نجحت القاهرة والدوحة وفي خطوة مهمة للسيطرة على الأوضاع الملتهبة داخل قطاع غزة منذ شهرين وراح ضحيتها أكثر من 14 ألفاً فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء في التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، حيث كثفت الشقيقتان إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية جهودها على مدى أكثر من أسبوعين للوصول إلى اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.
كما سيتم السماح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة بما فيها شمال القطاع والذي كانت ترفض إسرائيل وصول إي مساعدات له، وأن هذا سيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
انفراجة كبيرة في غزة
ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بنجاح جهود الوساطة في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل المحتجزين وتنفيذ هدنة بقطاع غزة.
وقال الرئيس السيسي عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي: "أود أن أُعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين، وأؤكد استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، الأربعاء، أن جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، أسفرت عن التوصل لاتفاق هدنة إنسانية سيتم الإعلان عن توقيت بدايته خلال 24 ساعة.
وأكدت الخارجية القطرية نجاح جهود الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس"، بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية ستستمر لـ4 أيام قابلة للتمديد.
وأكدت أن الاتفاق يشمل تبادل 50 امرأة وطفلا من الأسرى بغزة مقابل إفراج إسرائيل عن نساء وأطفال فلسطينيين.
ولفتت الخارجية القطرية إلى أنه ستتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق، كما ستسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من المساعدات الإغاثية بما فيها وقود مخصص للاحتياجات الإنسانية.
وشددت الخارجية القطرية على استمرار مساعي دولة قطر الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، مثمنة جهود مصر والولايات المتحدة في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق.
وأعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثان، على قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى الاتفاق بين إسرائيل وحماس.
وعلقت وزارة الخارجية الصينية، في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء، على الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس منذ ساعات، برعاية مصرية قطرية.
وقالت الخارجية الصينية: "نرحب بالهدنة المؤقتة في غزة ونأمل أن تساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية".
وفي السياق ذاته أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن ترحيب موسكو بـالصفقة التي توصلت إليها إسرائيل وحماس والتي تشمل هدنة إنسانية وتبادلا للرهائن من الأطفال والنساء.
وقالت زاخاروفا في حديث لصحيفة "إزفيستيا": "ترحب موسكو بالاتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، وهذا ما تدعو إليه روسيا منذ بداية تصعيد الصراع".
وأضافت: "من المهم الإشارة إلى الجهود الخاصة التي تبذلها قطر بهدف التنفيذ العملي للدعوة التي أطلقها المجتمع الدولي لوقف التصعيد" بين إسرائل وفلسطين.
كما أشادت الخارجية الأردنية بالجهود التى بذلتها مصر وقطر بالشراكة مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية فى قطاع غزة.
وأكدت الخارجية الأردنية، أهمية ضمان إسهام الاتفاق في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لكافة مناطق القطاع، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في مساكنهم.
كما عبر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن أنّ اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، هو خطوة مهمة.
و قالت الخارجية البلجيكية في بيان لها “نرحب بالاتفاق الذي سيحرر النساء والأطفال ويجب أن تتبعه خطوات أخرى امتثالا للقانون الدولي”.
وأضافت أن الهدنة يجب أن تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في قطاع غزة.
وكذلك رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، بصفقة تبادل الأسري والهدنة الإنسانية التي تمت بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وقالت فون دير لاين في بيان لها: "إنني أرحب ترحيبا حارا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن إطلاق سراح الرهائن الخمسين ووقف الأعمال العدائية في غزة".
وأضافت: "أن كل يوم يتم فيه احتجاز هؤلاء الأمهات والأطفال كرهائن هو يوم كثير للغاية، وأشارك فرحة العائلات التي ستتمكن قريبًا من احتضان أحبائها مرة أخرى".
وتابعت: "أنا ممتنة للغاية لجميع أولئك الذين عملوا بلا كلل عبر القنوات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة للتوسط في هذا الاتفاق".
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أن المفوضية الأوروبية ستبذل قصارى جهدها لاستغلال هذا التوقف من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، لافتة إلى أنها طلبت من المفوض يانيز لينارسيتش زيادة الشحنات الإضافية إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن للتخفيف من الأزمة الإنسانية في القطاع.
هدنة انسانية وصفقة تبادل
وكشفت حركة حماس الفلسطينية في بيان لها، فجر الأربعاء، التفاصيل الكاملة حول التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربع أيام مع الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه الاتفاق يتم بموجبه إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الحركة حماس وتل أبيب، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع.
وأشادت حماس بالجهود المصرية والقطرية في التوصل للاتفاق من خلال الجهود الحثيثة والمقدرة من قيادة الحركة للبلدين، مؤكدة أن الاتفاق يشمل؛
- إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً.
- إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عام، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من سجون الاحتلال الاسرائيلي دون سن 19 عاماً وذلك كله حسب الأقدمية.
- وقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار الأربعة أيام.
- وقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساء، بحسب بيان حماس.
وأكدت حماس أنه خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، ضمان حرية حركة الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه على طول شارع صلاح الدين.
وأوضحت حماس أن بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها.
وأكدت حماس أنه مع إعلان التوصل لاتفاق الهدنة فإنها تؤكد أن أيديها ستبقى على الزناد، للدفاع عن الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال والعدوان.
ووعدت حماس الشعب الفلسطيني بأنها ستكون من الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وصبرهم ورباطهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت رسميا على تنفيذ صفقة الأسرى واتفاق الهدنة المؤقت لمدة خمسة أيام اعتبارا من الخميس، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة وافقت على صفقة إطلاق سراح نحو 50 رهينة إسرائيلية لدى حماس بعد 6 ساعات من المناقشات
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاتفاق مع حماس في صفقة تبادل الأسرى يشمل بندا حول إطلاق سراح كافة الأطفال والنساء الفلسطينيات في سجون إسرائيل، موضحة أنه عندما يصل عدد الإسرائيليين المحررين إلى 99 أحياء وأموات ستطلق إسرائيل سراح كافة الأطفال والنساء الفلسطينيين من السجون.
وأشارت إلى أن بنود الاتفاق تشمل إطلاق سراح 50 رهينة إسرائيلية من غير الجنود خلال الأيام الخمسة لوقف إطلاق النار، ومقابل كل أسير إسرائيلي سيتم إطلاق سراح ثلاث نساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، موضحة أن المرحلة الثانية من الصفقة، مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين إضافيين (ليسوا جنودا)، فسيتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة يومين آخرين.
و أوضحت أن الاتفاق سيشمل أيضاً دخول 200 شاحنة مساعدات خلال الأيام الخمسة لوقف إطلاق النار إلى قطاع غزة، بما في ذلك شاحنات الوقود والغاز للمستشفيات.
وأكد نتتياهو أن إسرائيل في حالة حرب والقتال سيستمر حتى تحقيق الأهداف، مضيفا: لقد تمكنا من تحسين الاتفاق ليشمل مزيد من الرهائن.
ولفت نتنياهو خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية إلى أن الصليب الأحمر سيزور الأسرى الذين لن يتم الإفراج عنهم، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواجه قرارا صعبا الليلة لكنه القرار الصحيح.