في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 42 يومًا ضد حماس في غزة، كشف تحليل بيانات الأقمار الصناعية عن أضرار جسيمة في الجزء الشمالي من القطاع الفلسطيني.
أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى دمار كبير، حيث تضرر بشدة أكثر من نصف المباني وأجزاء كبيرة من أحياء بأكملها في شمال غزة.
أجرى التحليل، وفقا للفاينانشال تايمز، باستخدام إشارات الرادار الصادرة عن القمر الصناعي Sentinel-1التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون. تم استخدام الخوارزميات لتقييم مدى الأضرار التي لحقت بالمباني، مع التركيز على تلك التي تعرضت لأضرار هيكلية بنسبة 50 بالمائة على الأقل منذ بدء النزاع.
تشير بيانات الرادار إلى أن تأثير إسرائيل على البنية التحتية في غزة يمتد عبر الشوارع والأسواق والمدارس والمساجد التي كانت مزدحمة ذات يوم، تاركًا مشهدًا للخراب والدماء تم التقاطه في مقاطع فيديو من وسائل التواصل الاجتماعي والمراسلين المرافقين وقوات الدفاع الإسرائيلية.
وبينما تحول إسرائيل تركيزها شرقاً إلى مدينة غزة وجنوباً، ظهرت تقارير عن عمليات قصف عنيفة على الزيتون ومخيم جباليا للاجئين. وتلاحظ الأمم المتحدة وقوع انفجارات في المدارس التي لجأ إليها المدنيون، مما يسلط الضوء على المخاوف الإنسانية المتزايدة.
يظهر التحليل الدمار الذي لحق بالمناطق الحيوية، بما في ذلك مخيم الشاطئ للاجئين، مما يؤكد ضعف المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ومع تطور الصراع، يواجه جنوب غزة هجرة قسرية تحت خط الإخلاء، وهو ما يشبه عمليات التهجير التاريخية. وفر عشرات الآلاف من المدنيين جنوبًا على الطرق التي يسيطر عليها جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي. وتستعد المناطق الجنوبية، وتحديداً دير البلح وخان يونس، لتصعيد محتمل، حيث يتلقى السكان أوامر الإخلاء.
حث المجتمع الدولي إسرائيل على توخي الدقة وتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وبينما تدخل المساعدات من مصر، يعاني سكان جنوب غزة من ندرة الموارد، ومحدودية الكهرباء، وظروف معيشية صعبة. ويدفع الوضع إلى المطالبة بحل سريع للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.