لا تزال القضية الفلسطينية على رأس أولويات أجندة الدولة المصرية، وتعمل القيادات السياسية العربية والمصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الدول العربية ما بوسعهم من جهود كبيرة إزاء دعم فلسطين.
يعقد وزير الخارجية سامح شكري ووزراء دول عربية وإسلامية، لقاء مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، وذلك ضمن الجولة الوزارية العربية والإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة.
تطورات القضية الفلسطينية
وترأس اللجنة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، فيما شارك في الاجتماع أعضاء اللجنة الوزارية، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، ووزير الخارجية سامح شكري، ووزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجية دول إسلامية، وفق ما نقل موقع (المملكة).
يبحث الاجتماع تطورات الأوضاع في غزة، وأهمية وقف الحرب وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية والعاجلة للقطاع، وضرورة حماية المنشآت الحيوية وخاصة دور العبادة والمستشفيات.
ورحب الاجتماع، بجهود الوساطة المشتركة لجمهورية مصر العربية ودولة قطر، والولايات المتحدة، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد، مع التأكيد على ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية وصولاً لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في أسرع وقت.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية اتخاذ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي إجراءات فاعلة وعاجلة للوقف الكامل لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدين أن ذلك يعد أولوية لجميع الدول العربية والإسلامية.
وطالب أعضاء اللجنة الوزارية، بريطانيا، بالقيام بدور متوازن بما يتسق مع القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ كافة القرارات الدولية ذات الصلة.
كما شدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية ضمان السلام العادل والدائم والشامل، من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي جمال رائف، إن القاهرة مازالت تمارس دورها الأصيل في دعم القضية الفلسطينية، من خلال الاتصالات المكثفة للقيادة السياسية مع مختلف قادة دول العالم، إلى جانب الجهود الدبلوماسية الكبيرة للخارجية المصرية.
وأوضح رائف ـ أن الجهود المصرية تهدف لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، بالإضافة إلى دعم المسار الإنساني في نفاذ المساعدات لقطاع غزة من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي والهلال الأحمر المصري.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تستخدم جميع أدواتها الدبلوماسية والسياسية مع مختلف بلدان العالم للضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل عبور أقصى حد ممكن من المساعدات يوميا.
دعم الدول العربية لفلسطين
وأضاف أن الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية لم ولن تتغير، خاصة فيما يتعلق بالتهجير القسري لسكان غزة أو الضفة الغربية وتصفية القضية على حساب مصر أو دول الجوار.
فيما رفض الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، بشكل قاطع دعوات تهجير سكان قطاع غزة، مؤكداً على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه. وترأّس الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، اجتماعاً عاجلاً مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للمنظمة على المستوى الوزاري، بمقر الأمانة العامة في جدة، وذلك لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، محذراً من تصاعد اعتداءات جيش الاحتلال وإرهاب المستوطنين في القدس الشريف والضفة الغربية.
وجدد البيان الختامي للاجتماع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة الإسلامية جمعاء، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وعودة اللاجئين، وفي الاستقلال، وتجسيد دولة فلسطين، مشدداً على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره لمنع أي محاولات تهجير خارجية لسكان غزة، وترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض، في إطار حل شامل للصراع.
وطالبَ المجتمع الدولي بالمسارعة في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة، وفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري لإيصالها إلى غزة، وتوفير المياه والكهرباء، محمّلاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مصير المدنيين في القطاع وما يتعرضون له من مأساة حقيقية تحت القصف والحصار والتجويع، بلا كهرباء أو غذاء أو مياه نظيفة، مع إجبارهم على هجر منازلهم.
وشدد البيان على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف العدوان الهمجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي عليه والرفع الفوري للحصار المفروض على غزة، مؤكداً أهمية المحافظة على أرواح المدنيين كافة، وعدم استهدافهم بأي شكل من الأشكال لما في ذلك من تناف مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرائع السماوية.
وأدان بشدة الاستهداف الإسرائيلي السافر للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة الذي أدى إلى قتل وجرح مئات المرضى والمصابين والنازحين من المدنيين الأبرياء، مستنكراً فشل مجلس الأمن، وعدم قدرته على الاضطلاع بمسؤولياته باتخاذ قرار حاسم في سبيل إيقاف جرائم الحرب التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد البيان على دعم حكومة فلسطين على كل المستويات وحراكها الدولي والقانوني لوقف الجرائم البشعة بما فيها ارتكاب سلطات الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مطالباً الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بتحمل المسؤولية، باتخاذ جميع الإجراءات العاجلة التي تضمن وقف العدوان الغاشم والهمجي.
جدير بالذكر، أن المملكة العربية السعودية عقدت قمة عربية إسلامية استثنائية في العاصمة السعودية الرياض، وأعرب خلالها قادة الدول عن رفضهم للعملية العسكرية في قطاع غزة، وشددوا على ضرورة وقفها والتمكن من توزيع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح، وطالبوا أيضا "بحل شامل للأزمة الفلسطينية".
رفض قادة الدول العربية والإسلامية توصيف حرب إسرائيل في غزة بأنها تأتي "دفاعا عن النفس"، واصفين تلك الحرب بأنها "انتقامية". كما طالبوا مجلس الأمن الدوليّ بقرار "حاسم ملزم يفرض وقف"، ما وصفوه بـ"العدوان" الإسرائيلي في غزة، خلال قمة مشتركة لقادة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض. كما أكّدوا مطالبتهم بالتوصل إلى "حل شامل" يضمن وحدة غزة والضفة الغربية "أرضا لدولة فلسطينية"، على ما جاء في البيان الختامي المشترك.
وجاءت الاجتماع الطارئ المشترك للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، إثر هجوم إرهابي نفذته حماس في السابع من أكتوبر داخل الدولة العبرية، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص حسب حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.
وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا، بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.