تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعمها إسرائيل في حربها ضد حركات المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، وتعمل على توفير غطاء وحماية عسكرية لها بجانب الغطاء الدبلوماسي، الذي ساهم في وقف أي قرارات وتدخلات أممية تدين ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من أعمال إجرامية بحق سكان القطاع خاصة النساء والأطفال.
غواصة أوهايو النووية
فبجانب الدور الدبلوماسي النشط الذي تلعبه واشنطن لتوفير الغطاء اللازم لدولة الاحتلال في حربها ضد الفلسطينيين، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الغواصة النووية من طراز "أوهايو" وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك في إطار الدعم والحماية العسكرية الهائلة التي توفرها واشنطن لتل أبيب ضد أي عمليات مقاومة قد تهددها سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في تغريدة على حسابها في منصة "إكس"، تويتر سابقا، اليوم الاثنين، إن الغواصة النووية من فئة "أوهايو" وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط.
وتعتبر الغواصة النووية أوهايو من ضمن الغواصات الضخمة التي تستخدم للردع النووي، وهي قادرة على إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.
كما تعد من أكبر غواصات الصواريخ الباليستية في العالم، إذ تستطيع كل غواصة أن تحمل 24 صاروخ ترايدنت النووي، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة التقليدية.
وصممت الغواصة للعمليات السرية والقتال تحت الماء، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 3 أشهر، وتعتبر واحدة من أكثر الغواصات قدرة على التخفي بـ"صمت"، ودخلت الخدمة في العام 1981 وتعتبر مثالا لقوة الردع الأمريكية.
وتم بناء 18 غواصة من هذه الفئة بين عامي 1976 و1997، ولا يزال نحو 14 منها في الخدمة حاليًا، وإلى ذلك، يعتبر هذا النوع من الغواصات التابع للبحرية الأميركية بمثابة رادع نووي متنقل.
وتكشف تلك الخطوة الأميركية مدى الاستنفار الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، منذ تفجر الصراع في السابع من أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط مخاوف من توسع المواجهات إلى حرب إقليمية أوسع.
قبل أيام قليلة وصلت مجموعة "دوايت دي أيزنهاور" إلى المنطقة، وقبلها أيضا تمركزت حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford في شرق البحر الأبيض المتوسط.
دعم لا محدود لإسرائيل
وكان نشر حاملتي الطائرات في المنطقة هو المرة الأولى منذ مارس 2020، عندما أدت الهجمات الصاروخية التي استهدفت "معسكر التاجي"، وهي منشأة عسكرية عراقية شمال بغداد، إلى مقتل جنديين أميركيين وبريطاني واحد.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن وصول "الغواصة أوهايو النووية" الأمريكية إلى الشرق الأوسط إلى جانب الحشد العسكري الأمريكي السابق منذ السابع من أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى وإرسال حاملات طائرات التي تعمل بالطاقة النووية ثم السفن الحربية وتحريكها إلى شرق البحر المتوسط قبيل السواحل الإسرائيلية يعكس حالة الاستنفار الأمريكي والدعم العسكري الأمريكي الكبير واللا محدود لإسرائيل وإطلاق يدها في عملية القصف الشامل على قطاع غزة.
وأوضح سيد ـ في تصريحات لـ"صدى البلد": "كما يمثل رسالة رادعة للقوة في المنطقة خاصة فيما يعرف بمحور المقاومة إيران وحلفائها في المنطقة مثل حزب الله وتنظيماتها الأخرى".
وعقب: "أمريكا تقول لهم إذا دخلوا هذه الحرب ستكون هناك مواجهة مع أمريكا"، وبالتالي الحشد العسكري الأمريكي في الأساس للردع ومنع دخول أطراف أخرى مثل إيران وحلفائها في القتال بجانب حماس لمواجهة إسرائيل، بجانب أن ذلك يعكس رسائل أيضا للأطراف الدولية الأخرى مثل الروس والصين وتقول إن أمريكا عادت مرة أخرى للشرق الأوسط وأنها لم تنسحب كما كان في السابق.
وتابع: أمريكا تؤكد من هذا الحشد أنها لا تزال الفاعل الرئيسي في إدارة التفاعلات في المنطقة، وبالتالي هو أيضا نوع من استعراض القوة لأمريكا، وهي أيضا محاولة لطمأنة حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بأنها الآن موجودة بكل قوتها العسكرية النووية والقوات الضاربة لها.
واختتم حديثه قائلا: يمكن القول إن هذا الحشد العسكري الضخم من أسلحة أمريكية وطائرات ومن غواصات نووية لن يكون الهدف منه فقط حماس وصواريخها، ولكن لتوفير مظل حماية لإسرائيل وإطلاق يدها في الأراضي الفلسطينية في غزة تحديدا والعمل على ردع القوة في المنطقة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل دائما وحذر من أنه لا ينبغي لأي عدو لإسرائيل أن يستغل تلك الهجمات.
أمريكا ستدعم إسرائيل
وأضاف بايدن في البيت الأبيض وبجواره وزير الخارجية أنتوني بلينكن "لن نتركها أبدا".
وتابع: "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي جهة معادية لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات".
وفي اليوم الـ31 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت مقاتلات الاحتلال قصف المدنيين وحصار القطاع، وارتكبت مجازر جديدة وذلك بالتزامن مع قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت عن القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أسفر عن سقوط 9770 مواطنا فلسطينيا، بينهم 4800 طفل، و2550 امرأة، إضافة إلى 24808 جريح، و2660 مفقود بينهم 1270 طفلا.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا، إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، تتركز معظمها على الشريط الغربي والشمالي الغربي لمدينة غزة.
وأضافت أن الغارات، تزامنا مع قصف بالمدفعية، استهدفت مخيم الشاطئ والشريط الغربي لمدينة غزة، كما قصفت محيط مستشفى الشفاء.
ووسط قطاع غزة، قصفت الطائرات الحربية منزلا على الأقل في دير البلح ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 15 مواطنا غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما شنت عدة غارات أيضا على شرق مخيم البريج، ومخيم المغازي.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى لمقتل 10 مواطنين وإصابة آخرين.
ونقلت "وفا" عن مصادر محلية، بأن الطائرات الحربية قصفت منزلا في تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين.