الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل لأنهم عرب.. لماذا فشلت مساعي إقرار هدنة إنسانية في قطاع غزة

دول مجموعة السبع
دول مجموعة السبع

تسعى عدة أطراف دولية من بينها اليابان، التي تستضيف اجتماعات مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لقرار هدنة إنسانية داخل قطاع غزة بعد شهر من اندلاع فتيل الأزمة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس؛ مما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا غالبيتهم من الأطفال والنساء حتى وصف قطاع غزة بأنه "أصبح مقبرة للأطفال".

وتستضيف اليابان، قمة مجموعة السبع الكبرى، لمدة يومين، حيث ناقش وزراء خارجية مجموعة السبع كيفية تنشيط جهود السلام في الشرق الأوسط وفي قطاع غزة.

هدنة منتظرة في غزة

وتتكون مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ويشارك فيها أيضا الاتحاد الأوروبي.

وقالت وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا، اليوم الأربعاء، إن وزارة خارجية مجموعة السبع اتفقوا على دعم هدنة مؤقتة وممر إنساني لتسهيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأضافت وزيرة خارجية اليابان عقب اجتماع وزارء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، أن مجموعة السبع اتفقت على أهمية منع حدوث مزيد من التصعيد في الصراع في غزة حتى لا يمتد لمناطق أخرى.

وتابعت كاميكاوا: "نتألم لسقوط مدنيين ونساء وأطفال في غزة، وندعو إلى فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

وأشارت كاميكاوا إلى أن مجموعة السبع اتفقت على أن الحل القائم على حل الدولتين هو السبيل الوحيد إلى سلام عادل ودائم في المنطقة، كما أكدت أن وزارة خارجية مجموعة السبع اتفقوا على إدانة الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس.

وعلى جانب آخر، قال البيت الأبيض في بيان له، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أثار في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية وقف تكتيكي للقتال في غزة.

ووفقا لموقع أكسيوس، فقد رفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار، لكنها تعتقد أن هدنة إنسانية للقتال يمكن أن توفر للمدنيين الفلسطينيين فرصًا للخروج بأمان من مناطق القتال المستمر، وضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين، وتمكين عمليات إطلاق سراح الرهائن المحتملة.

ولكن على الجانب الآخر، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن الدعوات الأمريكية لهدنة إنسانية، قائلا إن أي اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يجب أن يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

وفي بعض التعليقات المباشرة الأولى حول هذا الموضوع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الحالي إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لأجل غير مسمى".

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قال لصحيفة وول ستريت جورنال، إن إسرائيل تريد أن تكون المنطقة تحت إشراف تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة أو أن يديرها قادة سياسيون محليون في غزة.

كما بدأ الدبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط وخارجها دراسة الخيارات.

وكانت رويترز ذكرت هذا الشهر أن المناقشات تشمل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الصراع وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينية تستبعد ساسة حماس ودورا مؤقتا في الأمن للدول العربية المجاورة وإشرافا مؤقتا للأمم المتحدة على القطاع.

شروط إسرائيل للهدنة

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، إن اجتماع الدول السبع في اليابان يهدف إلى مناقشة العديد من الأمور التي تخص مصالح هذه الدول وهي: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان.

وأضاف الأيوبي: على ما يبدو أن ممثلي الدول المشاركين في هذه القمة بينهم اتفاق على فكرة إقرار هدنة إنسانية في غزة، والتي تساهم في تدفق الإمداد الغذائي والدوائي، وما له علاقة أيضا بوصول الوقود إلى القطاع، مشيراً إلى أن هذه الرؤية أصبحت شبه متفق عليها على مستوى كل الدول الفاعلة في المنطقة بما فيها ممثلين دول قمة السبع المنعقدة في طوكيو حالياَ.

ولفت الأيوبي خلال تصريحات لـ"صدى البلد": هناك تعنت من قبل الاحتلال الإسرائيلي فيما يخص هذه الهدنة الإنسانية التي يتم الحديث عنها والتي من الممكن أن تصل لمدة ثلاثة أيام.

وأكد المحل السياسي، أن إسرائيل تشترط إخلاء القطاع من مقاتلي حماس وإطلاق سراح المختطفين المدنيين من نساء ورجال فضلاً عن إطلاق سراح مزدوجي الجنسية كي تقر هذه المهلة، علما بأن هناك مخاوف صرح بها الإسرائيليون، حيث أنهم يعتقدون أن هذه المهلة قد تساعد حماس في إعادة توزيع دفاعاتها، وبالتالي من الممكن أن تستفيد حماس من هذه الهدنة.

وأشار: هناك الكثير من المحاولات للحديث مع حكومة الحرب الإسرائيلية من أجل إعطاء هذه الموافقة على الهدنة الإنسانية وليس وقفا لإطلاق النار، لأنه من الواضح أن كافة الأطراف الفاعلة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى مقتنعون تماما أن هذا الوقت ليس وقت الحديث عن وقف إطلاق النار نهائيا في قطاع غزة.

ولفت إلى أن الإسرائيليين لديهم رؤية بضرورة أن يحتفظوا بقوة أمنية في داخل قطاع غزة أو أن يكون هناك وجود أمني أو نظام أمني في داخل غزة، بالإضافة إلى تكريس إدارة ذاتية مؤقتة لقطاع غزة من قادة محليين.

وقال الأيوبي: من المعروف عندما يختار الاحتلال قادة محليين فبالتاكيد سيضع أعوانه، وهذا الأمر يتعارض تماما مع وحدة جغرافيا دولة فلسطين، وبذات الوقت يضرب فكرة التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية، ولا أحد يستطيع أن يجبر الفلسطيني على اختيار من يمثله أو أن يفرض على الشعب الفلسطيني أي طرف يمثله، حيث إن الشعب الفلسطيني لديه ممثل شرعي ووحيد وكل العالم يعترف به وهو منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكمل: إسرائيل على ما يبدو يضع ضمن خطتها الاستراتيجية لقطاع غزة ليس القضاء على حماس فقط، حيث إن القضاء على حماس ليس هدفا بقدر ما هو وسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية لها علاقة بإعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، الذي ينسجم مع مصالحه ويساعده على ضرب تطلعات الشعب الفلسطيني السياسية التي  من شأنها تحقيق مطالبه المرتبطة باقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

وتابع: الاحتلال الإسرائيلي يضع خطة استراتيجية من خلال رؤيته لغزة مستقبلا لضرب وحدة الشعب الفلسطيني وضرب فكرة التمثيل السياسي للفلسطينيين، وأيضا تقويض منظمة التحرير الفلسطيني وهذا أمر خطير جدا، فينعكس على الحالة الأمنية الموجودة المتوترة الآن.

واختتم: بكل الأحوال من المتوقع أن بيان قمة السبع لن يتجاوز فكرة الدعوة لهدنة إنسانية عاجلة، ومن أن ينبثق عنها لجنة مشتركة للتواصل مع الأطراف الفاعلة المتابعة لموضوع الحرب على غزة في الشرق الأوسط.