يستحب لكل مسلم أن يردد دعاء المساء، فقد كان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع الدعاء قط (وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإنَّ الْبَلاَءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)[الطبراني في الأوسط], فكم رفعت محنة بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.
[[system-code:ad:autoads]]
دعاء المساء
الَّلهمَّ اقْسِم لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ ما تحُولُ بِه بَيْنَنَا وبَينَ مَعٌصِيتِك، ومن طَاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِه جَنَّتَكَ، ومِنَ اْليَقيٍن ما تُهِوِّنُ بِه عَلَيْنا مَصَائِبَ الدُّنيَا. الَّلهُمَّ مَتِّعْنا بأسْمَاعِناَ، وأبْصَارناَ، وِقُوّتِنا ما أحييْتَنَا، واجْعَلْهُ الوَارِثَ منَّا، وِاجعَل ثَأرَنَا عَلى مَنْ ظَلَمَنَا، وانْصُرْنا عَلى مَنْ عادَانَا، وَلا تَجْعلْ مُصيَبتَنا في دينَنا، وَلا تَجْعلِ الدُّنْيَا أكبَرَ همِّنا ولا مبلغ عِلْمٍنَا، وَلا تُسَلِّط عَلَيَنَا بذنوبنا مَنْ لا يْرْحَمُنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا.
اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا منه ومالم نعلم ، واحفظنا اللهم من ضيق الصدر.
اللهم عاملنـا بما أنت أهل له وأنت أهل الرحمة والمغفرة والكرم ،ولا تعاملنا بما نحن أهل له ، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك.
حسبنا ربنا عز وجل ، هو عدتنا لكل كربة ، وصاحبنا عند كل شدة ، وولينا في كل نعمة . حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا، ووفقنا إلى ما تحب وترضى، ونسألك اللهم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
فائدة الدعاء
وقال الإمام الغزالي في شأن الدعاء: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض, فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان, فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.
وقَالَ مَكْحُولٌ -رحمه الله- : " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ لَهُ، وَثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْأَرْبَعُ اللَّاتِي لَهُ: فَالشُّكْرُ، وَالْإِيمَانُ، وَالدُّعَاءُ ،وَالِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكَمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} ، وَقَالَ: {وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، وَقَالَ: {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} .
وَأَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي عَلَيْهِ : فَالْمَكْرُ ، وَالْبَغْيُ، وَالنَّكْثُ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : {وَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} وَقَالَ: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ، وَقَالَ: { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ).
دعاء النصر
اللهم ثبت أقدام المرابطين، وسدد رميهم في نحور المعتدين، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم سد جوعتهم، اللهم هدأ قلوبهم، وأصلح بالهم، وتقبل عندك شهيدهم، وأنزل السكينة على قلوبهم وقلوبنا، واجعل دائرة السوء على عدوك وعدونا، واجعلنا ثأرنا على من ظلمنا، واجعل تدبيرهم تدميرهم. اللهم اهدي المسلمين، ووحد كلمة المسلمين، وعجل بالفرج يا كريم، وفرج كرب المكروبين، وانصر المظلومين.
اللهم صلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمد وعلى آل سيِّدنا محمد صلاة تُنجينا بها من جميع المحن والإحن والأهوال والبليات ، وتسلمنا بها من جميع الفتن والأسقام والآفات والعاهات. وتطهرنا بها من جميع العيوب والسيئات، وتمحو بها عنا جميع الخطيئات ، وتقضي لنا بها جميع ما نطلبه من الحاجات. وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات ، وتبلغنا بها أقصى الغايات. من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات ، يا رب يا الله يا مجيبَ الدعوات.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مِلْءَ الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ ، وَارْحَمْ سَيِّدِنَا مُحَمَّداً وَآلَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مِلْءَ الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ ، وَاجْزِ سَيِّدِنَا مُحَمَّداً وَآلَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مِلْءَ الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ ، وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مِلْءَ الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ.