الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخطر 24 ساعة في أزمة غزة.. طرح رؤية جديدة لإنهاء الحرب|وتوتر بإسرائيل

الأسيرات
الأسيرات

تواصل القاهرة دورها الكبير منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث تبذل جهوداً حثيثة مع جميع شركائها الإقليميين والدوليين؛ في سبيل وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل شامل وعادل للأزمة الفلسطينية.

إدخال المساعدات الإنسانية 

المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بمعبر رفح، قال إن تواجد الحملة اليوم عند المعبر، يحمل رسالتين، الأولى لأهلنا في فلسطين وغزة، قائلا: "رسالة العون والدعم والمساندة، نؤكد فيها أننا دائما هنا معكم، الأقرب إليكم، ولن نبخل بجهد أو عمل؛ لرفع هذا الظلم والعدوان الغاشم، حتى تعودوا في القريب العاجل إلى دياركم وحياتكم الآمنة، التي نعدكم أننا سنكون على استعداد كامل لبنائها وتعميرها إلى جواركم أيضا".

وأضاف فوزي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده اليوم، بمعبر رفح، أن الرسالة الثانية لجميع سكان العالم الذين يشاركوننا في الأخوة والإنسانية والحياة، أنه قبل أيام، كان اليوم العالمي للطفل، اليوم الذي اجتمع فيه قادة العالم منذ 23 سنة؛ ليقطعوا على أنفسهم وعدا للأطفال أننا سنبقيهم آمنين، مبينا أن 70% من ضحايا الحرب من الأطفال والنساء، متسائلا: "هل ستظل كل هذه الكلمات مجرد شعارات تردد أو أيام احتفالية رمزية نحتفل بها".

كما أشار إلى استهداف الصحفيين في قطاع غزة، وسقوط ضحايا، مشددا على الدعم المصري للقضية والأشقاء في غزة والضفة الغربية.

وكان قد أكد الرئيس السيسي، أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفح أبدا، متابعا: "مهم أوي النقطة دي.. بقولكم الكلمة دي؛ عشان شوفت الكثير من المغالطات.. إننا مش عاوزين أو بنقفل المعبر.. المعبر مفتوح بشكل مستمر.. وكنا مستعدين".

وأضاف الرئيس السيسي، أمس في ستاد القاهرة خلال مؤتمر "تحيا مصر فلسطين": "قبل موضوع 7 أكتوبر كانت بيدخل 500 شاحنة يوميا.. ولما يبقي فيه أزمة كبيرة كده.. مش من صفاتنا أو سماتنا إننا نقفل المعبر".

ومن جهتها، أكدت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم، أنه تم إيصال نحو 30 ألف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، منها 16 ألف طن من الدولة المصرية و10 آلاف طن من المنظمات والهيئات الدولية، و4 آلاف طن من عدة دول عربية وأجنبية.

عودة الهدوء إلى قطاع غزة

يشار إلى أن 19 مصابا وصلوا من قطاع غزة اليوم إلى معبر رفح؛ للعلاج في مصر، وذلك بعد أن بدأ صباح اليوم تدفق شاحنات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح البري بإشراف الأمم المتحدة والسلطات المصرية، بموجب اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، والتي دخلت حيز التنفيذ، بعد جهود مصرية وقطرية وأمريكية مشتركة.

وفيما يخص تفاصيل الهدنة في غزة، فهي تسري لمدة 4 أيام، بدأت من صباح اليوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين، وسيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وفي المقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي.

وسيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي لكافة مناطق قطاع غزة خلال الهدنة، فضلاً عن وقف الطيران الإسرائيلي تحليقه فوق غزة لـ 6 ساعات يوميًا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحا.

ونجحت القاهرة والدوحة في التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، في خطوة مهمة للسيطرة على الأوضاع الملتهبة داخل قطاع غزة منذ شهرين وراح ضحيتها أكثر من 14 ألفاً فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء.

وكثفت الشقيقتان، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، جهودهما على مدى أكثر من أسبوعين؛ للوصول إلى اتفاق الهدنة، وصفقة تبادل الأسرى.

كما سيتم السماح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة، بما فيها شمال القطاع، والذي كانت ترفض إسرائيل وصول أي مساعدات له، وهذا سيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.

نجاح الدبلوماسية المصرية

وحول هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وبين إسرائيل، التي بدأت اليوم من الساعة السابعة صباحا، والمقرر أن تستمر 4 أيام؛ هي ثمار الدبلوماسية المصرية الفاعلة خلال الأسابيع الماضية.

وأشار خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، إلى أن مصر كثفت اتصالاتها مع الشركاء الإقليميين والشركاء الدوليين؛ من أجل العمل على وقف إطلاق النار، والوصول إلى هدنة إنسانية؛ لتخفيف المعاناة عن  الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يواجه تحديات غير مسبوقة، مع استمرار العدوان الشامل، والقصف الكامل لكل أنحاء القطاع، والحصار التام، ومنع المياه والكهرباء والغذاء، وتعنت إسرائيل في إدخال المساعدات عبر معبر رفح.

وأكد أن هذه الهدنة، تعكس الجهود المصرية، وانحيازها للشعب الفلسطيني، من خلال الاستراتيجية المصرية في التحرك على المسار الإنساني وإدخال المساعدات، والمسار الأمني في وقف إطلاق النار، وأسلوب الهدنة؛ لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وأيضا المسار السياسي المتعلق بالعمل على حل الدولتين، باعتبار أن حل هذا الصراع من جذوره، يتطلب إزالة مسبباته، أي إزالة وإنهاء هذا الاحتلال الغاشم، ووقف العدوان الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. 

وأضاف أن الهدنة اليوم، يمكن أن تكون أساسا للبناء عليها، لوقف إطلاق النار بشكل دائم، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق بالأمس، في احتفالية تحيا مصر، حملة؛ لدعم الشعب الفلسطيني، وهي أكبر قافلة للمساعدات الإنسانية التي تضم عشرات المئات من الشاحنات من المساعدات المختلفة، والتي تعكس التلاحم الجماهيري المصري مع الدولة المصرية، ومبادرات حياة كريمة، ومؤسسات ومبادرات ومنظمات المجتمع المدني المهمة.

ونوه بأن ذلك يعكس حقيقة أن القضية الفلسطينية في ضمير الشعب الفلسطيني، وبالتالي دخلت اليوم في قطاع غزة أكثر من 200 شاحنة من المساعدات المصرية الضخمة، إضافة إلى مساعدات الدول العربية والدول الأجنبية؛ لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفا حياتية صعبة بسبب هذا الحصار الشامل وجرائم الحرب الإسرائيلية.

كما أكد أن هناك جهود مصرية مكثفة لإنجاح هذه الهدنة، وتمديدها، وبالتالي تنفيذ هدنة أخرى؛ لتبادل المزيد من الأسرى بين الجانبين، تمهيدا لوقف إطلاق النار,

ولفت إلى أن مصر وضعت خطوطا حمراء فيما يتعلق برفض التهجير القسري الفلسطينيين الذي تمارسه إسرائيل، وهو ما أعلنه الرئيس السيسي، وأكد عليه اكثر من مرة، ومنها، خلال لقائه مع كل من، رئيس وزراء إسبانيا، ورئيس وزراء بلجيكا، وبالتالي هذا يعكس حقيقة الدور المصري الثابت في دعم الفلسطينيين وتخفيف المعاناة عنهم، وإدخال المساعدات، والعمل على وقف إطلاق النار، وأن يكون هناك سلام عادل وشامل للفلسطينيين يؤدي إلى استعادة الحكومة المشروعة، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار، ومنع اندلاع مثل هذه المواجهات الدموية مستقبلا.