أفاد موقع أكسيوس، الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بشأن الحرب في غزة.
بلينكن يتوجه لإسرائيل
وأضاف أن زيارة بلينكن لإسرائيل قد تتزامن مع تنفيذ صفقة لتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس ينتظر أن تشمل إعلان هدنة لبضعة أيام.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية نقلت عن مصدر مصري مسؤول القول إن الجهود والاتصالات المصرية مستمرة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة.
وقال المصدر اتفاق التهدئة في غزة يشهد تقدما ملموسا وفي مراحله الأخيرة وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات الإنسانية والسولار والغاز إلى كافة مناطق قطاع غزة.
وقال عضو لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائیلي وعضو حزب الليكود بوعز بيسموث، إن صفقة تبادل الأسري مع حركة حماس لن تتم قبل يوم الخميس أو الجمعة المقبلين.
وأوضح بيسموث في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي أن هناك ثلاث مراحل لإتمام الصفقة فبعد موافقة حكومة الحرب المحدودة، تم عرض بنود الصفقة على مجلس وزراء أمني مصغر، ثم بعدها على الحكومة".
وفي السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أن إدارته تعمل على صفقة الأسرى في غزة منذ أسابيع، مضيفا نحن الآن قريبون جدا.
تقديم المزيد من المساعدات
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى الذين احتُجزوا في الصراع بين إسرائيل وحماس، وتعتقد أن الطرفين يقتربان من الوصول لهذه الغاية.
وأضاف في مؤتمر صحافي "نحن أقرب من أي وقت مضى نعتقد بأننا نقترب أكثر" وأردف "لن نقول ولا نريد أن نقول أي شيء في هذه الساعات الحساسة من شأنه أن يعرض الاتفاق لخطر أكبر".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية بشأن صفقة الأسرى: كل شيء ليس نهائيا، لكننا قريبون، وشددت على أن تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لم يكن مشروطا بصفقة الأسرى، لكنه كان من الواضح لبعض الوقت أن إطلاق سراح الأسرى سيفتح المجال أمام إمكانية تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، قالت أمل حسني قارة، باحثة سياسية في الشأن الأوربي، إن إعتزام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، السفر إلى إسرائيل، مطلع الأسبوع المقبل، يأتي كخطوة لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين حول الحرب في غزة لبحث هدنة انسانية.
تزامنا مع تنفيذ صفقة الرهائن
وأوضحت قارة ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”: بطبيعة الحال تلعب زيارة الجانب الأمريكي إلى تل أبيب أهمية كبرى في مسارات الحرب على غزة، فيما تكمن أهمية هذه الزيارة والتي تعد الرحلة الرابعة التي يقوم بها بلينكن إلى إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، في احتمال تزامنها مع تنفيذ صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس وربما تفضي الزيارة إلى إتفاق يتضمن هدنة إنسانية لعدة أيام و هو المسار الوحيد الذي تستطيع إسرائيل استعادت أسراها لدى المقاومة هو المفاوضات مع المقاومة.
وتابعت: وبطبيعة الحال لا تريد إسرائيل أن يكون هناك مسار سياسي خصوصا وأنه لم تكن في سلم أولويات أهدافها العسكرية الحربية استعادت الأسرى أو إجراء صفقة إسرائيل تبحث عن تدمير المقاومة وبنيتها التحتية وليس التفاوض معها، وهنا تعتبر حماس حققت تقدماً على الجانب الإسرائيلي، يعني ملف الأسرى هو سلاح المقاومة الذي يعيد أهداف الحرب الاسرائيلية خطوة إلى وراء إلى جانب دخول المساعدات إلى غزة.
وأكدت أن إسرائيل ستسمح بموجب الصفقة بدخول مزيد من الوقود إلى قطاع غزة خلال فترات وقف إطلاق النار، ونقل عن مصادره أن السلطات الإسرائيلية ستسمح بدخول 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وتابعت: وبالنسبة إلى الجانب الأمريكي الذي يدعم إسرائيل يبحث عن هدنة خصوصا وأن هناك حذر أمريكي من احتمال تصاعد الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة، واتساع نطاقه إلى أنحاء الشرق الأوسط، وهنالك قلق من احتمال مهاجمة حزب الله اللبناني شمال إسرائيل أو احتمال دخول إيران في النزاع.
وواصلت: ومن ناحية أخرى، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان في تصريحات لقناة الجزيرة من أن بلاده قد تتحرك، قائلا إنهم نقلوا رسالة للمسؤولين الإسرائيليين عبر داعميهم بأنه "إذا لم توقف إسرائيل جرائم الحرب والإبادة الجماعية فلا يمكن لإيران أن تقف موقف المتفرج".
واختتمت: ولابد أن نشير الى دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسارات الحرب في غزة بدا من قيادته الحاسمة وموقفه المشرف لدول العربية ومساعيه في خدمة القضية الفلسطنية وجهوده في تنفيذ الهدنة.
لعدم اتساع رقعة الصراع
ومن جانبها، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة بلينكن لتل أبيب الأسبوع المقبل هي زيارة هامة نتيجة انها تأتي بعد تغيرات كبيرة حدثت في المشهد الفلسطيني الإسرائيلي وبعد إقرار هدنة لمدة أربعة أيام.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الزيارة ستأتي بعد ثلاثة أيام من انتهاء الهدنة، وبالتالي هذه الزيارة ستأتي للعمل على خفض التصعيد والسعي في الا تتوسع الحرب في المنطقة على اعتبار انه لابد ان تتوقف إسرائيل عن استمرار اجتياحها البري لقطاع غزة ومحاولة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع سواء تهجيرا داخليا او حتى تهجيرا كليا لنزوح او تهجير قسري لهم لسيناء المصرية والضفة الغربية الي الأردن.
وتابع: فهذه الزيارة لابد ان تنعكس بشكل إيجابي، معقبا: أرى أن زيارة بلينكن لتل ابيب سيكون هناك اهداف محددة وواضحة وهي العمل على ألا تتوسع رقعة الصراع والعمل وبشكل كبير وتقديم أوجه الدعم لإسرائيل ولكن في إطار الحرص على عدم اتساع رقعة الصراع وأيضا ستكون هناك رؤى متغيرة خاصة وان هذه الزيارة ستاتي بعد الكثير من المواقف الإيجابية للعالم وقرار مجلس الامن رقم 27 /12 الذي يقضي بهدنة إنسانية وأيضا قرار الجمعية العامة الذي يقضي أيضا بهدنة إنسانية وهو ما تحقق على واقع الفعل.
واختتم حديثة قائلا: وبالتالي الإدارة الامريكية لابد ان تتحرك بدورها المحوري على العمل على وقف إطلاق النار وتهدئة الأجواء في منطقة الشرق الأوسط.
الزيارة الرابعة لبلينكن
ويذكر أن هذه الزيارة ستكون الرابعة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل منذ 7 أكتوبر.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الوزير بلينكن اعترف في رسالة إلى كوادر وزارة الخارجية الأمريكية بوجود خلافات ضمن الإدارة الأمريكية بشأن النزاع الحالي بين إسرائيل وحركة "حماس".
ووجه موظفون بوزارة الخارجية الأمريكية انتقادات لاذعة لتعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
ووفقا لمذكرة حصلت عليها "بوليتيكو"، انتقد مسؤولو وزارة الخارجية بشدة تعامل إدارة بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، مشددين على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لانتقاد الإسرائيليين علنا.