الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حوار فيديو وصور|متحدث الري يكشف لصدى البلد كيف تغلبت مصر على العجز المائي.. وتأثير التغيرات المناخية

صدى البلد

تعد وزارة الموارد المائية والري من أهم الوزارات الخدمية التي تهتم بقضايا المياه والتغيرات المناخية، ومع تزايد السكان في مصر والتحديات المائية، مثل ثبات حصة مصر وسد النهضة والتغيرات المناخية، كان عليها القيام بالعديد من الإجراءات العاجلة لمواجهة تلك التحديات.

وأجرى موقع صدى البلد هذا الحوار مع المهندس محمد غانم، المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، لمناقشة أزمة المياه، وأثر التغيرات المناخية، وأسبوع القاهرة للمياه، وغيرها من الموضوعات الهامة.
 

 

هل هناك اختلاف بين أسبوع القاهرة للمياه السادس والسابق له؟

في البداية أسبوع القاهرة للمياه في نسخته السادسة شهد نجاحا كبيرا والفارق بينه وبين الأسبوع الخامس كان في الإقبال المتزايد ونشهد كل عام المزيد من الإقبال من الدول والمنظمات والباحثين عن المشاركة في هذا الأسبوع، لكن في المقابل التشابه في فعاليات أسبوع القاهرة السادس والخامس أن الاثنين يعملان على دمج قضايا المياه والعمل المناخ في العالم ويظهر من عناوين الأسبوعين بأن هناك اهتماما كبيرا بتوجيه وعي المجتمع الدولي بوجود ترابط  بين المياه والمناخ على مستوى العالم، وضرورة اتخاذ إجراءات واضحة من جميع دول العالم للتعامل مع هذا الملف.

هل أصبحت التغيرات المناخية واقعا يجب التعامل معه؟

منذ عامين كان الجميع يشككون في أزمة التغيرات المناخية ويتحدثون عنها كنظريات ستحدث بعد خمسين أو مائة عام لكن ما شهدناه العام الماضي من تغيرات مناخية حقيقية أثرت على قطاع المياه سواء جفاف مناطق لم تشهد جفافا من قبل بهذا الشكل وفيضانات في أماكن جديدة وموجات حرارة شهدناها في مصر صيف 2023 أثرت على قطاع المياه من خلال زيادة الاستخدامات المائية والسيول  التي حدثت في سيناء والبحر الأحمر وحدثت سيول عالمية مما زاد الوعي العالمي بقضية التغيرات المناخية التي أصبحت واقع يجب التعامل معه .

هل المقصود بالتغيرات المناخية قضية الانبعاثات وارتفاع منسوب سطح البحر فقط؟

التغيرات المناخية ليست فقط قضية الانبعاثات أو ارتفاع منسوب سطح البحر فقط على أهميتهما بل تأثير التغيرات المناخية وتأثيرها على المياه، في العام الماضي شهدنا أسبوع القاهرة الخامس للمياه والذي حقق نجاحا كبيرا، وقد عقد في اخر شهر أكتوبر وكان حدثا تحضيريا لمؤتمر المناخ 27 cop في آخر نوفمبر في شرم الشيخ  والتوصيات والقرارات الصادرة عنهم رفعت إلى مؤتمر  الأمم المتحدة الذي عقد في مارس  2023 ، وعلى صعيد آخر أسبوع القاهرة السادس للمياه هو حدث تحضيري لفعاليات cop 28  الذي سيعقد بعد عدة أسابيع في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، القرارات والتوصيات التي تنتج عن أسبوع القاهرة السادس سترفع إلى cop 28 ، ونسعى جميعا للخروج  برؤية موحدة لدول القارة الإفريقية لرفعها الى المنتدى  العالمي العاشر للمياه الذي سيعقد شهر مايو 2024 في بالي بإندونيسيا وهو مسار متواصل .

نعاني من الندرة المائية ونقترب من خط الفقر المائي كيف تواجه مصر هذه التحديات؟

لدينا تحديا كبيرا بسبب محدودية مواردنا المائية فنحن نقترب من خط الشح المائي نصيب الفرد  يقترب  من 500 متر مكعب سنويا، لكن في المقابل الدولة بإدراكها  لهذا  التحدي الكبير نفذت مشروعات ضخمة في مجال المياه هناك  أعمال تطهير لـ 55 الف كيلو متر من الترع والمصارف تتم سنويا وأعمال تأهيل ترع  تتجاوز حتى الآن  7300 كم  انتهت بالفعل بالإضافة إلى العمل على تأهيل حوالي 3000 كم أخرى و 1500 كيلو متر سيتم طرحهم قريبا، الهدف من أعمال تأهيل الترع أن نعيد الترع لوظيفتها الرئيسية وأن تصل المياه لنهايات الترع إلى جانب ذلك هناك عمل على تحديث المنظومة المائية بالكامل ولدينا أعمال تأهيل ضخمة لمحطات الرفع المقامة على الترع أو على المصارف.

هل هناك منشآت جديدة تساعد في حل الأزمة ؟

المنشآت المائية الكبرى نعمل عليها فمنذ عدة سنوات تم  إنشاء قناطر أسيوط الجديدة في نفس الوقت نعمل في قناطر ديروط الجديدة، فالمشروعات الكبرى كثيرة  لتحديث منظومة التشغيل أو عمل صيانة للبوابات وخلافه إلى جانب ذلك تم مؤخرا عمل حصر لكل المنشآت المائية المنتشرة في الوادي والدلتا البوابات وقناطر الحجز والصحارات والبدالات وغيرها نتحدث على 47 ألف منشأ متنوع في كل انحاء الوادي والدلتا ،وتم عمل تقييم  لنحدد ما يحتاج للصيانة أو الإحلال بشكل كامل أو لا يحتاج أي تدخل لنضمن أن المنشآت المائية تقوم بدورها ويتم توصيل المياه لكل منتفع سواء كان مزارعا أو مستخدم مياه الشرب .

كيف تعاملت مصر مع التغيرات المناخية؟

هناك عمل كثير في مجال التعامل مع التغيرات المناخية من خلال شقين السيول وعلى تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر والنوات البحرية على المناطق الساحلية، بالنسبة للسيول تم إنشاء أكثر من  1600 منشأ  في البحر الأحمر وسيناء ومرسى مطروح و محافظات الوجه القبلي؛ لحماية المواطنين و حمايه المنشآت الحيوية التي تقدر  تكلفتها بعشرات ومئات المليارات لحمايتها  من آثار السيول في نفس الوقت نقوم بعمليات حصاد كميات من المياه وإن كانت محدودة يستخدمها التجمعات البدوية في هذه الأماكن ، وعلى صعيد  الشواطئ تم تنفيذ أعمال حمايه في 120 كيلو متر من الشواطئ المصرية  لحمايتها بشكل كبير من تأثيرات التغيرات المناخية، هذه الأعمال حمت المناطق الساحلية المنخفضة عن منسوب سطح البحر من الغرق  ووفرت حمايه لكل المنشآت و المدن والقرى والأراضي الزراعية والبنيه التحتية الموجودة في هذه المناطق الساحلية من تأثير سطح البحر والنوات  البحرية.

هل المشروعات استطاعت حل أزمة المياه؟

هناك مجهود كبير من كل العاملين بوزارة الري لضمان عمل المنظومة المائية على أعلى مستوى ونستطيع تأمين الاحتياجات المائية لكل المنتفعين، وهذا واجبنا نحوهم أن نوفر لهم كل احتياجاتهم في الوقت الذي يحتاجونها.

هناك اقبال كبيرة لمبادرة aware التي تبنتها مصر فهل بدأت التحرك على أرض الواقع؟
 


أسبوع القاهرة السادس للمياه كان فرصة للنجاح وشاهدنا طفرة في إقبال  الدول على المشاركة في مبادرة AWARe  التي أطلقتها مصر في مؤتمر المناخ الماضي  وهي مبادرة هامة لخدمة الدول النامية والدول الإفريقية على وجه الخصوص لأن التغيرات المناخية المتسبب بها  هي الدول الكبرى  بسبب  الانبعاثات الناتجة عن الصناعة وغيرها والدول الإفريقية هي الأقل تسببا في الانبعاثات بنسبه 2% فقط من هذه الانبعاثات، وعلى الرغم من هذا  هي الأكثر تضررا من التغيرات المناخية بسبب ضعف البنية التحتية في الدول الإفريقية .


ما دور مبادرة  aware  في التكيف مع التغيرات المناخية؟

مبادرة  aware لها دور هام في توفير تمويلات لتنفيذ مشروعات للتكيف مع التغيرات المناخية في دول الإفريقية المبادرة تتضمن 6 مسارات مختلفة ،خلال الفترة الأخيرة شاهدنا تزايد كبير في عدد الدول الراغبة في الانضمام الى المبادرة؛ وكل ما تفعله الدولة بكل سهولة هو تقديم خطاب برغبتها  في الانضمام إلى المبادرة، وهما 6 مسارات يمكن التوقيع عليهم بالكامل أو جزء منها حسب رغبتها واحتياجاتها وهناك دول وقعت على الانضمام، وخلال أسبوع القاهرة السادس للمياه تم تنظيم أول اجتماع للجنة التوجيهية وعرض وزير الري  مبادرة aware بشكل تفصيلي وتم عقد العديد من اللقاءات الثنائية مع دول كثيره خلال أسبوع القاهرة للمياه ودعا  العديد من الدول للانضمام وبالفعل كثير من الدول انضمت وسيكون هناك  جلسة وزاريه موسعة ستعقد  في cop 28 تخص مبادرة  aware  وستكون بها كل الدول والمنظمات التي انضمت بالفعل وسيكون هناك استمرار في حشد المشاركات.