تمثل واحة سيوة في الصحراء الغربية، أحد الأسرار الكبيرة، في ظل الأساطير التي أحاطت بها طوال تاريخها، وحافظ على سريتها، عزلتها التي فرضتها عليها الطبيعة.
واحة سيوة لها تاريخ عظيم يرجع لآلاف السنين يعبر عن الحضارة والتاريخ منذ عهد المصريين القدماء ووصولا إلى الحكم الإسلامي.
وتمتلك واحة سيوة العديد من المناطق الأثرية والتاريخية والتي تتفرد بها مما ساهم في الإقبال السياحي عليها، وتعد قلعة شالى أحد أهم هذه المناطق.
أول ما يلفت النظر فى مدينة سيوة "شالى"، وهى قلعة أقامها سكان الواحة القدامى من الطوب اللبن، بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتنقلة فى الصحراء.
وقلعة شالي عبارة عن هضبة مرتفعة تعلوها قمتان، واحدة فى أقصى الغرب والثانية في الشرق وعليها بنيت العديد من المنازل الكرشيف وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي.
قال عبد العزيز الدميري مدير عام الآثار، إن تاريخ بناء شالي يرجع إلى القرن الـ 12 الميلادي لحماية أهالي سيوة من القبائل المجاورة الذين اعتادوا مهاجمة الواحة في موسم الحصاد من كل عام وظلت مسكونة إلى العام 1926.
وأضاف أن القلعة شيدها أربعون رجلا منازلهم على منحدر التل وأحاطوها بسور متين البناء ولم يجعلوا له غير باب واحد ما زال قائما إلى الآن، ويعرف باسم "باب المدينة"، وفي الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع القديم، وبعد مرور قرن فتحوا بابا ثانيا أطلقوا عليه الباب الجديد.
وأشار إلى أنه في عام 1926 هطلت أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام متوالية نتج عنها انهيار بعض المنازل وتصدع الباقي، ولهذا لم يجد أصحابها أي مفر من هجرها خوفا على حياتهم، ومنذ هذا الحادث ترك من بقي من سكان شالي منازلهم القديمة وشيدوا منازل جديدة.
وأوضح أنه نظرا لأهمية قلعة شالي التاريخية قام الاتحاد الأوروبي، بالتنسيق مع وزارة السياحة بترميم قلعة شالي بسيوة لضمان الحفاظ على التراث والمكان وضمان هويته، مضيفا أن العمل استمر فى ترميم القلعة قرابة خمس سنوات، ليتم افتتاح القلعة بعد الانتهاء من الترميم بحضور وزراء مصريين وسفراء دول الاتحاد الأوروبي وكبار المسؤولين في مصر، وتضمنت الأعمال ترميم الأسوار التى انهارت، من عوامل التعرية على مر السنين، وفتح الشوارع والممرات بين المبانى داخل القلعة، وترميم جميع البنايات بها.