أغرب جزيرة في العالم.. وصف أطلقوه على جزيرة الفزان التي تقع وسط نهر بيداسو، الذي يجري بين دولتي فرنسا وأسبانيا، حيث يقع على حدود الدولتين.
الجزيرة استحقت لقب أغرب جزيرة في العالم، نظرا لقصتها المثيرة والتاريخية التي استمرت حتى وقتنا الحاضر والتي سردها صانع المحتوى والرابر أنور ناي في فيديو، لاقى رواجا كبيرا من قبل المتابعين.
ما هي جزيرة الفزان؟
وفقا للفيديو المتداول، فإن جزيرة الفزان أو كما يطلق عليها أيضاً "إيسلا دي لوس فايزانس" هي جزيرة صغيرة، يزيد طولها قليلاً على 200 متر وعرضها 40 متراً، وتقع داخل نهر بيداسو على الحدود المائية بين فرنسا وأسبانيا.
يمكن الوصول إلى جزيرة الفزان عبر القوارب الصغيرة التي تنقل الزوار عبر نهر بيداسو بين إقليم الباسك شمال شرق إسبانيا، وبين مدينة هونداي الفرنسية.
وأكد أنور ناي، أن هذه الجزيرة الصغيرة غير مأهولة بالسكان ولا يمكن زيارتها، حيث لا يمكن الدخول إلا لأعضاء القيادة البحرية في سان سيباستيان وبايون، حيث يتم تكليفهم بالحفاظ عليها أثناء تواجدها تحت ولايتها القضائية.
في بعض الأحيان، تتم دعوة الجمهور للزيارة في الأيام المفتوحة للتراث فقط، وذلك نظرا لكونها ليست سكنية ولا تحتوي على سكان دائمين.
أغرب جزيرة في العالم
تتميز جزيرة الفزان بتاريخها القديم وتقسيمها المعقد لأكثر من 360 عاما، حيث ينتقل حكمها كل 6 أشهر ما بين فرنسا وإسبانيا، الأمر الذي يجعلها واحدة من الوجهات السياحية والتاريخية الفريدة والغريبة التي تستحق الاستكشاف.
وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن هذه الجزيرة سبباً في إنهاء حرب طويلة بين فرنسا وإسبانيا، وفقا لما ذكره أنور ناي خلال الفيديو.
لا يوجد في الجزيرة أي آثار، باستثناء نصب تذكاري قديم شيّد في عام 1659 في ذكرى توقيع "معاهدة صلح البرانس"، التي أنهت خلالها حرباً استمرت 30 عاماً بين إسبانيا وفرنسا.
أما سبب توقيع الاتفاقية على هذه الجزيرة، فهو كونها شهدت على مدار 3 أشهر اجتماعات مكثفة بين الإسبان والفرنسيين للتفاوض على إنهاء الحرب كونها منطقة تقع بين البلدين، بعد أن تم مد الجسور الخشبية إليها من الجانبين.
ونظراً لأن وضع هذه الجزيرة كان غير محدد سابقاً، فقد أعلن أحد بنود المعاهدة رسمياً أنها منطقة مشتركة ومحايدة، ترمز إلى السلام والتعاون بين فرنسا وإسبانيا، وتم إبرام الصفقة بزفاف ملكي، حيث تزوج الملك الفرنسي لويس الرابع عشر من ماريا تيريز ابنة الملك الإسباني فيليب الرابع.
ومنذ ذلك الحين أصبحت جزيرة الفزان رمزاً لاستمرار الاتفاقية؛ حيث تؤول ملكية الجزيرة إلى إسبانيا من شهر فبراير حتى نهاية يوليو كل عام، ثم تنقل الملكية إلى فرنسا سنوياً في شهر أغسطس وحتى نهاية شهر يناير، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
وتتجلى رمزية جزيرة الفزان في مراسم التبديل التي تقام بانتظام بين البلدين، إذ يلتقي مسؤولون من كلا الجانبين سنوياً لتبادل المفتاح الرمزي للجزيرة.