قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد في الكتاب والسنة النبوية ، إنه لعل ما يعانيه الإنسان في الدنيا من هم وحزن بسبب نسيان الذكر وقراءة القرآن، لقوله تعالى:« وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى».
وأوضحت «الإفتاء»، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الاستغفار والمداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى من أسباب تفريج الكروب وجلب الأرزاق وإزالة الهموم والكروب.
ماذا يحدث إذا غاب قلبك عن ذكر الله؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن هناك قلوبًا قاسية، وهناك قلوب عليها أقفال، وهناك قلوب عليها غلف، وهناك قلوب عليها ران، وهناك قلوب عليها حجاب، وهناك قلوب مظلمة ووووو.. وهكذا.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن كل نوع من هذه الأنواع يشترك في شيء واحد ويتعدد في صفات كثيرة، كل هذا يشترك في الغفلة عن الله «نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» ، كل هذه الصفات تغفل عن الله سبحانه وتعالى فتتوه في هذه الحياة الدنيا بجزئياتها، بتكاثر جهاتها وبمجالاتها المختلفة، بنكدها، بكدرها، بشواغلها ومشاغلها، فما دام قد غاب قلبك عن ذكر الله، وغاب الله عن قلبك فإنك ستتصف بصفة من هذه الصفات.
وأضاف أن قوله تعالى: «قَسَتْ قُلُوبُكُم» يعني أنها لم يعد يؤثر فيها الذكر الفطرة التي فطر الله الناس عليها أنه «وذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ» سارع إلي الله فعندما تُذكر الإنسان يتذكر، وعندما تُذكره بالله يرجو وجه الله أو يخاف من عذاب الله، ولكن هناك قلوب تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر, والذين لم يؤمنوا دائمًا نجد عندهم في أذانهم وقر، يقول تعالى « ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم » يعني لا ينفع فيها الذكر « مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ » والكاف للتشبيه والتمثيل، والحجارة شأنها الصلادة والصلابة، والحجارة شأنها أنها لا تتحرك إلا بمحرك.
وتابع: “فالحجارة صلبة وليست لينة بحيث أنها إذا أصابت أحدنا فإنها تصيبه، لكن لو نزل علينا ماء لا يصبنا بشيء، « فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ » كأننا ظلمنا الحجارة بتشبيههم بها .. لماذا ؟ لان هناك بعض الحجارة إذا أدخلنا فيه مسمار يدخل ولا يأبى الحجر أن يستقبل المسمار, ولو كسَّرنا الحجر يتكسر ، ولكن البعض قلوبهم لا تلين، ولا تلين أبدًا بصفة مستمرة”.
واستطرد: “هل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن إنه تفجر منه الأنهار؟ الله يفعل ما يشاء، طبعًا ممكن فحينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله وعندما يمنُّ الله عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير، وهذا يوصلنا إلى أننا لا نحتقر أحدًا من الناس ولا نحتقر عاصيًا، وإنما نكره فعله، نحن لا نحب القتل، ولا نحب السرقة، ولا نحب الكذب وشهادة الزور، والحقد والحسد”.
وأكد: “فأنا أكره الفعل السيء، لكن لا أكره الإنسان حتى ولو فعل هذا الفعل، أنكر عليه وأنكر فعله ويمكن أعاقبه أيضًا وعقاب شديد، ولكن لا أكرهه فأنا إذا كرهته لن أستطيع أن أدعوه وأرشده إلي الخير، فيجب علينا ألا نحقر أحدًا من البشر ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم، ولكن نتمنى لهم الخير ونتمنى لهم السعادة، ونقول إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار، فنفتح له مع هذا باب الرحمة وباب الخير وعدم اليأس من رحمة الله”.
حكم ذكر الله بتحريك اللسان دون إخراج الصوت
وجه متصل سؤالا للشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، يقول فيه: “حكم ذكر الله بتحريك اللسان دون إخراج الصوت؟”.
ورد أمين الفتوى خلال لقائه بفيديو مسجل له على قناة الإفتاء، قائلا: "لا مانع شرعي في ذلك، فيجوز ذكر الله في نفسك أو من غير صوت أو كيفما ترديد، وأفضل الذكر هو الذكر الخفي الذي تستشعر معناه وتعيش أنواره ونفحاته، وكما قال تعالى: "وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ".
أوقات وأحوال يكره فيها ذكر الله
قال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء إن ذكر الله عز وجل يكون في كل وقت وفي كل حين إذا أراد الشخص ذلك وبالأسلوب الذي يريده و بالصفة التي يرغب بها سواء كان بصوت مرتفع او صوت خافت فلا بأس من ذلك.
وأضاف ممدوح خلال رد على أسئلة المشاهدين في البث المباشر، قائلا: إن الله تعالى قال في القرآن الكريم: "واذكروا الله كثيرا" فلم يقيد ذلك بوقت محدد أو شرط معين أو شكل أو طريقة معينة، فالأصل في الذكر السعة.
وتابع: “الشرع خص أوقاتا معينة بعدم الذكر فيها كأن يكون الشخص على جنابة أو المرأة في فترة الحيض، وكذلك الساجد والراكع في الصلاة لا يقرأ القرآن فيهما فهناك خطأ شائع عند البعض أن يقرأ القرآن في الذكر بدلا من أن يسبح الله”.