الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كتائب عز الدين القسام .. قصة استشهاد ملهم المقاومة الفلسطينية

صدى البلد

تحل اليوم الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام، الذي استشهد في العشرين من نوفمبر عام 1935 في أحراش يعبد قرب جنين أثناء قتاله ضد الاحتلال الإنجليزي في فلسطين.

عز الدين القسام

الشيخ عز الدين القسام وُلد في محافظة اللاذقية في سوريا عام 1882، ونشأ في بلدته جبلة حيث حصل على تعليمه الابتدائي والديني في المساجد والكتاتيب. بعد ذلك، سافر إلى الأزهر في مصر لمواصلة تعليمه الديني والحصول على الإجازات العلمية. عاد إلى مسقط رأسه بعد حصوله على الإجازة العالمية، وأصبح فقيهًا متخصصًا في العلوم الإسلامية.

عز الدين القسام

شارك الشيخ القسام في الثورة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا، ورفض عروض السلطة الفرنسية لتولي منصب قضائي. لاحقًا، قاد مظاهرة داعمة لمقاومة الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي وجمع التبرعات لنجدة المجاهدين في طرابلس. كان الشيخ القسام مُطاردًا من قبل الطغاة، فهرب إلى فلسطين في عام 1921 ونشط في مدينة حيفا، حيث عمل على تعليم الناس القراءة والكتابة ومكافحة الأمية. أصبح معروفًا بورعه الديني وشخصيته المحترمة ودعمه للجهاد ضد الاحتلال البريطاني.

أسس الشيخ القسام الخلايا السرية وقام بتدريب وتجنيد المجاهدين، وعمل على توعية الناس وتحفيزهم على المقاومة وتحرير أرضهم. بعد إعلان وعد بلفور الذي وعد بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، قام بتأهيل وتدريب الشباب في القرى للتحضير للثورة الكبرى. في 15 نوفمبر 1935، أشعل الشيخ القسام شرارة الثورة الفلسطينية الكبرى، وعندما تم اكتشاف مكانه من قبل القوات البريطانية، حاصرته في منطقة يعبد في جنين.

رفض الشيخ القسام طلب الاستسلام وأعلن أنهم في وضع الجهاد في سبيل الله. خاضت معركة شرسة بين قوات الاحتلال ومقاومة فلسطين، وقدم المقاومون أمثلة رائعة من الشجاعة والنضال. استشهد الشيخ عز الدين القسام في النهاية، ولكن إرثه وتضحياته لا تزال محل تقدير واحترام كبيرين حتى اليوم. تم تسمية كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، تكريمًا له ولروح المقاومة التي قادها.

عز الدين القسام

تأثير استشهاد عز الدين القسام على المقاومة الفلسطينية

استشهاد الشيخ عز الدين القسام كان له تأثير كبير في البلاد وحظي بتعاطف الشعب، حيث أعربوا عن تأييدهم لفكرة الاستشهاد في سبيل الله والوطن. لم يكن هدف الشيخ القسام الوصول إلى السلطة أو الجلوس على كرسي، بل كان هدفه تنفيذ مشروعه بالكامل ونشر رسالته في هذه الحياة. عندما استشهد، وجد بحوزته مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا. نشرت الصحف العديد من المقالات التي تناولت هذا الموضوع، بعناوين بارزة مثل "معركة هائلة بين عصبة الثائرين والشرطة" و"حادث مريع يهز فلسطين من الشمال إلى الجنوب".

استشهاد عز الدين القسام أشعل شرارة الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1935 وأدى إلى إضراب استمر لمدة ستة أشهر، ولم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب. تم استمرار تأثيره من خلال تأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي استمرت في تحقيق انتصارات وإحداث خسائر للاحتلال على مدار سنوات الاحتلال. وبذلك، استمرت ذكرى الشهيد القسام في العالم وأصبح اسمه مشرقًا ومعروفًا.

عز الدين القسام

 

يُحيي الفلسطينيون والعديد من المؤمنين بالعدالة والحرية الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام بتنظيم فعاليات وندوات ومظاهرات تكريمية. يتم التركيز في هذه الفعاليات على إحياء تاريخ المقاومة الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق الحرية والعدالة.

تظل ذكرى الشيخ عز الدين القسام تذكرنا بأهمية الصمود والثبات في وجه الظلم والاحتلال، وتشجعنا على مواصلة النضال من أجل حقوق الشعوب والعدالة في جميع أنحاء العالم.