لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ، رغم إصابته بإعاقة حركية إلى أنه يسعى إلى استكمال المشوار بعيون تترقب للغد وينظر للمستقبل بأمل وبكفاح وصمود يضرب به مثلًا للأسوياء أن الإعاقة هى إعاقة العقل والفكر وأن ذوى الهمم أبطال فى كل المجالات.
حيث يذهب الطالب في الصباح ذاهبأ إلي الجامعة ليدرس في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب و بعد العودة في فترة المساء يستقبل القري المجاورة لقريته أولاد عمرو بقنا، أو يعمل فى بيع الخضراوات مرات أخرى ويجوب به الشوارع.
[[system-code:ad:autoads]]
و يجلس الشاب في أوقات فراغة بالجامعة أمام البوابة ليبيع الخضروات و لا يبالي الأحاديث السلبية مع البعض عنه ، لا يفكر ألا في مساعدة والده وأشقائه الإثنين الآخرين المصابين بإعاقة حركة أيضًا ليعود فى نهاية اليوم بدخل له ولأسرته يساعده على دفع مصاريف الدراسة والتنقل والإقامة أوقات الامتحانات فى المدينة، ويكتب الطالب أيضًا الشعر العامى ويتفوق فيه ويسعى أن يشارك بأعماله فى معرض الكتاب بالقاهرة.
قال محمد رجب الذي يبلغ من العمر 22 سنة طالب بقسم علم اجتماع في كلية الآداب جامعة قنا ،" لموقع صدي البلد" إنه مصاب پاعاقة حركية منذ ولادتة و هو الابن الثالث في الأسرة المصاب بالإعاقة الحركية و رغم ذلك استكمل مشواره التعليمى وتفوق فى الدراسة حتى التحق بقسم الاجتماع فى كلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، وحرص على الذهاب إلى الكلية والحضور بشكل يومى فى الأيام المقرر فيها المحاضرات، وبعد عودته من الكلية لقريته قرية أولاد عمرو يعمل فى بيع الأحذية على تروسيكل متنقل يجوب به القرية والقرى المجاورة بحثًا عن الرزق.
و أضاف قائلا : احنا ربنا بيختبر صبرنا علشان يشوفنا هنستحمل ولا لأ .. بهذه الكلمات عبر الطالب عن إصابته و أشقائه الآخرين ، فمنذ سنوات ذهب و والدهم للعديد من الأطباء والمستشفيات أملا فى العلاج ولكن كانت نسبة الشفاء ضئيلة، فرضى الطالب وأشقائه بقضاء الله وقدره واستكملوا مشوارهم فى التعليم والعمل وتحدى كل منهم إعاقته الحركية وعمل فى أكثر من مكان بالقاهرة والغردقة ولكن لم يستكمل عمله هناك وعاد إلى قريته للعمل فى بيع الأحذية المتنقل على التروسيكل.
وأوضح محمد رجب طالب الآداب ، أنه يعمل أيضا في بيع الخضروات عن طريق التروسيكل تحدي نظرات الأشخاص المحيطين به و تحدي نفسه أيضاً ، لافتاً إلى أنه يتلقى تشجيع من أصدقائه و مؤكداً أن الإعاقة هي إعاقة العقل ونحن أبطال ومتفوقين في كل المجال ومن الأشياء التي اتفوق فيها كتابة الشعر العامي و حصلت علي عدد من الجوائز في كتابة الشعر و الإلقاء من أماكن عديدة و حافظ على تفوقه الدراسي بجانب بيع الخضروات أمام بوابة الجامعة مع الدراسة أيضاً .
و تمني محمد رجب ، أن ينهي كتاب خاص به في مجال الشعر و يشارك به في معرض الكتاب و أن يكون له مشروع خاص به ، لافتاً أنه ينفق علي أسرته مع والده المصاب منذ فترة و يساعد فى تجهيز شقيقتة الصغري ، مختاما حديثه " راضي علي كل حال و مستمر في السعي للوصول لهدفي ".