الوضوء رمز للطهارة الظاهرية والطهارة الباطنية، ولا تجوز الصلاة إلا به، وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الوسوسة في الوضوء والصلاة تكون من الشيطان، والواجب عدم الالتفات إليها وإكمال الوضوء والصلاة.
واستشهد في إجابته عن سؤال: «ما حكم الشك في انتقاض الوضوء أثناء الصلاة؟»، بما ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه شكى إليه الرجل، يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟، قال: "لا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا" (متفق عليه).
واستدل أيضا بما روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، قال: قال رسول- الله صلى الله عليه وسلم-: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا» رواه مسلم.
الشك في الوضوء
أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن اليقين لا يزول بالشك، مشيرا إلى أول مثال تناوله العلماء في كتب الفقه بخصوص هذا الأمر وهو عن الوضوء.
ونوه الدكتور على جمعة، بأنه إذا كان الإنسان لديه اليقين- أي متأكد بنسبة 100%- أنه توضأ بالفعل ولكن لديه شك بنسبة 50% أنه نقض الوضوء بعد ذلك ولكنه غير متيقن، فهو في هذه الحالة يعتبر متوضأ.
حكم الشك في الوضوء
وألمح مفتي الجمهورية السابق، إلى أنه إذا كان الإنسان على يقين أنه نقض وضوئه، ولكن لديه شك بنسبة 50% أنه توضأ مرة أخرى بعد ذلك، فهو يعتبر غير متوضئ في هذه الحالة؛ لأن الشك لا يزيل اليقين.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن اليقين يكون بنسبة 100%، ثم يليه الظن ويكون بنسبة 90%، ثم يأتي الشك بنسبة 50 %، ثم الوهم بنسبة 30%.
علاج الشك في الوضوء
قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، بأن من شك فى وضوئه أثناء الصلاة وجب عليه أن يطرح الشك جانبا ويبني صلاته على الأقل المتيقن، ثم يسجد بعد ذلك للسهو.
ونصح «واصل» فى إجابته عن سؤال: «ما حكم الشك في الوضوء أثناء الصلاة؟»، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، من يعاني من هذا الأمر بأن عليه قدر ما يستطيع أن يبعد عن نفسه الوساوس؛ فإنه من فعل الشيطان الذي يريد أن يفسد عليه عبادته ويبعده عن طريق الخير.
وأوضح: أنه فى هذا الأمر يقول فيه الحق – تبارك وتعالى- : «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم»، [البقرة: 268]، وعلي المرء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائما في كل الأحوال؛ فإن الحق -سبحانه وتعالى- يقول: «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون»، [الأعراف: 201].
ولفت إلى أنه يجب على المسلم فى هذه الحالة أيضا تصحيح علاقاته بالله وتقويتها بقراءة القرآن والاستغفار والتضرع إلى الله -عز وجل- أن يصرف عنها وساوس الشيطان ونزعاته وهمزاته؛ عملا بقوله – تعالى-: «وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون»، (المؤمنون: 97-98).