فتاوى تشغل الأذهان
كيف أتوضأ فوق الحجاب؟
هل اليمين الغموس له كفارة ؟
هل قراءة القرآن من الهاتف لها نفس ثواب المصحف؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي:
في البداية.. هل يجوز المسح على الحجاب أثناء الوضوء؟، سؤال يكثر البحث عنه، خاصة من المحجبات فيقولن: كيف اتوضأ فوق الحجاب؟، وكيفية المسح على الجورب.
وأجاب الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال حول حكم مسح السيدة على غطاء الرأس أثناء الوضوء؟، حيث قال خلال حوار تليفزيوني، اليوم الأربعاء: "إن السيدة أثناء الوضوء عليها أن تدخل يديها بالماء أسفل الحجاب ناحية الأذن والباقى الوجه المغطي بالحجاب، وكذلك عليها غسل جزء من شعرها ومسح غطاء الرأس بالماء".
وأوضح: "أن هناك خلاف بين الفقهاء حول مسح غطاء الرأس بالماء، وبالتالي نأخذ بالأحوط حتى يكون الوضوء صحيحا، وهى توصيل الماء لعدة شعيرات من الرأس حتى لو 5 شعرات، والمسح على باقى الحجاب".
فيما قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الله- عز وجل- قال في كتابه العزيز: “ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا”، فالإنسان عندما يحلف على شيء؛ لا يجعله حجة لعدم فعل الخير، فلو أن شخصا أقسم أنه لن يذهب إلى أخيه؛ فهذا فيه قطع رحم، فليذهب ويكفر عن يمينه.
وأضاف جمعة، خلال فيديو مسجل له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا حلف على التكفير عن اليمين لا يبدأ بالصيام وهو الخطأ الشائع ، ولكن يبدأ بالإطعام فتطعم 10 مساكين ، بقيمة 200 جنيه اي كل فرد وجبة بـ 20 جنيها، فلو لم يجد فقراء جائعين؛ فعليه بشراء كسوة لـ 10 مساكين ، ولكن الكسوة مكلفة جدا قد تصل لـ 2000 جنيه، فإذا لم يستطع فعليه بالصوم 3 أيام .
قال د. علي جمعة المفتي السابق، إن كفارة اليمين الغموس، محل خلاف بين الفقهاء، حيث قال الإمام الشافعي إنه لا تجوز معه الكفارة، ويجب فيه التوبة، مشيراً إلى أن الغموس إذا حلف على شيء ماضي بنفسه أو بغيره ومنه شهادة الزور، وهي من أكبر الكبائر؛ أشد إثماً ومحاسبة في الدنيا والآخرة، فالشهادة لله، ويجب أن تكون كما أمر ربنا- تبارك وتعالى-، ويكون ضابطها الشفافية، يحكم ضِدِّي؛ خير من أن يحاسبني ربي في الدنيا والآخرة، محذرا: إياك إياك من شهادة الزور.
وشدد على أن يمين الغموس ليس له كفارة، ولكن له توبة، مشيرا إلى أنها تغمس صاحبها في النار، أي تغطسه في النار ولا ينجو منه شيء.
وبيَّن أن عدم الكفارة؛ تجعله أعظم، ومنه إفطار العبد في رمضان، فليس له كفارة وإنما قضاء، لأنه تعدى على حرمة اليوم، فالكفارة بفعلها نظن 99% أن الله غفر لنا، لكن في غيرها؛ ننتظر حساب يوم القيامة.
أجاب الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال "هل قراءة القرآن من الهاتف المحمول أقل ثوابا من القراءة في المصحف وهل هذا يعد هجرا للمصحف؟".
وأوضح "وسام" أنه لا حرج من قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول وهو نفس ثواب القراءة من المصحف الورقي ولا اختلاف بينهما، وفيما يخص هجر المصحف المقصود به هو ترك كلام الله عز وجل وعدم قراءته فقال مجازا هجر المصحف، فأينما يرى الإنسان راحته فليفعل الأهم ان يؤدي المطلوب منه وهو الحفاظ على قراءة كلام الله عز وجل .
وقال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، إنه لا يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف، لأن مس المصحف يشترط له الطهارة، لقوله تعالى: «لا يمسه إلا المطهرون» (الواقعة:79)، والآية -وإن فسرها كثير من الصحابة بأن المقصود بالمطهرين فيها الملائكة- إلا أن تخصيص ذكر وصف «المطهرين» دليل على أن هذا هو شأن المصحف الكريم، ألا يمسه إلا من اتصف بالطهارة.
وأضاف «شلبي»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم القراءة من المصحف بدون وضوء؟»، أنه يؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مالك في "الموطأ"، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «ألا يمس القرآن إلا طاهر».
فيما قالت إذا كان غطاء الرأس لا يشف عما تحته، ويستر جميع الشعر ولا يظهر منه شيء؛ فلا مانع شرعًا من هذه إظهار الصورة، أما إذا كان رقيقًا يشف عما تحته من شعر فتُحْجَبُ الصورة في هذه الحالة، بحسب كلام دار الإفتاء المصرية، فى إجابتها عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" زُفَّت ابنتي إلى زوجها، وقد طلب يوم الزفاف أن تتحجب، فوضعت طرحة أخفت شعرها ولم يظهر منها سوى وجهها وكفيها، وعندما استلمت صور الزفاف أخذت إحداها لتكبيرها ووضعها في غرفة الصالون، فطلب مني عدم تنفيذ ذلك حيث إن شعرها يظهر داكنًا تحت الطرحة البيضاء؟".
واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى فى كتابه الكريم: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، ويقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:59].
وأشارت الى أن هاتان الآيتان متكاملتان؛ حيث حددتا ما يجب أن ترتديه المرأة المسلمة بحيث يحجب جسدها كله فلا ينكشف منها إلا ما قضت به الضرورة وحاجة التعامل وهو الوجه والكفان؛ عملًا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وحدود الوجه من منبت الشعر إلى أسفل الذقن وما بين شحمتي الأذنين؛ بحيث لا يظهر شيء من الشعر ولا القرط -الحلق- ولا الأذنين ولا شيء من العنق، ولا يكون الثوب شفافًا مُظهِرًا لما تحته ولا ضيِّقًا وصَّافًا -يُفصِّل أجزاء الجسد-، ولا ملفتًا للأنظار بلونٍ أو تفصيل يسترعي انتباه الآخرين، وإلا دخل في حكمِ المنهي عنه شرعًا.
وقد حدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معنى قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾؛ فقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في "سننه" عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
وعلى ذلك وفي واقعة السؤال: إذا كان ما وضعته بنت السائل على رأسها من طرحةٍ لا يشف عما تحته، ويستر جميع شعرها ولا يظهر منه شيء، فما فعلته حلال شرعًا ولا إثم عليها، والصور في هذه الحالة حلال، أما إذا كان غطاء رأسها رقيقًا ويشف عما تحته من شعر ففي هذه الحالة ما فَعَلَته حرام، والصور الناتجة عن ذلك حرام.