تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل عماد حمدى الذى قدم عديد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما المصرية.
عمادة حمدى وصفعة للعندليب
في مرحلة الستينيات بدأ عماد حمدي مرحلة مختلفة في مشواره، فقدّم شخصية الأب والتي تتناسب مع مرحلته العمرية، ففي عام 1962 قدم فيلم "الخطايا" والذي جمعه بعبد الحليم حافظ، وهو الفيلم الذي أثار غضب الجمهور منه بسبب كلمته الشهيرة في الفيلم "أنت لقيط" والقلم الذي ضربه على وجه عبد الحليم.
وقال عبد الحليم عن هذا المشهد إن أحد أسنانه انكسر وسال الدم ولكنه أكمل التمثيل إلى أن طلب المخرج إيقافه: "حسيت إن في ضرس اتخلع جوا.. فضلت حايش الدم وبكمل تمثيل المشهد لغاية ما المخرج قال ستوب"، وبعد ذلك أسعفه طاقم العمل عبر الماء والثلج وحقنة من الفيتامين سي كي يتوقف النزيف: "جابولي ميه وتلج وحقنة فيتامين سي عشان النزيف يقف"، ورد عماد حمدي على ذلك بأن عبد حليم هو الذي طلب قلمًا حقيقيًا، وعن ردود الفعل قال عماد حمدي: "لاموني في كل مكان بالشرق الأوسط.. عبد الحليم معبود الجماهير تعرض للضرب!.. الناس لا تعلم ماذا حدث فعلًا وثارت علي في كل مكان وأصبحوا يقولون لي كيف تضربه"، وبعدها قدم معه في عام 1969 فيلم "أبي فوق “الشجرة”.
اشترك الفنان عماد حمدى فى ١٥ فيلمًا تم اختيارهم فى قائمة أفضل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام ١٩٩٦ وهى: السوق السوداء ١٩٤٥، المنزل رقم 13 ١٩٥٢، حياة أو موت ١٩٥٤، بين الأطلال ١٩٥٩، وا إسلاماه ١٩٦١، الخطايا ١٩٦٢، أم العروسة ١٩٦٣، الرجل الذى فقد ظله ١٩٦٨، ميرامار ١٩٦٩، أبى فوق الشجرة ١٩٦٩، ثرثرة فوق النيل ١٩٧١، الكرنك ١٩٧٥، المذنبون ١٩٧٦، الصعود للهاوية ١٩٧٨، سواق الاوتوبيس ١٩٨٣.
زيجات عماد حمدى
تزوج عماد حمدي من أربع ممثلات، الزواج الأول كان من الراقصة حورية محمد، لكن سرعان ما تم الانفصال، وتزوج بعدها من فتحية شريف واستمرّ الزواج ثماني سنوات أنجبا خلالها ابنه الأكبر نادر، وعلى الرغم من حبها الشديد له فلقد اعتزلت من أجل التفرغ لحياتهما الأسرية لكنهما انفصلا، وربطت شائعات بينه وبين فاتن حمامة بسبب الأفلام شديدة الرومانسية التي قدماها سويًا، لكن فوجئ الجمهور وقتها بقصة حبه لـ شادية التي وقعت في غرامه، خصوصًا أن فاتن في ذلك الوقت كانت متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار.
وقد ارتبط عماد حمدي بشادية وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، وهو في الـ45 عامًا، وهذا ما جعل أسرتها ترفض هذا الزواج، لكنها أصرّت وأقيم حفل زفاف متواضع من دون زفة، واستمر الزواج لمدة 3 سنوات، وفي السنة الأولى تعرضا للعديد من المشاكل والأزمات المادية، ولكن بسبب العديد من الخلافات تم الانفصال، خصوصًا بعد أن صفعها على وجهها أمام أصدقائهما.
فأصرت شادية على الانفصال رغم إصراره على أن يظلا سويًا، وتحول الأمر بينهما لزمالة في العمل، فقدما العديد من الأفلام بعد الانفصال.
وقبلة في فيلم "زوجة في الشارع" كانت وقود شرارة الحب بينه وبين نادية الجندي، والتي كانت تحبه بينما كان هو مهتمًا بها فتزوجا، وقيل بعدها إن نادية الجندي كانت السبب في إفلاسه وكتب لها شقته في الزمالك، فعاد ليعيش في أواخر أيامه مع زوجته السابقة فتحية شريف في شقة متواضعة.
لكن نادية الجندي أنكرت أنها السبب في إفلاسه، وقالت إن عماد حمدي كان يكبرها بأكثر من أربعين عامًا، وإنه والد ابنها الوحيد هشام، وقد استمر الزواج 12 عامًا، وقالت إنها أثناء زواجها منه لم تقدم على أية بطولات، فكل الأعمال التي قدمتها في هذه الفترة كانت أدوارًا ثانويًا، وبعد الانفصال وزواجها من محمد مختار قدمت فيلم "الباطنية"، وكان عماد حمدي بطلًا من الأبطال كما أشرف على الإنتاج.
عماد حمدى يفقد صبره
في أواخر حياته عانى عماد حمدي من إكتئاب شديد خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم عبد الرحمن، فامتنع عن الطعام والشراب والتزم منزله ولم ير الشارع ثلاث سنوات، وفي أواخر أيامه فقد بصره أيضًا، وقد حرص الشيخ الشعراوي على زيارته وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله، فأحس براحة لفترة لكنه عاد للاكتئاب مرة أخرى.