الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفعة جديدة للغرب وإسرائيل.. مصر تتمسك بشروطها في إدارة الأزمة داخل غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

لا تزال معضلة عبور المصابين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية عبر معبر رفح، دون حل، خاصة بعدما علقت حركة حماس إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل نقل جرحى فلسطينيين إلى مستشفيات مصرية بزعم أن بينهم عناصر من الحركة.

في هذا السياق، بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيريه المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، التطورات في الأراضي الفلسطينية، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام تركية.

حملة الجوازات الأجنبية

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي، حيث أوضحت مصادر دبلوماسية تركية، أن وزير الخارجية فيدان، بحث مع سامح شكري، الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل متواصل دون انقطاع.

وتبادل الوزيران الآراء حول ما يمكن فعله لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين في غزة، وتحقيق وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن.

كما تناول فيدان، في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني الصفدي، أيضا سبل وقف الهجمات ضد المدنيين في غزة، وتحقيق وقف لإطلاق النار في المنطقة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 30 يوما حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 9770 فلسطينيا، منهم 4800 طفل، وأصاب أكثر من 24 ألف فلسطيني.

وكانت علقت حركة حماس علي إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل نقل جرحى فلسطينيين إلى مستشفيات مصرية بزعم أن بينهم عناصر من الحركة.

وعقب نفي حماس المزاعم الإسرائيلية، أفادت مصادر مطلعة بأن القاهرة أبلغت الوسيط الأميركي بضرورة توفير ممرات آمنة لمرور سيارات الإسعاف بأسرع وقت.

وأوضحت المصادر، أن القاهرة طلبت من واشنطن تعهدا أميركيا بضرورة خروج الجرحى إلى أراضيها دون استهدافهم أو ملاحقتهم، رابطة خروجهم عبر سيارات الإسعاف بخروج مزدوجي الجنسية.

كما لفتت إلى أن القاهرة أبلغت الوسطاء أن تعطل خروج الجرحى واستهدافهم سيعطل خروج مزدوجي الجنسية، مطالبة بتعهد أميركي بحل واضح خلال الساعات المقبلة.

كذلك ناشدت مصر وفق المصادر، مناقشة آلية دخول الوقود والمياه إلى قطاع غزة دون أي شروط مسبقة، وأبلغت أميركا بذلك بشكل عاجل لمنع تعطل المستشفيات.

جاء ذلك بعدما أفاد مصدر مسؤول في هيئة المعابر، بأنه لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية، وفقا لوكالة "فرانس برس".

من جانبه قال عميحاي إلياهو وزير من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، إن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وردا على سؤال في مقابلة مع راديو كول بيراما عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، قال وزير التراث عميحاي إلياهو "هذا أحد الاحتمالات".

الأوضاع داخل غزة

وقالت الصحيفة إن  إلياهو، من حزب إيتامار بن غفير اليميني المتطرف.

وأعرب إلياهو أيضًا عن اعتراضه خلال المقابلة على السماح بأي مساعدات إنسانية بدخول غزة، قائلاً: لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين، متهما أنه لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة، مؤيداً  سرقة أراضي القطاع وبناء المستوطنات هناك. وعندما سئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: "يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".

ويقول إن شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل "لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض."

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن الدولة المصرية تبذل جهود إنسانية داخل قطاع غزة وخارجه، لمساعدة الشعب الشقيق في الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار.

وأضاف "فهمي" في تصريحات لـ صدى البلد، أن مصر لم تدخر جهدا في سبيل مساندة القضية الفلسطينية واحتواء التصعيد داخل قطاع غزة، على الصعيد الإنساني والصعيد الدبلوماسي، في سبيل نقل صورة حقيقية للواقع المأساوي في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وخلق رأي عام عالي أكثر حيادية تجاه القضية، ما يؤكد على الدور المحوري للدولة المصرية داخل المنطقة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن هناك الكثير من المحاولات والضغوط تمارس على الدولة المصرية تهدف لاقتحامها في الصراع على أصعدة مختلفة، فنحن نتعرض لحرب شائعات ملونة وموجهة، ويجب الحرص على سرعة مقاومة ووأد تلك الشائعات، مشيداً بقدرة الدولة المصرية على فرض إرادتها في المنطقة.

ولفت إلى دور مصر في عدم السماح بمرور مزدوجي الجنسية من معبر رفح إلا بعد مرور المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، ما يدل دور مصر المحوري والمهم في المنطقة، مدينا الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق المدنيين العزل داخل قطاع غزة من قتل للأطفال والنساء دون وجه حق.

جدير بالذكر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا من "أورسولا فون ديرلاين" رئيسة المفوضية الأوروبية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الاتصال تناول تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، حيث تم استعراض الجهود الجارية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة في ضوء الوضع الإنساني المتدهور بالقطاع.

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادي في تقديم الدعم لأهالي غزة، خلال هذه الظروف الصعبة، وكذا تسهيل خروج أعداد من الرعايا الأجانب بالقطاع.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أن الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتنسيق الإغاثة الإنسانية الدولية ليست بديلاً عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي.

وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولًا إلى حل الدولتين، الذي يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم في المنطقة.