الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يدور في رأس نتنياهو بعد انتهاء الهدنة.. التخبط والعشوائية يحكمان إسرائيل

اليوم الثاني للهدنة
اليوم الثاني للهدنة في غزة

بدأ السبت 25 نوفمبر 2023، سريان اليوم الثاني من الهدنة الإنسانيه، التي تم التوافق عليها بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، برعاية مصرية قطرية أمريكية، لمدة 4 أيام، حيث توافق الطرفان على أن يتم خلال الهدنة تسليم حركة حماس عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى القابعين داخل سجون الاحتلال.

ثاني أيام الهدنة الإنسانيه

ويسأل البعض خاصة سكان غزة، ما الذي قد يحدث بعد انتهاء مدة الهدنة الإنسانية داخل القطاع والمحددة بأربعة أيام فقط، هل سيستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم، وما السيناريوهات المتوقعة لمسار الصراع، خاصة في ظل ما يصرح به الإسرائيليون وتحديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت؟.

المتوقع بعد انتهاء الهدنة أن يستمر الاحتلال في ارتكاب عشرات ومئات المجا..زر الأكبر حجمًا والأشد بشاعة بحق المدنيين من النساء والأطفال، والأسوأ لم يأتِ بعد، فالمخطط الذي يسعى العدو لتنفيذه لا يستهدف قطاع غزة وحده، ويستهدف القدس المحتلة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني.

وبناءً عليه، فأيًّا ما كان السيناريو الذي سيتحقق في النهاية، تبقى الحقيقة الواضحة أن أي سيناريو سيأتي على حساب الاحتياجات الإنسانية، فلا سبيل لتحقيق الهدف العسكري الإسرائيلي إلا من خلال تسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض، كما تتجه الأعين نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية، التي تشهد تصعيدًا متزايدًا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وتدخل الهدنة المؤقتة يومها الثاني في قطاع غزة؛ حيث يسود الهدوء ميدانيا، في الوقت الذي  يترقب الشارع الفلسطيني فيه إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى في سجون الاحتلال وإطلاق سراح دفعة جديدة من المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد يوم من إفراج سلطات الاحتلال عن 39 أسيرا فلسطينيا مقابل 13 محتجزا إسرائيليا، ودخلت  الهدنة  حيز التنفيذ أمس الجمعة، في تمام الساعة 7 صباحا.

ويرصد "صدى البلد"، من خلال هذا التقرير تطورات الأحداث في قطاع غزة، وما المتوقع أن يحدث بالهدنة التي تم الاتفاق عليها من جانب إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية؟.

ونجحت القاهرة والدوحة وفي خطوة مهمة للسيطرة على الأوضاع الملتهبة داخل قطاع غزة منذ شهرين وراح ضحيتها أكثر من 14 ألفاً فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء في التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، حيث كثفت الشقيقتان إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية جهودهم على مدى أكثر من أسبوعين للوصول إلى اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنه يحذر في ثاني أيام الهدنة من توجه أي شخص إلى شمال غزة.

ومن جانبه، قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، مساء الجمعة، إنهم أتموا إعادة بعض الأسرى الإسرائيليين من غزة، مؤكدا "التزامه بإعادة كل الأسرى".

موقف الجيش الإسرئيلي

وأوضح نتنياهو أن حكومته اتخذت خطوة أولى مهمة وستواصل القيام بكل ما هو ضروري لإعادة الأسرى، لافتا إلى أن هذا واجبهم نحو الأسرى ونحو أفراد عائلاتهم، متعهدا بتحقيق كل أهداف الحرب.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري، الجمعة، أن بلاده ستواصل تطبيق بنود صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، موضحا أن المحتجزين المفرج عنهم، الجمعة، سينقلون لقاعدة حيتسريم الجوية قبل لقاء عائلاتهم.

وأضاف هغاري، في مؤتمر صحفي أمس، أن إسرائيل ملتزمة بالهدنة في قطاع غزة، مؤكداً: "ملتزمون بالاتفاق مع حماس، وسنعمل كل ما يلزم من أجله"، موضحا أنهم ملتزمون أيضا بمهمتهم من الحرب بإنهاء حماس وإعادة المحتجزين وتأمين الحدود.

وأوضح أن القوات الإسرائيلية تستغل هدنة الأربعة أيام مع حماس للسماح بإعادة بعض الرهائن للتحضير للمرحلة التالية من عمليتها في غزة، قائلا: "خلال أيام الهدنة، سيكمل الجيش الإسرائيلي استعداده وتأهبه للمراحل التالية من الحرب".

من ناحية أخرى، قال مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجمعة، إنه ينبغي تنفيذ اتفاق الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كاملًا، كخطوة نحو إنهاء الوضع الإنساني المروع في غزة، وتمديد الهدنة إلى فترة أطول.

ومن جهتها، رحبت منظمة الأمم المتحدة، الجمعة، ببدء تنفيذ الاتفاق بين حماس وإسرائيل، مؤكدة: "نتطلع للإفراج عن المزيد من الأسرى".

وأضافت الأمم المتحدة، في بيان: "التطورات الجديدة تمثل إنجازا إنسانيا مهما نحتاج للبناء عليه".

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض مساء الجمعة، إن هناك فرصة حقيقية من أجل تمديد الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، والتي بدأت الجمعة، وتستمر أربعة أيام، معتبرا أن "وقف القتال فرصة حاسمة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".

موقف أمريكا من تمديد الهدنة

وشدد بايدن على ضرورة "إنهاء دائرة العنف في الشرق الأوسط"، مشيرًا: "الدبلوماسية الأمريكية واسعة النطاق"، ساهمت في صفقة إطلاق سراح الأسرى، والتي بدأت، الجمعة، متوقعًا إطلاق سراح المزيد خلال الأيام المقبلة.

وتوجه بايدن بالشكر إلى قادة كل من قطر ومصر على مساهمتهم في هذا الاتفاق. وأشار إلى أنه لا يثق بحركة "حماس" معتبراً أنها "لا تقوم بأي شيء صحيح، وهي فقط تستجيب للضغوط".

وأضاف بايدن في حديثه: "ستصلنا معلومات بشأن الموجة الثانية من إطلاق سراح الأسرى خلال الساعات القادمة".

والجدير بالذكر، أنه بعد 49 يومًا من حرب دا/مية، وعند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي من صباح الجمعة، بدأ رسميًّا سريان الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحماس، والتى تستمر لمدة 4 أيام، قابلة للتمديد، وذلك للسماح بالإفراج عن بعض الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين، وتأتى تلك الهدنة بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

ومع طول مسار الصراع والعمليات، فالسيناريو المرجح هو استمرار الفصائل الفلسطينية في مقاومتها، حتى الرمق الأخير، بما يخالف الأهداف الإسرائيلية، ما يعنى زيادة الضغوط والحاجات الإنسانية على سكان القطاع ودفعهم إلى النزوح.

ومن جانب آخر استمرار طول أمد العدوان على هذا النحو من شأنه تكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية وأمنية وسياسية كبيرة داخليًّا وخارجيًّا، واتساع رقعة الصراع إقليميًّا يُكبد الغرب والعالم خسائر اقتصادية وأمنية مضاعفة تُضاف إلى الخسائر التي عانى منها الاقتصاد العالمى ولا يزال جراء وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.