في سعينا لاستكشاف تاريخ المؤسسات التعليمية في مصر وتراثها الثقافي الغني، يقوم الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، بالكشف عن وثيقة تاريخية نادرة لأول مرة. تحمل هذه الوثيقة تاريخ عام 1951 وتتعلق بإنشاء كلية الطب بطنطا، والتي تحتل مكانة بارزة كواحدة من أهم المؤسسات الطبية في البلاد. وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على الإرث التعليمي الغني والتاريخ الحافل للتعليم الطبي في مصر، ويسهم في توثيق مسار التعليم والعلوم الطبية في البلاد.
القانون الرائد
وفي قراءة الوثيقة التاريخية، نجد أن القانون رقم 64 لعام 1951 قد أسهم في إنشاء كلية الطب بطنطا، والتي كانت جزءًا من جامعة فؤاد الأول. وتنص المادة الأولى من هذا القانون على أن يتم إنشاء كلية الطب بطنطا بالتحديد، وأن يكون مقرها في مدينة طنطا.
تفاصيل الكلية
وتشير المادة الثانية من القانون إلى أن كلية طب طنطا تضم مدرسة طب ومستشفى تعليميًا. وتنص المادة الثالثة على أنه يجب تطبيق الأحكام الخاصة بالمدرسة والمستشفى التعليمي على كلية طب طنطا، والتي جرى تحديدها في اللوائح الأساسية والداخلية لكلية الطب قصر العيني في جامعة فؤاد الأول.
شروط أعضاء هيئة التدريس
وتركز المادة الرابعة على شروط توظيف أعضاء هيئة التدريس في جامعة فؤاد الأول، حيث يتم الرجوع إلى المرسوم بقانون رقم 97 لعام 1935 والقانون رقم 34 لسنة 1942. وتتناول المادة الخامسة تكليف وزير المعارف العمومية بتنفيذ القانون، مع العلم أن العمل به يبدأ من السنة الدراسية 1950-1951.
إرث كلية الطب بطنطا
ويرى رئيس جامعة طنطا أن هذه الوثيقة تؤكد عراقة وتأصيل كلية الطب بجامعة طنطا، وتسلط الضوء على المكانة الريادية التي تحتلها والدور المجتمعي البارز الذي تقوم به لأكثر من 70 عامًا.
ويواجه التعليم الطبي تحديات كبيرة في مصر، لكن استعراض هذه الوثيقة التاريخية يسلط الضوء على النجاحات والتطورات التي شهدتها كلية الطب بطنطا على مدى عقود. وتبرز هذه الإنجازات التزاما واضحا بالتميز والجودة التعليمية، مما يؤكد على دورها المرموق والمهم داخل مجتمعها والمجتمع بشكل عام.
وبفضل هذه الوثيقة، نستطيع فهم النهوض التدريجي والمسيرة الطويلة التي قطعتها كلية الطب بطنطا. هذا التاريخ الملهم ينبعث منه التزام واضح بأعلى معايير التعليم والرعاية الصحية، مما جعل الكلية تحتل مكانة ريادية في مجال الطب والتعليم الطبي.
وبما أن الوثيقة تعكس نضج وتقدم كلية الطب بطنطا، فإن ذلك يبرز الأثر الإيجابي الذي تتركه في المجتمع والمنطقة المحيطة بها. إن تاريخها الطويل وإرثها القيم يضعها في موقع مرموق كمؤسسة محورية تسهم بشكل فعّال في رفع مستوى الرعاية الصحية وتطوير المجتمع المحلي.