أطلقت قوات الإحتلال الإسرائيلية رداً فورياً وقوياً على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، لكن يبدو أن الاستراتيجية العسكرية، وفقا لتحليل شون بيل، المحلل العسكري لشبكة سكاي نيوز البريطانية، استندت أكثر إلى الغضب والحاجة إلى القيام بشيء ما وبسرعة وليس إلى خطة عسكرية محسوبة ومدروسة.
ركزت المرحلة الأولى من الهجوم البري لجيش الإحتلال الإسرائيلي على شمال غزة، مع أهداف ضمنية تتمثل في الاستيلاء على مدينة غزة، وتدمير حماس، وتحرير الرهائن.
على الرغم من 12 آلف قتيل بينهم 5 آلاف طفل وأكثر من 30 ألف جريح في صفوف المدنيين في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، لم يحقق الجيش الإسرائيلي هذه الأهداف.
صرح جيش الإحتلال الإسرائيلي بأنه يعتزم توسيع الهجوم البري لاستهداف حماس أينما كانت، وهو ما يعني حتما أن تركيز إسرائيل يجب أن يتحول في نهاية المطاف إلى جنوب غزة، وفقا لتحليل سكاي نيوز البريطانية.
على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يكمل نشاطه العسكري في الشمال، إلا أنه من الواضح أنه يجهز للمرحلة التالية من الهجوم البري.
بحسب ما ورد أطلق الجيش الإسرائيلي منشورات فوق منطقة خان يونس تحث المدنيين على التحرك غربًا إلى المواصي على الساحل الغربي.
ومع ذلك، فقد نفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ذلك على قناة سكاي نيوز في وقت سابق. تحظى خان يونس بأهمية كبيرة لأنها قاعدة قوة زعيم حماس الإقليمي يحيى السنوار.
ومع ذلك، وبعد نقل مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين خارج شمال غزة، فإن الكثافة السكانية في الجنوب مرتفعة للغاية.
نتيجة لذلك، ستؤدي الغارات الجوية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي حتماً إلى زيادة عدد الضحايا المدنيين، وبالتالي فإن التوقعات هي أن "المرحلة الثانية" من الهجوم البري للجيش الإسرائيلي ستشهد انخفاضاً في الضربات وزيادة الاعتماد على القوات البرية.
يدرك كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن المرحلة التالية من الهجوم ستكون أكثر صعوبة، حيث ستتضمن خسائر أكبر في صفوف المدنيين والعسكريين.
سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء السكان المدنيين قبل شن هجوم بري، على الرغم من أن التحرك المقترح إلى المواصي لا يبدو ممكناً.
ويري شون بيل أن أحد الخيارات أمام الجيش الإسرائيلي هو نقل الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال، باستخدام الوصول المحدود للتعرف على أي مقاتلين من حماس يهربون من الجنوب، قبل التعامل معهم.
واعترف أن هذا الإقتراح من شأنه أن يبعد المدنيين عن طرق الإمدادات الإنسانية الحيوية عبر الحدود الجنوبية.
قال الجيش الإسرائيلي أن هذه الحرب ستستمر حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن.
ومن ناحية أخرى، وفي ظل الأزمة الإنسانية المتصاعدة والقائمة المتزايدة من الضحايا المدنيين، هناك قلق دولي متزايد بشأن ما قد تحققه هذه المرحلة التالية من الهجوم الإسرائيلي فعلياً، وما إذا كانت الضرورة السياسية الإسرائيلية تبرر ارتفاع معدلات الوفيات بين المدنيين والأزمة الإنسانية.