جميع المستشفيات في شمال غزة خارج الخدمة
أدى الصراع المتصاعد في غزة إلى دخول القطاع في أزمة إنسانية حادة، حيث أصبحت جميع المستشفيات في شمال غزة الآن "خارج الخدمة"، وفقًا لوزارة الصحة. وكشف يوسف أبو الريش، نائب وزير الصحة، أن القتال العنيف والنقص الحاد في الوقود أدى إلى توقف هذه المرافق الطبية الأساسية عن العمل.
أطباء بلا حدود تحذر من الأوضاع "اللاإنسانية" في المستشفى الرئيسي في غزة
ويؤوي أكبر مستشفى في غزة، وهو مستشفى دار الشفاء، في الوقت الحالي ما لا يقل عن 2300 شخص، بمن فيهم المرضى والعاملون الصحيون والفارون من القتال. وفي ظل القتال العنيف ونقص الوقود، أبلغت منظمة أطباء بلا حدود عن ظروف "غير إنسانية"، مشيرة إلى نقص الكهرباء والمياه داخل المستشفى. وأكد الجراحون على الأرض خطورة الوضع، قائلين: "ليس لدينا كهرباء. ولا يوجد ماء في المستشفى".
نقص الوقود يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية
وقد أدى نقص الوقود إلى شل الخدمات الأساسية، بما في ذلك المولدات التي تزود المستشفيات بالطاقة، مما ترك المرضى، بما في ذلك الأطفال الرضع، في حالة حرجة. ويعتمد قطاع غزة على المولدات الكهربائية منذ أكثر من شهر بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء في 7 أكتوبر، مما أدى إلى تفاقم الوضع البائس أصلا. حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن عملياتها في غزة ستتوقف خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود.
الهجوم الإسرائيلي مستمر وسط ضغوط دولية
ومع اشتداد الصراع، واصلت قوات الدفاع الإسرائيلية حملتها، زاعمة أن مقاتلي حماس يستخدمون البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، كدروع. استهدفت العمليات البرية للجيش الإسرائيلي مؤسسات الحكومة المركزية والمدارس والجامعات والمساجد ومساكن الإرهابيين المزعومين، مما أدى إلى تكثيف منطقة الحرب الحضرية داخل مدينة غزة.
تزايد المخاوف الدولية مع تزايد الخسائر
وقد أعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عن قلقه المتزايد إزاء تدهور الوضع. وحث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" وأدان حماس لاستخدامها المستشفيات والمدنيين كدروع. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف مؤقت "مجدي" للقتال للسماح بإيصال الوقود بشكل عاجل لمواصلة عمل المستشفيات.
الأونروا تواجه إغلاقا وشيكا ونداء عاجلا للمساعدة
وحذر مدير وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، من أن العملية الإنسانية في غزة ستتوقف خلال 48 ساعة إذا لم يسمح بدخول الوقود إلى القطاع. ودفعت الظروف الصعبة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى مناشدة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "إنزال مساعدات بالمظلات" إلى غزة، خاصة في الشمال حيث القتال على أشده.
تصاعد التوترات الإقليمية والاحتجاجات العالمية
وأثار الصراع في غزة توترات إقليمية أوسع نطاقا، حيث استهدفت الولايات المتحدة المقاتلين الموالين لإيران في شرق سوريا ردا على الهجمات على القوات الأمريكية. وفي الوقت نفسه، اندلعت احتجاجات عالمية تضامنًا مع السكان الفلسطينيين المحاصرين، للمطالبة بإنهاء العنف.
تضاؤل الإمدادات وأزمة النزوح
ومع احتدام الصراع، يؤدي تضاؤل الإمدادات وعدم إمكانية الوصول إلى تفاقم أزمة النزوح في غزة. ونزح ما يقرب من 1.6 مليون شخص، أي حوالي ثلثي السكان، داخليًا منذ 7 أكتوبر، وفقًا للأونروا. كما أن الموارد الأساسية، بما في ذلك الوقود، شحيحة، مما يدفع السكان إلى التكيف مع نقص الضروريات الأساسية.
المجتمع الدولي يحث على اتخاذ إجراءات فورية
ودعا منسق المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي يانيز لينارسيتش إلى وقف "جاد" للقتال وتوصيل الوقود بشكل عاجل إلى مستشفيات غزة. لقد أدى تركيز المجتمع الدولي على محنة الفلسطينيين إلى صدور دعوات واسعة النطاق لاتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية. إلا أن الهجوم الإسرائيلي المستمر ومقاومة حماس لوقف إطلاق النار ما زالا يؤديان إلى تصعيد التوترات، مما يترك مصير المدنيين في غزة معلقاً في الميزان.