملة الصليبية الثالثة:
انطلقت الحملة الثالثة في عام 1189 وانتهت في عام 1192. قادها فيليب الثاني ملك فرنسا وريتشارد الأول ملك إنجلترا وفريدريك الأول إمبراطور الروم الألمان. شهدت الحملة الصليبية الثالثة العديد من المعارك والتحديات، وتم التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام مع السلطان صلاح الدين الأيوبي.
الحملات الصليبية الرابعة:
تلت الحملة الثالثة عدة حملات صليبية أخرى، بما في ذلك الحملة الرابعة في عام 1202 والحملة الخامسة في عام 1217. واستمرت الحملات الصليبية حتى القرن الخامس عشر، وشهدت تناوب الانتصارات والهزائم وتغير في الأوضاع السياسية والعسكرية.
الحملة الصليبية الخامسة
كانت حملة صليبية التي تم تنظيمها تحت قيادة البابا أنوسنت الثالث في عام 1213. بدأت الحملة بحملة وعظ طويلة استمرت حتى عقد المجمع اللاتيني الرابع في عام 1215. اتُخذت خلال هذا المجمع سلسلة من الإجراءات المتعلقة بتنظيم الحملات الصليبية. تحركت قوات مجرية وجنوب ألمانية بقيادة أندراش الثاني وقوات نمساوية، ووصلت إلى عكا، وتوقفت هناك حتى انضمت إليها قوات ألمانية وهولندية. ثم توجهوا إلى مدينة دمياط في شمال شرق الدلتا في مصر. ومع ذلك، انتهت الحملة الصليبية الخامسة بفشل ذريع.
الحملة الصليبية السادسة
فقادها الإمبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الألماني في صيف عام 1228. لم تحظ هذه الحملة ببُركة البابوية، وتم حرمان الإمبراطور من الكنيسة بسبب تأخره في أخذ الصليب. خلال الحملة، تفاوض فريدريك مع السلطان الكامل، مما أدى في فبراير 1229 إلى توصلهما إلى اتفاق سلام لمدة 10 سنوات، حيث تنازل السلطان عن القدس باستثناء منطقة الحرم.
بعد الهزيمة التي تعرضت لها فصائل الصليبيين في عام 1244 وفقدانهم الكامل للقدس، تم تنظيم الحملة الصليبية السابعة.
الحملة الصليبية السابعة
قاد الملك الفرنسي لويس التاسع هذه الحملة، وتوجهوا إلى مصر بين عامي 1248 و1254. استولوا في البداية على دمياط والمنصورة، ولكن المسلمين بقيادة السلطان الصالح نجم الدين أيوب نجحوا في هزيمة قواتهم وحصار بقاياها في المنصورة حتى استسلموا. أُسر لويس ولمدة عام 1250 قبل أن يتم إطلاق سراحه. عاد بعدها إلى عكا وبقي فيها 4 سنوات قبل العودة إلى فرنسا.
الحملة الصليبية الثامنة
، فقد انطلقت في عام 1270 بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا، بعد تأخير دام حوالي 3 سنوات، شارك في الحملة عدد قليل من البارونات والفرسان الفرنسيين.
الحملة الصليبية التاسعة
وقعت بين عامى (1271 - 1272) حملة عسكرية قادها الأمير إدوارد وانهزمت على يد الظاهر بيبرس الذى هاجم إمارة طرابلس الصليبية، استغل أباقا خان إيلخان مغول فارس الهدوء على الجبهة الشرقية فى شن هجمات كر وفر على حدود سوريا لكنه لم يستغل الموضوع لشن هجمات كبيرة.