الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة غزة تذيب الجليد السياسي بالمنطقة.. لقاءات تاريخية للرئيس السيسي في الرياض

الرئيس السيسي وأردوغان
الرئيس السيسي وأردوغان

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت 11 نوفمبر 2023 في فعاليات القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض؛ بهدف تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزائه.

وافتتح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم؛ للتضامن مع فلسطين، ولبحث الحرب في قطاع غزة، بمشاركة العديد من رؤساء ووفود الدول العربية والإسلامية.

القمة العربية الإسلامية

الرئيس السيسي أكد في كلمته بالقمة، أن المجتمع الدولي- لا سيما مجلس الأمن- يتحمل مسئولية مباشرة للعمل الجاد والحازم لتحقيق ما يلي، دون إبطاء:

  • الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط.
  • وقف كافة الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان داخل أو خارج أرضهم.
  • اضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته؛ لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
  • ضمان النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية، وتحمل إسرائيل مسؤوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
  • التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع بناءً على حل الدولتين.
  • إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
  • إجراء تحقيق دولي في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي.

كما أجرى الرئيس السيسي عددا من اللقاءات المهمة مع بعض من رؤساء وملوك الدول المشاركين في أعمال القمة العربية الإسلامية، من بينهم: الرئيس “التركي، والسوري، والإيراني”، ويعد الأخير “لقاء تاريخيا بين الزعيمين”.

والتقى السيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتشاور والتنسيق حول الوضع المتصاعد في غزة، حيث أكد الرئيسان خلال اللقاء، تنسيق الجهود من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.

كما التقى الرئيس السيسي، نظيره السوري بشار الأسد، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد التباحث بشأن تطورات الأوضاع في غزة، وتم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة أهالي غزة، واستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة.

كما تم التطرق للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التسوية السياسية الشاملة بما يحقق المصالح العليا للشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويستعيد الأمن والاستقرار بها.

والتقى السيسي، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، كما التقى مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وزهق لأرواح العديد من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيسين توافقا بشأن أهمية مواصلة تنسيق الجهود الحثيثة للدولتين لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته فيما يتعلق بانتهاج مسار التهدئة وضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء قطاع غزة، مع التشديد على رفض تعريض الأبرياء في قطاع غزة لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع أو تهجير بما يخالف الالتزامات الدولية في إطار القانون الدولي الإنساني.

وأكد الزعيمان الموقف الثابت لمصر والأردن في هذا الشأن بأن تحقيق استقرار المنطقة لن يتأتى إلا عن طريق تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية بمنظور متكامل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال حل القضية وفق مرجعيات الشرعية الدولية، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

لقاءات مهمة للسيسي 

وكشف نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار غباشي، عن أن لقاءات الرئيس السيسي اليوم على هامش القمة العربية الإسلامية؛ تأتي في إطار تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزائه، مؤكدا أن سياسة الدولة المصرية ثابتة على مدار التاريخ بشأن القضية.

وأضاف "غباشي" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرئيس السيسي دائما ما يؤكد موقف مصر الثابت من الأحداث في غزة، وأنه لا تصفية للقضية الفلسطينية، ورفض التهجير القسري لسكان القطاع، مشيراً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي لن ينصت ما لم تكن هناك ردود عربية قوية".

وشدد على أن المطلوب من القمة العربية الإسلامية هي أمور وسط بين الحرب والإدانة ومعروفة في العرف السياسي والدبلوماسي والعلاقات التجارية والاستثمارية بين الدول العربية والإسلامية من ناحية والغرب من ناحية أخرى.

ومن جهته ثمن أستاذ القانون الدولي، الدكتور محمد محمود مهران، كلمة الرئيس السيسي، أمام أعمال القمة العربية- الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت اليوم السبت بالرياض.

وقال مهران في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن القمة جاءت واضحة تشمل المطالب الرئيسية التي انتهت إليها مصر بالتوافق مع الدول العربية الشقيقة؛ من أجل وقف الحرب القائمة في قطاع غزة وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته وتخاذله في توجيه أي عقوبات لإسرائيل من شأنها معاقبتها على ما اقترفته من جرائم وانتهاكات غير الإنسانية كادت تقضي على شعبا بأكمله".

ولفت مهران، إلى أن الرئيس السيسي كان حريصا على إظهار القوة العربية في كافة كلماته وتنديده بالجرائم التي أصبحت على مرئ ومسمع للقاص والدان، والإغاثات من قبل المدنيين العزل بقطاع غزة تدوي في ربوع العالم من أجل التحرك الفوري والعاجل لوقف إطلاق النار وتطبيق نصوص المحاسبة والمساءلة لإسرائيل حتى لا يفتقد المجتمع الدولي مصداقيته السياسية والأخلاقية ويسقط في بئر فقدان الثقة.

وأكد أن مطالب الدولة المصرية معروفة منذ اليوم من بداية الحرب في غزة، أولها الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط، فضلا عن كافة الممارسات التي يجب أن تقف ويتم وضع حد لها من حيث التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه إلى أي مكان آخر سواء في الداخل أو الخارج.

وأشار مهران، إلى أن الشعب الفلسطيني له حقوقه التي اعترفت بها كافة المقررات الشرعية، والتي ترفض إسرائيل الاعتراف بها حتى الآن، وماضية في طريق الدم والقتل العمد والترويع دون تمييز.

وأضاف الخبير الدولي، أن القمة العربية الطارئة اليوم جاءت تأكيداً لفشل المجتمع الدولي في ضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وعدم الاضطلاع الجيد نحو مسؤولياته التي جعلته اليوم يقف مكتوفي الأيدي محققا فشلا ذريعا في وقف الحرب والمأساة الإنسانية التي تحدث في غزة، وفتح تحقيق دولي "عاجل لإسرائيل على كافة انتهاكاتها للقانون الدولي".

واعتبر أستاذ القانون، أن الصمت على هذه الانتهاكات يعني الشراكة فيها، داعياً المجتمع الدولي للالتزام بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لحماية أرواح المدنيين ومعاقبة مرتكبي الجرائم، مشدداً على أن استخدام القوة المفرط وغير المتناسب من قبل إسرائيل ضد المدنيين في غزة يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ التمييز والتناسب والحيطة الواردة في القانون الدولي الإنساني.

وشدد على أن استهداف المنازل والمدارس والمستشفيات وقتل النساء والأطفال يرقى إلى مستوى جرائم الحرب التي تستوجب المحاسبة وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

دعم الشعب الفلسطيني 

القمة المشتركة الاستثنائية بين الدول العربية والإسلامية تهدف إلى تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزائه.

وتأتي مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية؛ استمرارا لدور مصر منذ بداية الأزمة في بذل أقصى الجهد لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، فضلاً عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.